أستاذ فنون يكشف سر التمثال المفقود من حديقة قصر البارون

أخبار مصر

بوابة الفجر


قالت الدكتورة بسمة سليم المسؤول عن قصر البارون، إن هناك تمثال كامل مفقود من القصر، ولم يكن موجود منه سوى نسخة وحيدة في حديقة القصر، والتمثال يدعى "بطل العالم" وقد فُقد هذا التمثال قبل أن تتسلم وزارة الآثار القصر رسميًا عام 2007م.


ومن جانبه قال الدكتور ياسر منجي أستاذ الفنون، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر، إن هناك معلومات تتعلق بتمثال مفقود، لم يعُد له بالقصر أي أثر إلا من بعض الصور القديمة، حيث لوحظ وجود قاعدة خرسانية خالية فى منتصف مسطح أخضر صغير يقع فى مواجهة البوابة من الداخل، بما يؤكد وجود تمثال مفقود، كان يعلو هذه القاعدة.


وتابع منجي، قائلًا إن صورة وثائقية قديمة، وموجودة على عدد من المواقع الإلكترونية وهى صورة مأخوذة من مسافة بعيدة للقصر من داخل أسوار واجهتِه الرئيسية، يظهر فى مقدمتها تمثال لشخص مائل، يعلوه طائر ضخم، لافتًا إلى أن الصورة ترجع للمصور النمساوى رودولف فرانز لينرت، وزميله السويسرى إرنست هاينريش لاندروك، أشهر مؤسسي تداوُل الصور الفوتوغرافية الاستشراقية فى القاهرة وتونس، وتنص شهادة التوثيق المرفقة بالصورة تحت رقم E3-273، أنها من ضمن مجموعة الصور، التى التقطها المصورين في القاهرة عام 1924.


ووفقًا للتاريخ السابق، -وتصريحات الدكتور ياسر منجي أستاذ الفنون - فقد كان التمثال موجودًا بالقصر خلال فترة حياة البارون "إدوارد امبان" 1852 - 1929، وتحديدًا قبل وفاته بحوالى خمس سنوات، غير أن أي من المصادر الأحدث، التى تحتوى على لقطات لمعالم القصر، خلال سنوات لاحقة، لم نجد فيها صور لهذا التمثال، يمكن من خلال ذلك الاستنتاج أن آخر تاريخ لوجوده بالقصر هو عام 1924، حيث يظهر التمثال في الصورة من زاوية خلفية منتصبًا، ويجسد شخص يقف على منحدَر صخرى خشن، فى وضعٍ حركى عنيف، تبدو منه محاولةُ تفادى هجوم طائر جارح ضخم الحجم.


ويقول المنجي إن تطابق تفصيلات الزاوية للتمثال المفقود في الصورة، مع تفصيلات الزاوية الخلفية لتمثال من أعمال النحات البلجيكى المعروف جوزيف لامبو 1852 – 1908 يأتي تامًا، وهو تمثال يحمل اسم كشافة النسور، كما يُعرَف كذلك باسم سارق عُش النسر، ونفذه خلال الفترة ما بين عامَى 1890 و1892. ويعكس اسم التمثال معنى الفكرة التى يجسدها، وسبب هجوم الطائر الجارح؛ نتيجة محاولة سطو الشخص على عشه فى الجبال.


وأضاف أنه بإجراء المزيد من البحث، نجد أن التمثال موجودة حاليًا ضمن مقتنيات المتحف الملكي للفنون الجميلة في بلجيكا بالعاصمة بروكسل، ويبلغ ارتفاع هذه النسخة 2.36 متر.


وتابع: والبيانات الموثقة للتمثال بالمتحف البلجيكى تقول أن هذه النسخة البرونزية كانت من مقتنيات عائلة إدوارد أمبان فى بلجيكا، وأنها انتقلت للمتحف عام 1991، من خلال إهداء المعهد الاقتصادي الاجتماعي للطبقة الوسطى ببروكسل.


وأضاف: نجد أن الاحتمال الأقرب هنا أنه كان هناك نسخة واحدة فقط، ظلت معروضة بحديقة القصر في القاهرة، ثم انتقلت إلى بروكسل مع بعض أحفاد البارون، وهذا يكشف سر اختفاء هذه التحفة الفنية من القصر في القاهرة، حيث أنها وصلت لمتحف بروكسل عن طريق الإهداء من أحفاد البارون، وأكد أن هذا الأثر الهام خرج من مصر قبل عقود من اعتبار القصر أثارًا، وفي زمن كان مملوكًا لأسرة البارون إمبان.