"الحال لا يسر عدو ولا حبيب".. حكاية أقدم ورشة لبيع أدوات الجزارة بالسيدة زينب (صور)

صور

أقدم محل بيع أدوات
أقدم محل بيع أدوات الجزارة


الوضع هنا مُخيف، إن لم يكن مثيرًا للفضول ولو قليلًا، أسلحة بيضاء وسكاكين من السقف للأرض، وكفوف من الدماء على الحائط هنا وهناك، قد ترتعب قليلًا عند دخولك لهذا المحل، وبعد الدقائق تبدأ في استيعاب الأمر، إنه محل لبيع أدوات الجزارة والسكاكين.


بيع أدوات الجزارة يُعد "أيقونة" عيد الأضحى، هذا الموسم الذي تروج فيه هذه التجارة، خاصة في منطقة السيدة زينب، بالتحديد في المدبح.


أحد أقدم تلك المحال بالمنطقة، من الخارج تراه وكأنه داخل برواز من السكاكين والأدوات الحادة للجزارة، ومن داخله كخلية نحل لا يهدأ به أحد، فيُعد أيضًا ورشة لتصنيع تلك الأدوات والمعدات وبيعها.






لا يمتلك هذا المحل زينة بقدوم العيد، ولكن تُعتبر تلك الأدوات والسكاكين زينته، حينما تقترب منه ترى كل أحجام وأنواع أدوات الجزارة الحادة، وكل ما يخطر على بالك أو لا يخطر.






في أحد أركان المحل تجد أحدهم يقوم بـ"سن" السكاكين، أشكالًا وأحجامًا مختلفة، يخرج منه شرار النيران ليملأ المكان، وفي ركن آخر، أحدهم يقوم بتقطيع الخشب ليتناسب مع حكم السكين، وآخرًا يقوم بتعبئتها.





"أم محمد" كان والدها يمتلك محلًا لأدوات الجزارة وسن السكاكين، عمره أربعون عامًا، كانت تساعد والدها في شؤون العمل، حتى تزوجت، وبعد أعوام قليلة من زواجها افتتحت هي وزوجها محل أيضًا يختص بأدوات الجزارة، والذي تخطى عمره 10 أعوام.





"يقتني كل جزار مجموعة من السكاكين المختلفة، مثل سكينة الدبح، سكينة التشفية، ساطور عريض، سكينة السلخ والتجويف، بالإضافة إلى مُسن حاد لسن الأدوات أثناء الذبح"، هكذا وصفت "أم محمد" صاحبة المحل الأدوات التي يبيعها ويستخدمها، مؤكدة أن "الأورمة" أحد أهم أدوات الجزارة، والتي تختلف أحجامها حسب المُشتري، فمحال الجزارة تستخدم أحجامًا أكبر من المواطنين العاديين.






وعن الأسعار، وهو الأمر الذي يشغل الجميع خلال عيد الأضحى تحديدًا، قالت أم محمد إن أسعار السكاكين زادت الضعف هذا العام، وذلك نتاجًا عن السكاكين التي يتم استيرادها من الخارج، والتي زادت عليها الجمارك، فضلًا عن زيادة أسعار المواد الخام للسكاكين محلية الصنع، أما الأورمة فتراوحت أسعارها بين 20 جنيه وتصل إلى 250 للحجم الكبير، وهي مصنوعة من الخشب الخالص.






"حالة البيع والشراء لا تسر حبيبًا ولا عدو"، بهذه الكلمات وصف صاحبة المحل ما آلت إليه أوضاع المهنة، وذلك بعد ارتفاع الأسعار، وانخفاض المستوى الاقتصادي للمواطنين، متابعة: "أتمنى أن أرى المهنة في أفضل حال، وأن يُضحي كل الناس".