"دانيال ستيل".. من طفولة مأساوية لأكثر الكُتاب انتشارا بالعالم

منوعات

بوابة الفجر


تعد الروائية "دانيال ستيل"، من أفضل الشخصيات التي تجعلنا ننظر لأنفسنا من خلال مرآة الأدب، فهي تعد من أكثر الكتاب انتشارا في العالم، فعلى الرغم من طفولتها المأساوية التي عاشتها بسبب انفصال والديها إلا انها لم تيأس ولا تعرف المستحيل وهزمت كل هذا بكتاباتها الشهيرة.

نشأتها
اسمها بالكامل "دانيال فيرنانديز دومينيك شولين ستيل"، روائية أمريكية، وُلدت في 14 آب / أغسطس من العام 1947، واشتهرت أعمالها الأدبية بطابعها الرومانسي والاجتماعي، ويتميز أسلوبها، بحسب العديد من النقاد، بالبساطة في التعبير وسرد الأحداث دون تكلف، وتمكنت كتبها من أن تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في العالم، بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت سابق، وقد باعت «ستيل» إلى الآن ما يزيد على 500 مليون نسخة من رواياتها، بالإضافة إلى أنه تمت ترجمة أعمالها إلى أكثر من 28 لغة مختلفة، وتقيم في الوقت الحاضر ما بين مدينتي فرانسيسكو الأمريكية، وباريس الفرنسية.

ولدت الروائية العالمية «دانيال ستيل» في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، والدها هو «فيرنانديز شولين ستيل»، كان مهاجرًا ألمانيًا يعمل في التجارة، أما والدتها فهي «نورما دا كاميرا ستون دوس ريس»، وهي ابنة دبلوماسي برتغالي معروف، وقضت الأديبة الأمريكية معظم سنين طفولتها في فرنسا، وعلى الرغم من الحالة المادية الجيدة التي كانت تعيشها العائلة، فإن «دانيال ستيل» لم تعش طفولة سعيدة للغاية؛ إذ إن والديها انفصلا عندما كانت في الثامنة من عمرها، وعاشت معظم حياتها مع والدها، وكانت نادرًا ما ترى أمها، وبسبب مكانة أبيها في عالم الأعمال، تمكنت في سنٍّ مبكرة من الانخراط في المشاهير والنجوم الذين كان يدعوهم والدها إلى حفلات العشاء.

بداياتها الأدبية
انخراط «دانيال ستيل» في مجتمعها وأصدقاء والدها من المشاهير، وتمكنها من قراءة الوجوه التي كانت تراها بشكل مستمر؛ دفعها إلى أن تُظهر موهبتها وتبدأ بكتابة القصص منذ طفولتها المُبكرة، ومع مرور السنوات، وتعرفها أكثر على عالم الأدب، بدأت في أواخر سنوات مراهقتها بكتابة الشعر أيضًا، وخلال العام 1963 تخرجت في مدرسة «فرنش هاي سكول إن نيويورك» Lycée Français de New York، حيث درست الأدب، وتابعت تعليمها في مدرسة «بارسونز» للتصميم، حيث درست تصميم الأزياء هناك، قبل أن تتابع دراستها الجامعية في جامعة نيويورك.

في عمر الثامنة عشرة، تزوجت «ستيل» من المصرفي الفرنسي الأمريكي «كلود إيريك لازارد»، بينما كانت تدرس في الجامعة، وبعد عام واحد، وهي بعمر التاسعة عشرة؛ أكملت تأليف كتابها الأول، وبعدها تسارعت وتيرة حياتها، حيث أنجبت ابنتها «بياتريكس»، ثم عملت في وكالة للعلاقات عامة، كانت تُسمى «سوبر غيرلز Super girls»، أو «فتيات خارقات»، وهناك تعرفت على «جون ماكر كارتر»، الذي كان محررًا لصحيفة «سيدات البيت»، والذي كان أحد عملائها في وكالة العلاقات العامة، وشجعها «كارتر» على أن تصبّ اهتمامها على الكتابة، بعد أن قرأ لها عددًا من المقالات، واقترح عليها أن تبدأ بتأليف الكتب، قبل أن تنتقل في وقت لاحق إلى مدينة «سان فرانسيسكو» في ولاية كاليفورنيا، لتعمل هناك كمؤلفة إعلانات لصالح شركة «غراي أدفيرتايزينغ Gray Advertising»، أو «الإعلان الرمادي».

خطواتها الأولى في عالم الأدب
أخذت «ستيل» بنصيحة صديقها السابق «جون ماكر كارتر»، وخلال العام 1972 نشرت أول أعمالها الروائية، والتي كانت تحت عنوان «غوينغ هوم Going Home»، أو «العودة إلى الوطن»، والتي رسمت شكل وموضوعات أعمالها الروائية حتى يومنا هذا، والتي تركز على الحياة الاجتماعية والأسرة، وكانت بطلة روايتها «Going Home» أمًا مطلقة، تشبه شخصية «ستيل»؛ التي انفصلت بعد عامين فقط عن زوجها «لازارد».

قصة حب جعلتها تنطلق في عالم الآدب
خلال بداية حقبة السبعينيات، وخلال إجرائها لمقابلات صحفية مع عدد من السجناء في أحد السجون، التقت بـ«داني زوغلدير»، الذي كان سجينًا هناك، والذي تم إطلاق سراحه خلال عام 1973، قبل أن يعود مرة أخرى وراء القضبان أوائل عام 1974 بتهمة السطو والاغتصاب، ولأسباب غير مفهومة وقعت «ستيل» بحب «زوغلدير»، وبعد أن حصلت على الطلاق من زوجها الأول، تزوجته في عام 1975، وكان حينها موجودًا السجن، إلا أن هذا الزواج لم يدم سوى ثلاثة أعوام فقط، حيث نالت الطلاق مرة أخرى في عام 1978، إلا أنها في تلك الفترة أنتجت اثنين من أهم أعمالها الروائية، التي أطلقت اسمها في عالم الأدب، وهما روايتا «الوعد» و«الآن وإلى الأبد».