مصادر دبلوماسية: العراق يتضامن مع إيران ويدخل مغامرة خطيرة

عربي ودولي



أكد مصادر دبلوماسية أن بغداد تدخل في مغامرة محفوفة بالمخاطر، بعد رفضها العقوبات الأمريكية ضد إيران، فيما أكدت مصادر مقربة من عائلة أسامة بن لادن، أن إيران تدخلت لإرسال حمزة بن لادن إلى أفغانستان بدلًا من إرجاعه إلى السعودية.

ووفقًا لصحفة عربية صادرة اليوم الأربعاء، اتهم مسؤول يمني في حضرموت قطر بالوقوف وراء ادعاءات باطلة بشأن الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن، بينما أوضح مصادر وزارية في لبنان أن "الهوة مازالت عميقة بين وجهتي نظر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، بشأن تشكيل الحكومة".

وفي التفاصيل، أكدت مصادر مطلعة أن بغداد تدخل في مغامرة محفوفة بالمخاطر، بعد رفضها العقوبات الأمريكية ضد إيران، موضحة أن مسؤولون عراقيون يحاولون إقناع الولايات المتحدة بمنح الحكومة العراقية استثناء من قائمة الدول الملزمة بتنفيذ العقوبات الجديدة على إيران التي دخلت أمس الثلاثاء مرحلتها الأولى حيز التنفيذ.

وقالت "إن المسؤولين، الذين لديهم صلات قوية مع إيران، يحاولون تبرير الطلب بدعوى أن العراق يعتمد علي طهران في الحصول على عدد من احتياجاته الأساسية، مثل الكهرباء وبعض أنواع الوقود".

وبحسب الصحيفة، يرى مراقبون أن الموقف العراقي غير مبرر بعد أن قطعت طهران إمدادات الكهرباء وإمدادات الأمر الذي فاقم معاناة السكان في جنوب العراق، كما أفادت مصادر دبلوماسية في بغداد أن الحكومة تحاول منذ أيام الحصول من واشنطن على قرار يستثنيها من تطبيق العقوبات الإيرانية، لكن المصادر الدبلوماسية أكدت أن الطلب العراقي لم يلق آذانًا صاغية في واشنطن، بل إنه "قوبل بتشدد أمريكي غير رسمي".

وقالت المصادر إن "واشنطن شرحت لحلفائها في العراق، وعلى رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، أهمية مساهمة الجميع في تطبيق العقوبات ضد إيران بشكل صارم، لضمان فاعليتها السريعة"، مضيفة أن بغداد عادت وطلبت من واشنطن "تسهيلات" تساعدها في الحصول على حاجتها من الكهرباء والوقود الإيرانيين مؤقتا، لكنها لم تتلق ردًا حتى الآن.

وكشفت المصادر أن "وزارة الخارجية العراقية تلقت من نظيرتها الأمريكية إشارات غير رسمية تشير إلى عزم واشنطن على شمول أي دولة تساعد إيران بالعقوبات نفسها، بما في ذلك العراق".

وبسبب الحدود الطويلة بين البلدين، وعزلة طهران في محيطها الإقليمي، يعد العراق المنصة الرئيسية لدى إيران في أي عملية تهريب تستهدف إيصال أموال أو أشخاص إلى سوريا ولبنان واليمن، ويقول مراقبون "إن العراق ربما يتحول إلى ساحة صراع مخابراتي بين إيران وخصومها، تدور حول تهريب الأموال والمواد الممنوعة على إيران".


وعلى صعيد أخر، أكدت مصادر مقربة من عائلة أسامة بن لادن، أن إيران تدخلت لإرسال حمزة بن لادن إلى أفغانستان بدلًا من إرجاعه إلى السعودية، حيث كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن قيام ايران بإرسال أحد أبناء الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى أفغانستان الذي كان يقيم في طهران مع والدته، وليس إلى السعودية مثلما حدث مع بقية أبناء بن لادن.

وبحسب الصحيفة، كشف عمر الابن الرابع لزعيم تنظيم القاعدة، أن إيران تدخلت لإرسال شقيقه حمزة إلى أفغانستان، بدلًا من إرجاعه إلى السعودية، التي توجه إليها عدد من أبناء بن لادن، بعد أن كانوا في قبضة الحرس الثوري الإيراني، فيما بيَن عمر أنه نجح في إعادة 5 من أشقائه، بعد بذله جهودًا كبيرة، وعبر اتصالات أجرتها جهات عليا في السعودية.

وأضاف عمر "أن مصير شقيقه تغير بعد أن رفضت طهران مغادرته إلى السعودية"، مؤكدًا أن شقيقه أصبح مطاردًا بسبب الموقف الإيراني، وفي سياق منفصل، اتهم المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت هشام الجابري، قطر وإعلامها بالوقوف وراء المزاعم التي نشرتها وكالة "أسوشيتد برس" تحت عنوان "حرب اليمن تربط الولايات المتحدة، الحلفاء والقاعدة".

وأكد الجابري في تصريحات لصحيفة عكاظ السعودية، زيف تلك الادعاءات التي وصفها بـ"الباطلة" والتي زعمت أن "القاعدة" انسحب من المكلا وسبع مناطق في محافظة أبين المجاورة، بموجب صفقات تم التوصل إليها مع الإمارات والتحالف العربي، مشيرا إلى أن التقارير التي نشرتها الوكالة (AP) جاءت عقب فشل "تنظيم الحمدين" خلال الأشهر الماضية في تلفيق الاتهامات التي روج لها إعلام الدوحة عن وجود سجون سرية للتحالف في حضرموت وعدن ومحافظات أخرى، وهو ما دحضته اللجنة التي شكلها التحالف العربي والحكومة الشرعية وزارت السجون للتأكد من زيف تلك الادعاءات، لتعود من بوابة أخرى عبر وكالات دولية تستند عليها في الترويج لها واستهداف الشرعية والتحالف.

وأكد الجابري أن النجاحات الأمنية التي تحققت في حضرموت قطعت أيادي الإرهاب القطري في اليمن وأصابت الدوحة بـ"الهستيريا"، وأثارت غضب الممولين الرئيسيين للقاعدة ودفعت بهم للبحث عن أكاذيب ومزاعم لاستهداف الشرعية والتحالف.

وفي الشأن اللبناني، أوضح مصادر وزارية أن "الهوة مازالت عميقة بين وجهتي نظر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، بشأن تشكيل الحكومة"، وبحسب صحيفة السياسة الكويتية، أفادت المصادر أن لا حكومة في الوقت القريب، وربما يتم تأجيل إعلان عن الحكومة الجديدة إلى سبتمبر المقبل.

كما أشارت أوساط نيابية بارزة للصحيفة إلى أن "الرئيس عون يرفض حصر التمثيل الدرزي في الحكومة بالنائب السابق وليد جنبلاط، وقد أبلغ ذلك إلى الرئيس الحريري، وأنه مصر على توزير النائب طلال أرسلان، مهما كلّف الأمر وحتى لو طال أمد التأليف، باعتبار أنه حريص على ميثاقية الحكومة ولا يريد منح جنبلاط حق نزع الميثاقية عن الحكومة الجديدة، في حال قرر سحب وزرائه لسبب من الأسباب"، وكذلك، الأمر وكما تقول المصادر النيابية، فإن "الرئيس عون ليس متحمسًا أبدًا لمنح القوات اللبنانية حقيبة سيادية".