الأحد.. الشعب الفنزويلى يختار خليفة هوجو تشافيز

عربي ودولي

الأحد.. الشعب الفنزويلى
الأحد.. الشعب الفنزويلى يختار خليفة هوجو تشافيز

يتوجه الناخبون فى فنزويلا إلى مراكز الاقتراع يوم الأحد القادم لانتخاب رئيس جديد خلفا للراحل هوجو تشافيز، زعيمهم اليسارى الذى كان يتمتع بشخصية كاريزمية وحكم البلاد على مدى 14 عاما وتوفى متأثرا بمرض السرطان الشهر الماضي.

ويتنافس فى هذه الانتخابات الرئيس الحالى المؤقت نيكولاس مادورو، ضد المنافس السابق للزعيم الراحل فى الانتخابات، مرشح يمين الوسط الذى ينتمى للمعارضة الموحدة هنريك كابريليس.

وكان تشافيز قد فاز على كابريليس بنسبة 55% من الأصوات فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى السابع من أكتوبر، لكن حالته ساءت فى الفترة من منتصف ديسمبر ولم يتم رسميا تدشين ولايته الجديدة البالغة ست سنوات، وتوفى تشافيز فى نهاية المطاف فى أحد مستشفيات كاراكاس فى مارس.

واستمرت الحملة الانتخابية لأقل من أسبوعين وشهدت تسليط مادورو الضوء على علاقاته مع تشافيز، فى حين تحدث كابريليس عن توحيد البلاد المنقسمة بشدة وحرص بعناية على تجنب توجيه النقد العدائى لرجل أصابت وفاته الكثير من الفنزويليين بالصدمة.

وتعد انتخابات يوم الأحد اختيارا بين التمسك بالمسار اليسارى الشعبوى أو التحول نحو اليمين، فيما يتساءل الناخبون عما إذا كانت التشافيزية قادرة على إبقاء تشافيز حيا فى ذاكرة الفنزويليين.

ويعتقد كثير من المحللين أن الحركة التى أسسها وقادها تشافيز ستجد صعوبة فى البقاء على قيد الحياة دون زعيمها ذى الشخصية الكاريزمية، لكنهم أيضا يقرون بأن هذه الانتخابات تأتى فى وقت ما زال من المبكر جدا بالنسبة للناخبين استيعاب ذلك، ويعتبر مادورو المرشح الأوفر حظا، على الرغم من أن شعبيته تبدو فى تراجع إلى حد ما كلما اقترب موعد الانتخابات.

ويعتمد المعسكر المؤيد لتشافيز على الشعبية الواسعة التى يحظى بها زعيمه الراحل بين الفقراء، وهى شريحة من السكان احتضنها تشافيز على مدى سنوات من خلال برامج اجتماعية يطلق عليها ميسيونيس .

وكانت شعبية تشافيز واضحة خلال جنازته التى اجتذبت حشودا من المشيعين الذين تدفقوا لإلقاء نظرة على السيارة فى أثناء اختراقها الشوارع وعلى متنها جثمان تشافيز.

وتسعى فنزويلا جاهدة من أجل مواجهة أحد أعلى معدلات التضخم السنوية فى العالم – 6. 27% فى عام 2012- على الرغم مما يتحقق من عائدات النفط التى تقدر بمليارات الدولارات.

وتعد فنزويلا أحد أكبر البلاد المنتجة للنفط الخام فى العالم، وقد استفادت من زيادة كبيرة فى أسعار تلك السلعة، وعندما اعتلى تشافيز السلطة فى عام 1999، كان برميل النفط يباع بنحو 8 دولارات أما الآن، فيبلغ سعر البرميل أكثر من مئة دولار، ومن المتوقع أن يظل الوضع كما هو عليه على الأقل فى المستقبل القريب.

وقد خفت حدة حملة كابريليس فى الآونة الأخيرة فى أعقاب مشاعر قوية سيطرت على الفنزويليين بعد وفاة الرئيس الراحل.

ومع ذلك، عندما رشح كابريليس نفسه ضد تشافيز شكا من أن تشافيز راكم الديون الخارجية للبلاد من 33 مليار دولار فى عام 1999 إلى 150 مليار دولار حاليا، وأصر على أن الفنزويليين فقط ينبغى أن يستفيدوا من الموارد الطبيعية لبلادهم، بعد سنوات استخدم فيها تشافيز دبلوماسية نفطية سخية.

وظل مادورو رئيسا مؤقتا أثناء الحملة الانتخابية، واستخدم كل ما بوسعه، بما فى ذلك زيادة الحد الأدنى للأجور قبل أقل من أسبوع من التصويت ووصف منافسه مرارا بالـ البرجوازي .

وندد كابريليس بآلة الحكومة التى يقول إنه يترشح ضدها، واتهم مادورو بالجلوس على كرسى مستعار غير أنه وعد بالقتال من أجل كل صوت فى حملة وصفها بالـ بطولية .

وأضاف: هذا ليس مشروعا ضد أحد، بل مشروع لإخراج المحسوبين على تشافيز من السلطة.. أنا لا أقترح إنشاء حزب سياسي، بل البحث عن حلول لمشاكل الشعب .

وتابع: إننا ذاهبون لطرد المحسوبين على (تشافيز) الذين ملأوا جيوبهم، لدينا فرصة تاريخية لتحقيق ذلك .