في ذكراها الـ 55.. كيف كانت المرأة اليمنية رمزًا للنضال في ثورة 14 أكتوبر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل اليوم الأحد، الذكرى الخامسة والخمسون لثورة 14 أكتوبر عام 1963م باليمن، والتي انطلقت ضد الاستعمار البريطاني، والتي انتهت بطرد هذا الاستعمار الأجنبي وتوحيد الكيانات الجنوبية بجمهورية اليمن الديقمراطية الشعبية بدعم من مصر.

 

وكان للمرأة اليمنية في هذه الثورة دور بارز، حيث مثلت رمزًا من رموز النضال السياسي بأشكاله، كما لعبت دورًا هامًا في نجاح الكفاح المسلح منذ اللحظات الأولى لانطلاق شرارة الثورة الكبرى، حتى أنها حملت السلاح ونالت شرف قتال قوات الاحتلال البريطاني.

 

وامتد دور المرأة اليمنية، للمشاركة في التنظيمات السياسية، فتصدرت المشهد داخل المظاهرات، وكانت السيدات العدنيات هن المسؤولات عن توزيع المنشورات والبيانات، فضلًا عن مهمة نقل الأسلحة والذخيرة والغذاء للمناضلين.

 

وكان للمرأة في عدن دور آخر خلال الثورة، حيث كانت المسؤولة عن تزويد الثوار بالمعلومات إلى جانب رصد تحركات القوات البريطانية وعملائها، فضلًا عن دورها في قيادة الإضرابات بالبلاد وإخفاء الفدائيين، وجمع التبرعات من نساء الدولة وتوعيتهن للوقوف إلى جانب الثورة وبجوار نصرة الوطن وتحريره من الاستعمار.

 

وفي عام 1958م طورت اليمنيات الحركة النسائية نحو النضال، حتى سمح الاستعمار لها بإنشاء مؤسسة نقابية للمرأة لأول مرة غي تاريخ الدولة، لتتأسس بذلك جمعية المرأة العدنية لتنظيم نضال المرأة بمدينة عدن اليمنية، والتي يختص نشاطها بتقديم بعض الأعمال الخيرية والنشاطات الاجتماعية في البداية، ثم تبدأ مع نمو الوعي السياسي بين صفوف السيدات اليمنيات، في تكوين جمعية المرأة العربية لتحتوي نضال النساء.

 

وللقطاع النسائي بجبهة التحرير دورًا بارزًا لا يقل أهمية عن دور الجمعيات التي سبق أن أنشئت للمرأة اليمنية، حيث تمتعت بقدر كبير من الحماس دفع القطاع النسائي للعب أدوار هامة لا يستهان بها لصالح حزبي البعث العربي، والاتحاد الديمقراطي الشعبي.

 

وللسيدة اليمنية دور بارز في ساحة المعركة، حيث حظيت بفرصة المشاركة والقتال إلى جوار الرجال جنبًا إلى جنب، فمن نماذج النضال السياسي والكفاح المسلح للمرأة العدنية في ثورة 14 أكتوبر، فقد خاضت الفدائية دعرة بنت سعيد ثابت وهي عضو قيادة جيش التحرير بمنطقة ردفان، معارك عديدة ضد الاستعمار، كما شاركت في معارك صرواح الشهيرة، وشاركت ببسالة في كافة المعارك وهو ما أسهم في تفعيل دور المرأة في النضال السياسي التحرري، خاصة بعد نزولها إلأى ميدان القتال حاملة كافة الأسلحة الخفيفة والثقيلة بمختلف أنواعها.

 

ولا يقل دور المناضلة خولة أحمد شرف، أهمية عن المناضلة دعرة، حيث قدمت هي الأخرى دورًا بارزًا في ثورة أكتوبر، حينما ساهمت مع مجموعة من النساء في نقل الأسلحة وإخفائها داخل سياراتهن، إلى جانب إلقاء الكلمات على منابر المساجد وإخفاء الفدائيين بمنازلهن.

 

ولأن المرأة اليمنية كانت حريصة على المشاركة والنضال للدفاع عن الوطن باستماتة لآخر نفس حتى الاستقلال؛ حظيت العديد من بينهم بشرف الاستشهاد والاعتقال كما الرجال، فمن بين شهدائهن كانت خديجة الحوشبية، وعائشة كرامة، وفاطمة، واعتقلت امرأتان هما نجوى مكاوي وفوزية محمد جعفر، بعدما تم ضبطها يوزعان منشورات للجبهة القومية تدعو الجماهير لحشد مسيرة جماهيرية لتشييع جثمان إحدى الشهداء الفدائيين اليمنيين.