سقوط "الجمهوريين" بالكونجرس الأمريكي..وأزمات كبرى تنتظر "ترامب"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


نال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وحزبه الجمهوري، خسارة مدوية، تعتبر هى الأولى من نوعها منذ ثمانى سنوات، حيث سيطر الديمقراطيين على مجلس النواب الأمريكى في التجديدات النصفية للانتخابات.

 

 وبالرغم من خسارة حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس النواب، وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس بأنها "نجاح هائل"، لذا تقدم "الفجر"، أهم ردود الأفعال على سقوط الجمهوريين بالكونجرس، من خلال السطور القادمة:

 

وكانت أكبر مفاجأة في انتخابات الكونجرس هي سقوط السناتور اليزابيث دول، واحدة من قادة الحزب الجمهوري، وزوجة السناتور السابق بوب دول وفي ولاية كانت من قلاع الحزب الجمهوري هي ولاية نورث كارولينا، وفازت على اليزابيث دول كاي هاغان من الحزب الديمقراطي.

 

وبالنسبة للحزب الجمهوري، لم تسقط ولاية كنتاكي، لكن سقطت ولايتا نيوهامبيشر وفرجينيا، وهما ولايتان جمهوريتان تقليديتان، وفازت في الاولى الديمقراطية جين شاهين (من اصل لبناني)، وكانت حاكمة الولاية، وفازت على السناتور الجمهوري جون سنونو (ايضا، من اصل لبناني).

.

التعليق الأول لـ "إلهان عمر"

 

فازت إلهان عمر، وهى لاجئة صومالية بمقعد فى مجلس النواب عن منطقة ذات غالبية ديمقراطية فى ولاية مينيسوتا، حيث ستخلف كيث اليسون الذى كان بدوره أول مسلم تم انتخابه فى الكونجرس.

 

وفى أول تعليق لها بعد فوزها، قدمت إلهان عمر، أول لاجئة مسلمة تفوز بمقعد فى الكونجرس الأمريكى، الشكر لناخبيها على ثقتهم، قائلة: أقف أمامكم كأول مسلمة محجبة تفوز بمقعد فى مجلس النواب، سجلت سوابق عدة فى التاريخ الأمريكى، حيث حققت، فوزا كبيرا على منافستها الجمهورية جينفير زيلينسكي وحصلت على نسبة 78.4 % من أصوات الناخبين.

 

ترامب يشكر الجميع

 

كتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على صفحته الرسمية بموقع التدوينات القصيرة "تويتر":  قائلا: "نجاح هائل الليلة"، "شكرا للجميع".

 

 

استغلال فوز الديمقراطيين

 

وقالت نانسى بيلوسى زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكى، إن الديمقراطيين سيستغلون فوزهم بأغلبية أعضاء المجلس لتنفيذ جدول أعمال يحظى بتأييد الحزبين لدولة عانت "بما يكفى من الانقسامات"، قائلة: "الأمر اليوم يتخطى الديموقراطيين والجمهوريين، فهو يتعلق بترميم الضوابط والمحاسبة التى نص عليها الدستور على إدارة (الرئيس الأمريكى دونالد ترامب)"، متعهدة فى المقابل بـ"العمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات".

 

كما تمكنت رشيدة طليب العاملة فى مجال الحقل الاجتماعى والمولودة فى ديترويت لأبوين فلسطينيين مهاجرين من الفوز أيضا بمقعد فى مجلس النواب، دون أن تتواجه مع منافس جمهورى فى منطقتها.

 

وسيضفى فوز إلهان، ذات الأصول الصومالية على الكونجرس، ورشيدة ذات الأصول الفلسطينية، لونا ديمقراطيا وخاصة أن نسبة النساء فى الكونجرس ما تزال عند حدود الـ 20 % ونسبة الأقليات لا تتجاوز الـ 19 %.

 

صحيفة نيويورك تايمز

 

أوضحت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه بعد شن حملة مثيرة للانقسامات العنصرية، أبدى ترامب فى الأيام، التى سبقت تصويت ما يشير إلى التخفيف من لهجته فى المستقبل، ومع فقدان حزبه الأغلبية فى مجلس النواب، بات لا يمكنه تجاوز المعارضة إذا كان يأمل فى تحويل أولوياته إلى قانون، وربما بنفس القدر من الأهمية، لم يعد لديه الأغلبية الجمهورية، التى تحميه من التحقيقات فى جميع القضايا التى يحرص الديمقراطيون على إثارتها.

 

وفى ظل الشكل الجديد لمجلس النواب حيث خطف الديمقراطيون الأغلبية بالاستيلاء على 218 مقعدا مقابل 193 للجمهوريين، فأن مجلس النواب ربما يضغط بشكل أكثر عمقا فى القضايا الشخصية والسياسية المتعلقة بترامب، ويطالبه بالكشف عن العائدات الضريبية التى ظل محتفظا بها سرا، فضلا عن التحقيق بشكل أعمق فى علاقاته مع روسيا وبحث أى تضارب فى المصالح.

 

لكن ما هو أكثر تهديدا، فأن الديمقراطيين ربما يتجهون لبدء إجراءات عزل ترامب، وهو القرار الذى يعتمد على نتائج تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر، المعنى بقضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية ومزاعم التنسيق بين موسكو وحملة ترامب، ومع ذلك أشارت بعض وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا إلى أن قادة الحزب الديمقراطى أنفسهم قلقون من اتخاذ خطوة مثل هذه وآثارها على الداخل السياسى.

 

أزمات كبرى

 

بعد خسارة الحزب الجمهورى لانتخابات التجديد النصفى فى الكونجرس، واحتفاظهم فقط بأغلبية مجلس الشيوخ، مقابل سقوط واضح أمام الديمقراطيين فى مجلس النواب، يبدو أن الرئيس الأمريكى، على موعد مع عرقلة واضحة لأجندة سياساته داخل دوائر واشنطن التشريعية، بخلاف مواجهة موجة جديدة ربما تكون أكثر حدة من التحقيقات فى قضية التدخلات الروسية فى انتخابات 2016 الرئاسية.

 

 

 

ولم يعد أمام ترامب، سوى خيارين لا ثالث لهما، إما التفاوض والمهادنة أو اتخاذ طريقه المعتاد من الصدام، وهو ما قد يسفر عن حرب حزبية داخل الكونجرس هى الأشرس لتعرقل الكثير من خطط وسياسات البيت الأبيض التى يعترض عليها الديمقراطيين منذ وصول ترامب للمكتب البيضاوى.