فضل العشر من ذي الحجة.. الصيام والأعمال المستحبة

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية



بالتزامن مع بداية الأيام العشرة من ذي الحجة، تهل علينا نفحات ونسائم الحج، وأحبّ الأشهر عند الله تعالى هي الأشهر الحُرُم، حيث يتقرب بها المسلم إلى ربه، بالصيام والعبادة.
 
فضل عشر ذي الحجة
المعروف أن هناك فضل لصيام العشرة من ذي الحجة، والأحاديث النبوية تدل على ذلك، "وما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحب إلى الله من عشر ذي الحجة"، وجاء هذا الحديث ليدلل ويبرهن على استحباب صيام عشر ذي الحجة، وقوله _عليه السلام_: "وما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحب إلى الله من عشر ذي الحجة، قيل: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء"؛ فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل في غيرها، حتى قال بعضهم: إنّ العمل في نهار هذه العشرة أفضل من العمل في نهار العشرة الأواخر من رمضان، وعلى هذا يستحب؛ بل يتأكد صيام هذه الأيام العشرة؛ لأنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- حث على العمل الصالح في هذه الأيام، وبين بنصوص كثيرة أنّ الصيام من أفضل الأعمال.
 
والإمام أحمد _رحمه الله تعالى_ أثبت أنّ النبي _عليه الصلاة والسلام_ كان يصوم هذه العشرة من حديث بعض أمهات المؤمنين، والمقصود من هذه الأحاديث أنّ صيام العشرة من أفضل الأعمال، ومن أفضل ما يتقرب به المسلم إلى ربه، وهذا محفوظ عن سلف هذه الأمة وأئمتها.
 
صيام الأيام العشر
ويبدأ صيام الأيام العشر من ذي الحجة من اليوم الأول من الشهر إلى اليوم التاسع، واليوم العاشر يكون عيد الأضحى المبارك، ويمكن للمسلم أن يصوم ما يستطيع منه حسب المقدرة، فلا يلزم الترتيب ولا المتابعة، وليس شرطًا أن يصومها كلّها، على الرغم من أنّه من المستحب ذلك لما فيها من أثرٍ طيبٍ وفضلٍ عظيمٍ، ولكن على المسلم تحري اليوم التاسع وهو يوم عرفة والإصرار على صيامه.
 
أهمية صوم يوم عرفة
كما أجمع العلماء على أهمية صوم يوم عرفة، وقد بيّن ذلك الرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم_ حيث قال:(صيامُ يومِ عرفةَ، أحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه، والسنةَ التي بعده).
 
الأعمال المستحبة
ذكر الله
يقول الله تعالى في سورة الحج (آية: 28): {... وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...}
 
وقد ورد في الحديث الشريف الحث على ذكر الله في هذه الأيام العشر بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، فعن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير) - مجمع الزوائد.
 
وقال البخاري: وقال ابن عباس: (واذكروا الله في أيام معلومات) أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق قال: وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، قال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتَج منى تكبيرا.
 
الصيام
وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما -، وممن قال بفضل صومه الحسن وابن سيرين وقتادة، وهو قول أكثر العلماء.
 
وفي هذه الأيام يومٌ صيامه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وهو صيام يوم عرفة، فعن أبي قتادة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده) – صحيح الجامع.
 
قيام الليل
وذكر ابن رجب الحنبلي في كتاب لطائف المعارف أن: "قيام ليالي العشر، فمستحب".
وكان سعيد بن جبير – وهو رواي هذا الحديث -، عن ابن عباس – رضي الله عنه – إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: " لا تطفئوا سرُجُكم ليالي العشر "، تعجبه العبادة – كما جاء في كتاب سير أعلام النبلاء.
 
الصدقة
وفي فضل الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة، ما يؤكده قول الحافظ ابن حجر العسقلاني (في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري) والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتي ذلك في غيره.