عمران خان لـ"عكاظ": باكستان لن تنسى مواقف المملكة

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


رئيس الوزراء لدولة باكستان، السؤال الذي يطرحه الملايين في المنطقة العربية: من هو عمران خان؟ هل هو لاعب كريكت مشهور؟ أم أنه الرجل الذي عُرف بإنسانيته الجياشة، حيث نجح ببناء أشهر مستشفى لعلاج الأورام السرطانية في العالم بالباكستان؟ أم أنه السياسي الذي ناضل 22 عامًا ليحقق رؤيته حول باكستان الجديدة؟.

•• في الواقع، عمران خان هو إنسان عادي، لديه أحلام كبيرة، فهو ذلك الإنسان الذي يحلق في أحلامه، ولديه أفكار كبيرة وإبداعية، ويناضل لتحقيق هذه الأحلام، وفي كل مرة كنت أواجه نكسات وأزمات في حياتي، وكنت أتعلم من تلك الأوقات الصعبة والأزمات، في حوار له مع صحيفة عكاظ.
ودعني أكون صريحا معك؛ أنا لا أتذمر من تلك اللحظات العصيبة لأنني تعلمت منها أن الفشل هو أفضل مدرسة للتعليم.

تسألني من هو عمران خان؟. عمران خان هو الإنسان، الذي بدأ حياته في عالم لعبة الكريكت، وتعلم كيف يكافح في رياضة الكريكت، وكيف ينتصر، وأيضًا يتعلم أن لا تقهره الخسارة.
لقد رأيت والدتي تعاني من مرض السرطان، فقررت حينها أن أبني مستشفى لعلاج السرطان باسم “شوكت خانوم” تخليدا لذكراها.

وبعد اعتزالي الكريكت، شرعت في بناء المستشفى الخاص بالأورام السرطانية، ثم قررت بعد ذلك أن أعمل على بناء باكستان الجديدة التي كنت أحلم برؤيتها في شبابي، وللأسف باكستان لم تكن تسلك تلك الوجهة في ذلك الحين، وبدأ نضالي الثاني لتغيير باكستان وإن كلمة “نيو باكستان” أو باكستان الجديدة هي باكستان التي يتطلع إليها الآباء المؤسسون.

وكان قدوتي هو مؤسس باكستان “محمد علي جناح”، وهو القائد الذي لم يكن أعظم قائد عرفته باكستان فحسب؛ بل كان القائد الأعظم في القرن الـ 20، إلى جانب الفيلسوف والشاعر الباكستاني “محمد إقبال”، هؤلاء القادة ساهموا في بناء باكستان. وتوجهت بلادي نحو منحنى خاطئ، ولذلك انخرطت في العمل السياسي.

٢٢ عامًا من النضال السياسي:

وبعد 22 عامًا من النضال السياسي أضحى لدي فرص لتحقيق أحلامي، فالسلطة لها هدف، والسلطة التي نملكها الآن هي حلمي الأخير الذي
أرغب من خلاله أن أرى باكستان دولة للإنسانية والعدالة والكفاءات والرعاية الاجتماعية.

شفافية وصراحة متناهية:

• هل عمران خان قادر على حل الأزمات المتراكمة التي تواجه باكستان والتي تَعود لعقود من الزمن؟

•• انا اتحدث كمسلم، حين نصلي خمس مرات في اليوم فإننا ندعو الله تعالى جميعا شيئا واحدًا وهو ماورد في سورة الفاتحة «اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين». وكل ما أُمرنا به من المولى عز وجل أن نسأل الله ذلك الصراط المستقيم.

وكما تعلمون أن التوفيق ليس في أيدينا بل في يد الله سبحانه تعالى، وكل ما يرجى منا فعله هو أن نجتهد في هذا الطريق الذي هدانا الله إليه، وكل ما نخطط فعله هو تغيير باكستان لنضعها على الطريق المستقيم الذي يجب أن تسير عليه الدولة، حيث يجب أن نؤسس مجتمع العدالة والإنسانية.

إذن فهذا كل ما نحاول فعله، سنغير الطريقة التي تحكم بها باكستان، وسنغير طريقة تفكير شعب باكستان، وسنحقق ذلك بطريقتين:

أولا: سنرفع حالة النصف الأفقر من المجتمع إلى الأفضل اقتصاديا، بدل أن نسمح للأغنياء بتوسيع ثرواتهم، وسننتشل الشعب من الفقر بنفس الطريقة التي سلكتها الصين، حيث قام قادة الصين العظماء بانتشال 700 مليون إنسان من الفقر خلال الأعوام الـ 30 الماضية، وأضحت الصين قوة عالمية.

كل ما نريد فعله هو أن لا نكرر ما كانت تفعله باكستان على مدى الأعوام الماضية من أخطاء، حيث كان الأغنياء يزدادون غنى. نريد أن نرفع سوية الفقراء إلى حالة أفضل اقتصاديًا، خصوصًا تلك الطبقة التي تعاني من الفقر والبطالة. نريد أن نحسن مستوى هذه الطبقة الفقيرة، لذلك أنا أختلف بشكل جذري مع الطريقة التي كانت تدار بها باكستان في السابق.

أما النقطة الثانية: فنريد أن نجعل باكستان الدولة التي تستثمر في الطاقات البشرية، وأن ننفق الأموال على الإنسان وعلى البنية التحية، وعندما نطور الإنسان، فإن الإنسان يستثمر في البنية التحتية، فالمفتاح الأساسي هو صحة الإنسان وتعليمه، بالإضافة إلى توفير المياه الصالحة للشرب، فضلا عن بناء دولة مؤسسات قوية، فالدول تنهض ببناء مؤسسات قوية وليست هزيلة.

وللأسف الغرب يتحكم في قراراتنا لأن الغرب لديه مؤسسات قوية، ولدينا مؤسسات ضعيفة. ويجب أن تكون الدولة والأفراد أقوياء، ولكن ليس فوق القانون، وللأسف في بلادنا فإن لدينا مؤسسات ضعيفة، وضعف المؤسسات يعني أن القوة للأفراد، فعلى سبيل المثال دولة كسويسرا من الدول الأوربية العريقة، وهناك لا يمكنك أن تعرف من هو رئيس الوزراء لأن المؤسسات قوية والحكومة تذهب وتأتي حكومة أخرى؛ لكن المؤسسات تظل قوية وهذه دولة المؤسسات الحقيقية.

لكن للأسف في بلادنا فإننا عانينا من حكم الاستعمار، ومن الديموقراطية الناشئة، ولهذا فإن مؤسساتنا ضعيفة، وبدلا من أن ننفق المال على تنمية الإنسان، نظل نعمل على بناء مؤسسات قوية للدولة.

المملكة في قلوب الباكستانيين:

•رئيس الوزراء؛ نشعر أن الحراك السياسي المحلي النشط حاليًا هو مفعم برؤية باكستان الجديدة، ولقد راقبنا تحولات السياسة الباكستانية الخارجية في الوقت نفسه أيضًا. كيف ترون الحراك السياسي الباكستانية النشط في الإطار الجيوسياسي والإسلامي، إلى جانب إعادة تموضع باكستان الجديدة لتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية؟

•• البداية هي إن باكستان عانت في الأعوام الـ 15 الماضية من الحرب على الإرهاب، واختارت باكستان أن تنضم للحرب على الإرهاب بعد أحداث سبتمبر التي لم تتورط فيها باكستان، فالقاعدة كانت في أفغانستان ودخلت باكستان في هذه الحرب، وعانت البلاد جراء ذلك الأمرين، وقتل 88 ألف باكستاني إلى الآن في هذه الحرب، وكانت الخسائر الاقتصادية أكثر من 100 مليار دولار، وتم تدمير المناطق القبلية على حدود أفغانستان وكل ما نريده الآن هو السلام.