محطات في حياة الشيخ زايد ودعمه لمصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


رسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خطوط عريضة للعلاقات بين أبو ظبى والقاهرة، اتسمت بالقوة والصلابة، ولم تتغير حتى بعد رحليه، ولم يكن الدعم الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لمصر في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 إلا امتداداً لذلك المشوار الطويل من العلاقات الثنائية المميزة، فكان الدعم والمساندة الإماراتية لمصر خلال حرب 6 أكتوبر 1973 أهم البصمات، التي تركت انطباعاً إيجابياً لدى المصريين حول دولة الإمارات ودورها، وجعلت من اسم المغفور له الشيخ زايد محفوراً بقلب كل مصري وعربي.

 

 وهنا ترصد"الفجر"، محطات فى حب الشيخ زايد ووقوفه الدائم بجانب مصر، من خلال التقرير التالى:

 

الشيخ زايد آل نهيان هو مؤسس دولة الإمارات الموحدة، التى أعلنت فى 1971، وكانت مصر أولى الدول التى أيدت بشكل مطلق الاتحاد، ودعمته لأنّه ركيزة الاستقرار دوليا وإقليميا.

 

الوقوف بجانب مصر فى معركة البترول ضد إسرائيل

 

أما المقولة الشهيرة للشيخ زايد، "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي"، التي كانت إيذاناً بفتح معركة البترول الشهيرة التي خاضتها دول الخليج وقتها، جسّدت أبرز مواقف الإمارات الداعمة لمصر في حرب 1973، إلا أن البعض يجهل الجهود التي بذلتها الإمارات خلال فترة الحرب.

 

كان زايد، من أول زعماء العرب، الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر في معركتها المصيرية ضد إسرائيل، مؤكداً أن "المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة".

 

 

تقديمه للدعم الإقتصادي عقب نكسة 1967

 

حينما تحل ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ويحتفل المصريون بها، فإن ذكرى الشيخ زايد ومواقف الإمارات البطولية في دعم مصر تظل حاضرة في أجواء الاحتفالات، وتقديمه الدعم الاقتصادي لمصر عقب نكسة يونيو 1967، التي سميت حرب الأيام الستة، والتي شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن) واحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.

 

رفع شعار القومية العربية

 

عُرف زايد، بعلاقته القوية بمصر، وربط بين البلدين، مصر والإمارات، حبل وثيق من العلاقات، حيث بدأت العلاقة بين الشيخ زايد ومصر، منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فقد جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعوا شعارا واحدا هو القومية العربية، وارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار.

 

نقل العلم والخبرات بين البلدين

 

لم تكن بعثات المدرسين والمهندسين والأطباء، التى ذهبت إلى الإمارات هى هجرة إلى بلاد البترول والنفط، فقد بدأت فى منتصف الخمسينيات أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أى قبل ظهور النفط فى البلاد، وإنما انطلاقا من دور عربى وإنسانى، وأيضا فتحت مصر ذراعيها لاستقبال الراغبين فى التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم.

 

المساهمة فى إعمار مدن قناة السويس

 

بعد انتهاء العدوان، ساهم الشيخ زايد في إعادة إعمار مدن قناة السويس، التى دمرها العدوان الإسرائيلي عام 1967، وكان دوما يردد خلال اللقاءات مع القادة العرب ويقول عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدا.ً

 

شراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي وتقديمها لمصر

 

في عهد الرئيس السادات، توطدت علاقة مصر بالإمارات، نظرا لمواقف الشيخ زايد، عند بدأت حرب أكتوبر 1973، كان الشيخ زايد في زيارة إلى بريطانيا، ولم يتردد عن إعلان دعمه لمصر في حربها، كما اقترض مليار دولار وقدمها لشراء أسلحة من الاتحاد السوفيتي لمصر أثناء حربها لاسترداد الأرض التى سلبها العدو الصهيونى فى أكتوبر 1973.

 

وعندما شنت الدول العربية حربا على الغرب الداعم لإسرائيل، كان للشيخ زايد موقف بارز، حينما قال: إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف، قد تقدموا الصفوف كلها، وأن النفط ليس بأغلي من الدماء العربية، وقال إن البترول يشكل ثروة اقتصادية يستخدمها العرب من أجل التنمية والتقدم ، وإذا تعرض العالم العربي لخطر الحرب، فمن البديهي أن هذه الثروة هي وجميع الموارد الأخري سوف تعبأ للدفاع عن العالم العربي.

 

استمرار تواصله مع مصر عقب كامب ديفيد

 

عقب عقد اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978، كثرت ردود الفعل المعارضة لتلك الإتفاقية في معظم الدول العربية، لدرجة أن هُناك بعض الدول قاطعت مصر بعد قمة بغداد، ولكن موقف الشيخ زايد كان مختلفًا، حيثُ ظلّ على تواصل مع الرئيس، محمد أنور السادات، قائلا:"لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغنى عن الأمة العربية".

 

الإمارات المستثمر الأول في مصر

 

في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ارتبط البلدان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة‏، إذ تربط بينهما 18 اتفاقية تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما ‏1.4 مليار دولار، وفقًا لمتحف زايد الوطني، وبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر 10 مليارات دولار عام 2010 في قطاعات الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية، بحيث أصبحت الإمارات المستثمر الأول في مصر.