شواء البيض ووضع الجير أمام المنزل.. تعرف على طقوس المسلمين في الاحتفال بالعام الهجري

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مع اقتراب بدء العام الهجري الجديد، يستعد المسلمون لاستقبال هذه المناسبة الدينية الهامة بمختلف الوسائل، حيث تتنوع عاداتهم وتقاليدهم لتخلق طقوسًا مختلفة داخل كل بلد، للاحتفال برأس السنة الهجرية الجديدة.

 

وتعد رأس السنة الهجرية، هي اليوم الأول من العام الجديد وفقًا للتقويم الهجري، والذي يحيي المسلمون فيه ذكرى الهجرة النبوية التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة التي كانت تسمى بـ"يثرب"، وهو يوافق بداية شهر محرم.

 

وكانت دار الإفتاء، قد أعلنت أن يوم غد الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر، هو بداية العام الهجري الجديد، وغرة شهر محرم لعام 1440 هـ.

 

وفي سياق ذلك، ترصد "الفجر" أبرز طقوس الاحتفال بالعام الهجري الجديد للمسلمين حول العالم، وذلك خلال السطور التالية.

 

مصر

 

يحرص المصريون على الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الهامة، من خلال إعداد الموائد الشهية التي تعدّ للمناسبة والتي تغلب عليها الحلويات والسكريات على أمل أن تكون السنة سعيدة، ويرتدي المصريون رجالًا ونساءا أبهى حللهم لاستقبال السنة الجديدة، ثم يجتمعون في الساحات العامة للصلاة و للحديث عن الذكرى وأصولها التاريخية فيتبادلون العبارات الجميلة كذكر"كل عام وانتم بخير".

 

تونس

 

أما في تونس، فتختلف مظاهر الاحتفال بالمناسبة الدينية العظيمة، حيث تبدو مظاهر الاحتفال جليّة أكثر في القرى والأرياف، فالقروي التونسي الذي يعمل في مجال الزراعة وتربية الماشية يتطلع الى تحسن ظروف معيشته من خلال تحسّن إنتاجه فيأمل بسنة فلاحية خصبة ويصلي في هذه المناسبة من أجل تحسن المناخ و نزول الغيث .

 

كما  يجتمع القرويون والقرويات في هذه المناسبة لذبح الخرفان تبركًا بالسنة الجديدة، ويتناولون "الكسكس بالقديد"، أو "العصيدة الحارة بالبيض"، إلى جانب طبق الملوخية الذي يتأملون به حلول سنة خصبة خضراء.

 

ويتوجه الأطفال في هذا اليوم لجمع البيض بين سكان القرية، ثم يجتمعون لشوائه على النار، حيث تغمرهم السعادة بسماع صوت فرقعة البيض على النار، وهو ما يوحي لهم بصوت الرعد والأمطار المنتظرة خلال العام الهجري الجديد.

 

الجزائر

 

وبالنسبة للشعب الجزائري، فتختلف مظاهر الاحتفال بالعام الهجري الجديد، حيث تعد بمثابة فرصة مناسبة للعائلات الكبيرة للتجمع والالتفاف حول مائدة واحدة، حيث تعد مناسبة التسامح بالنسبة لهم.

 

وتعد السيدات العديد من الوجبات الشعبية والمعتادة مثل "الكسكسي" و"الرشتة" و"الشخشوخة"، وهي أنواع من العجائن التي يتم تحضيرها بطريقة تقليدية، إلى جانب الحلويات الشعبية.

 

وهناك عادة توارثتها العائلات الجزائرية في الاحتفال برأس السنة الهجرية، وهي "الدارس"، حيث يوضع طفل صغير في صحن كبير ويتم غمره من قبل كبير العائلة بمختلف أنواع الحلوى كنوع من فأل الخير مع دخول السنة الجديدة، ثم توزع هذه الحلويات على كافة أفراد العائلة.

 

ليبيا

 

يعد يوم مطلع رأس السنة الهجرية الجديدة، مميزًا عند الليبيين، حيث يجتمع أفراد العائلة للاحتفال باليوم الذي يطلقون عليه "يوم الكبيرة" فيقوم فرد واحد من العائلة بالاستحمام، بينما تتزين النساء ويتطيبون، ثم يقمن بإعداد وجبة عشاء دسمة غالبًا ما تكون وجبتهم التقليدية "أمبوخ".

 

وهناك احتفال خاص يتميز به هذا اليوم عند الشعب الليبي، والذي يعد احتفالًا خاصًا يطلقون عليه "كبيرة الفتاشة" حيث تطبخ النساء في هذه الليلة أكلة "الكسسكو" مع عظام القديد الذي يعد في عيد الأضحى المبارك، ثم يتبادله الجيران مع بعضهم البعض من باب المودة وصلة الرحم.

 

وتعد "الفتاشة" هي عادة تقليدية قديمة في ليبيا، حيث اختلق الكبار تخاريف لمن لا يتناول وجبته كاملة، حيث يزعمون أن "الفتاشة" تظهر لهم في الليل على هيئة امرأة عجوز تفتش البطون داخل البيوت ليلًا، وتؤذي من لا يتناول وجبة "الكسكسو".

 

وفي اليوم الأول من شهر محرم؛ يضع بعض الشباب مقدار ملعقة صغيرة من الجير فوق عتبة كل منزل، وذلك إشعارًا لأهل البيت بحلول شهر محرم، وأحيانًا يكتفي البعض بوضع الملح والدقيق على مداخل الغرف والبيوت تيمنًا بأن يكون العام الهجري الجديد هو عام خير وبركة.

 

مكة المكرمة

 

يحرص أهل مكة المكرمة مع حلول العام الهجري الجديد، على تلاوة الصلوات، ومن عادات المسلمين هناك في هذا العيد أن يتناولوا طبق "الملوخية" من باب التفاؤل بالسنة الجديدة التي يأملون أن تحمل الخير الوفير لبلادهم، كما جرت العادة أن يتناولوا الحليب "أبو الهيل" الذي يجلب لهم التفاؤل والخير ويرمز إلى الطهارة والبركة.