حكايات وأسرار من مسقط رأس شيخ "غزوة الصناديق"

العدد الأسبوعي

محمد حسين يعقوب
محمد حسين يعقوب


مليارديرات الدعوة 2.. محمد حسين يعقوب

يخالف قرار منعه من الخطابة ويعطى دروساً دينية لأنصاره بـ«المعتمدية» وفى قصره بأكتوبر

يقاطع شقيقه الأصغر لعمله فى السياحة ويعتبره كافراً.. وحرض أنصاره على اقتحام مسجد للصوفيين


رغم قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمنع الداعية السلفى محمد حسين يعقوب من الخطابة والإمامة فى المساجد، إلا أنه يخالف القرار ويزور مسقط رأسه فى قرية المعتمدية التابعة لمركز إمبابة بمحافظة الجيزة، لإعطاء الدروس الدينية والخطابة بين أنصاره، فى زاوية "السلف الصالح" بشارع ناهيا فى القرية.

"الفجر" زارت مسقط رأس يعقوب، صاحب الوصف الشهير "غزوة الصناديق" عن استفتاء التعديلات الدستورية فى مارس 2011، للتحقق من الأمر وهناك علمنا من أهالى الشارع الموجود فيه مسجد "السلف الصالح"، أن أنصار يعقوب وتتراوح أعماهم من 10 لـ40 عاماً ينتظرون قدومه كل شهر للاستماع لأحد دروسه فى المسجد، حيث حاولوا ذات مرة تركيب مكبرات صوت أعلى المبنى لكن يعقوب منعهم خشية افتضاح أمر مخالفته لقرار منعه من الخطابة، رغم الزحام اللافت للنظر فى المنطقة قبل موعد الدرس.

أحد أهالى الشارع ويدعى "الحاج سيد"، قال إن الحاج حسين والد يعقوب، كان ملتحياً لكنه كان يكره التشدد والغلو، وكان حريصاً على حضور الأفراح والمناسبات الخاصة بأهل القرية أما شقيق يعقوب الأصغر فيدعى طه، وهو داعية سلفى يخطب فى مساجد ويعطى دروساً دينية فى المعتمدية ويسير على خطى الأخ الشهير، ويعمل مدرساً فى مدرسة الجيزة الثانوية، أما أحمد الشقيق الأصغر فيعمل فى إحدى شركات السياحة التى تتعامل مع الأفواج الأوروبية، وليس ملتحياً والعلاقة بينه وبين يعقوب مقطوعة بسبب تصرفات الأول غير المقبولة بالنسبة لأفكار يعقوب.

تعد عائلة "يعقوب"، التى ينتمى لها "شيخ غزوة الصناديق" من مؤسسى الجمعية الشرعية بالمعتمدية، والتى تتبعها مدرسة خاصة بالقرية، باسم مدرسة أبناء المعتمدية وتضم المراحل من حضانة إلى الإعدادية وحسب الأهالى يدير يعقوب الجمعية سراً خصوصاً أنه كان له دور بارز فى تمويلها، حيث يزورها بانتظام ويجتمع مع مسئوليها خصوصاً أنه يعتبرها ميراثاً من والده أحد مؤسسيها، كما أن أغلب العاملين فى المدرسة من تلاميذ يعقوب عندما كان مقيماً بشكل دائم بالمنطقة، ولكن الأهالى اكتشفوا أن مناهج المدرسة تعلم أطفالهم كراهية المجتمع لذا بدأ بعضهم فى سحب ملفات أطفالهم منها، منهم "محمد. س"، الذى قال إن نجله فى الحضانة ولكنه يدرس مواد تعلم طفله التكفير من خلال دروس الأخلاق مطالباً وزارة التضامن بمراقبة نشاط الجمعية وفحص مناهج المدرسة التابعة لها.

تأثير يعقوب فى المعتمدية واضح من ظهور مئات الشباب والرجال مرتدين الجلابيب البيضاء والنساء والفتيات منتقبات، كما شهدت المنطقة فى فترة سابقة هجوماً من جانب هؤلاء على مسجد القطب الصوفى "سيدى علي"، للسيطرة عليه وهو ما نجحوا فيه. وقال أحد مريدى القطب الصوفى لـ"الفجر" إن شباب السلفيين من تلاميذ يعقوب احتلوا المسجد، وحاولوا استقطاب مريدى الطريقة لترك المنهج الصوفى بقولهم إنهم لأقرب لعبادة الأصنام، ما كاد يتسبب فى معارك ومشاجرات بين المريدين وتلاميذ يعقوب فى المنطقة لولا تدخل حكماء وعمدة القرية لإنهاء الأزمة فيما كانت الدولة بعيدة تماماً عن هذا الصراع رغم تقديم الصوفية شكوى رسمية بسبب إجبارهم على ترك مسجدهم.

تلاميذ وأنصار يعقوب فى المعتمدية نشاطهم الأساسى استقطاب الأطفال من خلال 20 حضانة ودور تحفيظ قرآن حيث يتم من خلالها تعليم الأطفال الأفكار السلفية وتكفير المجتمع وكراهية المختلفين عنهم. ويملك يعقوب فى المعتمدية عقارات تصل قيمتها 100 مليون جنيه، موجودة فى شارعى جمال عبد الناصر، وناهيا، ولكنه ترك المنطقة لأنها لم تعد تناسب وضعه الحالى، حيث يكتفى بزيارتها مرة واحدة شهرياً على الأكثر، بينما يقضى حياته فى فيللا بالحى الأول بمدينة 6 أكتوبر بجوار معهد الفنون التطبيقية، والذى تصل قيمتها لـ110 ملايين جنيه، ويعيش فيها زوجاته وأبناؤه الذكور.

ولا يزال أهالى المعتمدية يذكرون واقعة بطلها مهاب الابن الأصغر ليعقوب والذى تعدى على رجل مسن من الأهالى بالضرب والسب، حيث حرر الضحية محضراً ضد ابن يعقوب اتهمه فيه بتوجيه اللكمات والركلات إليه ما أصابه بكدمات بوجهه وجسده. ولا يزال يعقوب يمارس نشاطه الدعوى رغم قرار منعه من الخطابة والإمامة، فى المساجد، حيث خصص إحدى غرف الفيللا التى يعيش فيها لإعطاء الدروس الدينية لتلامذته وأنصاره أسبوعيًا.