الكشف عن وثائق جديدة تتعلق بالعميل السوفيتي الأسطوري "ريتشارد زورغي"
كشف النقاب عن سعي سلطات اليابان، بكل قواها
خلال الحرب العالمية الثانية للتعتيم على فضيحة العميل السوفيتي الأسطوري ريتشارد زورغي
في وسائل الإعلام، حتى لا ينكشف مدى اختراقه لليابان.
فوفقا لوثائق منشورة تعود إلى تايجوزو أوتا،
الذي كان يرأس آنذاك الدائرة الجنائية السادسة في وزارة العدل اليابانية، وتمّ تسليمها
من قبل أقاربه لمكتبة البرلمان الحكومية، اعتقلت السلطات اليابانية العميل السوفيتي
زورغي ومجموعته في أكتوبر 1941، ولكنها لم تبلغ وزارة العدل بوجود هذه القضية إلا في
16 مايو 1942 للمرة الأولى.
وتورد وثائق داخلية يابانية تعليمات صارمة
للرقابة، تعكس أيضا جزع وزارة الخارجية من مدى اختراق الاستخبارات السوفيتية لأمن اليابان.
فعلى سبيل المثال، صدرت تعليمات بضرورة
حذف وعدم إعلان المنصب الرفيع الذي كان يشغله الشيوعي الياباني كينكازو سايونج أحد
أفراد مجموعة زورغي في وزارة الخارجية اليابانية، وهناك أيضا توصية "بحذف صفة
(هام جدا) في تصنيف ملف زورغي كمسألة سرّية للغاية".
وقد تكون هذه الاحتياطات ناتجة عن حقيقة
أن سايونج كان حفيد كيموثي سايونج أحد مستشاري الإمبراطور العشرة، الذي شغل منصب رئيس
وزراء البلاد.
وفي التقارير التي نشرت في 17 مايو في صحيفتي
Minity
و Asahi، تم تنفيذ جميع هذه التعليمات بحذافيرها، مما يشير
إلى فرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام في ذلك الوقت.
ولد عميل الاستخبارات السوفيتية الأسطوري
ريتشارد زورغي في باكو عاصمة أذربيجان عام 1895.
وفي 1914، تطوّع في الجيش الألماني وشارك
في الحرب العالمية الأولى.
وفي 1919 انضم إلى الحزب الشيوعي الألماني،
وفي عام 1924 غادر إلى موسكو وحصل على الجنسية السوفيتية.
وسنة 1929، تم تجنيده من قبل رئيس الاستخبارات
العسكرية السوفيتية إيان برزين، لتنفيذ مهام أمنية في الخارج.
وعمل كضابط استخبارات تحت أسماء مستعارة
عديدة، منها، إيكا ريهاردوفيتش زونتر، رامزي، إنسون وغيرها من أسماء حركية.
كما عمل بنجاح في الصين بين عامي 1930 و1932،
حيث أنشأ شبكة استخباراتية تنقل معلومات قيّمة عن الاستعمار الياباني هناك.
وبعد عودته من الصين إلى ألمانيا، أقام
زورغي اتصالات ناجحة مع جهازي المخابرات العسكرية والغستابو الألمانيين، وانضم إلى
حزب العمال الوطني الاشتراكي في ألمانيا (NSDLP).
وساهم زورغي ومجموعته إسهاما كبيرا في تأخير
اندلاع الحرب بين اليابان والاتحاد السوفييتي وقدم لموسكو تحذيرات عن الحرب في أوروبا.
فقبل أربعة أشهر من الهجوم الألماني على
الاتحاد السوفياتي، أبلغ زورغي الحكومة السوفييتية بتاريخ اندلاع الحرب الوطنية العظمى
(الحرب العالمية الثانية).
وفي 18 أكتوبر 1941، اعتقلت السلطات اليابانية
ريتشارد زورغي ومساعديه وفي 7 نوفمبر 1944، تم إعدامه مع رفاقه الشيوعيين اليابانيين
في سجن في طوكيو.
وتأخرت السلطات السوفيتية حتى عام 1964
في منح اسم ريتشارد زورغي لقب بطل الاتحاد السوفيتي، تقديرا له على الخدمات الجليلة
التي قدمها مع رفاقه الشيوعيين اليابانيين والألمان للاتحاد السوفيتي وللسلم العالمي.