ماذا قال محمود درويش عن إقامته الجبرية في "حيفا" بأمر من السلطات الإسرائيلية؟

الفجر الفني


"عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني"، كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، الذي شهدت طفولته على انتهاك وطنه، وعاش مرارة البعد عن مسقط رأسه قرية "البروة" الفلسطينية، بعدما أجبر على الهروب مع الآلاف من اللاجئين الفلسطنيين إلى جنوب لبنان عام 1947، أي بعد 7 سنوات من مولده في 13 مارس عام 1941.


وبعد عامين من البعد عن الوطن، الذي استوطنه الاحتلال الإسرائيلي وأصبح شعبه غريباً عليه، عاد "درويش" إلى فلسطين متسللاً مع أسرته عن طريق دليل يعرف الطرق السرية للجليل، فوجد أن قريته قد دمرت تماماً، فانتقل مع أسرته إلى قرية "دير الأسد" ولكن كلاجئين غير شرعيين، أي حاضرون بأجسادهم غائبون بهوياتهم في القانون الإسرائيلي.


بعد إنهاء دراسته الثانوية في مدينة "حيفا" الفلسطينية، التي عاش بها 10 سنوات، انضم "درويش" للحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل كمحرر ومترجم في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب نفسه، لكن آرائه السياسية المعادية لدولة إسرائيل، عرضته للاعتقال 5 مرات أولها عام 1961، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في حيفا حتى عام 1970.


وعن فترة إقامته الجبرية في "حيفا"، قال "درويش": " كنت ممنوعًا من مغادرة حيفا مدة عشر سنوات، كانت إقامتي في حيفا إقامة جبرية ثم استرجعنا هويتنا، هوية حمراء في البداية ثم زرقاء لاحقًا وكانت أشبه ببطاقة إقامة، كان ممنوعًا عليّ طوال السنوات العشر أن أغادر مدينة حيفا، ومن العام 1967 لغاية العام 1970 كنت ممنوعًا من مغادرة منزلي، وكان من حق الشرطة أن تأتي ليلًا لتتحقق من وجودي، وكنت أعتقل في كل سنة وأدخل السجن من دون محاكمة. ثم اضطررت إلى الخروج".