د.حماد عبد الله يكتب: محصله شرم الشيخ "أمل فى غد"

مقالات الرأي

د.حماد عبد الله
د.حماد عبد الله



لم أجد فى نفسى ما يجعلنى أشعر بالسعادة ,والأمان والأطمئان على كل ما يدور فى بلادنا ,قبل أن أتابع أحداث مؤتمر الشباب الدولى الثانى والذى أنهى أعماله مساء الثلاثاء السادس من نوفمبر ,وكنت حريصاً للغاية أن أتابع بصفه عامه المتحدثون من الشباب ,من كل أنحاء العالم , وخاصة أحاديث وتعليقات الرئيس "عبد الفتاح السيسى"والمرتجله فيها بصفه خاصه .
يتمتع الرئيس "السيسى " بخاصيه (المفاتحه ) والمكاشفه ,والتى كان يتمتع بها الراحل الرئيس "جمال عبد الناصر " فى خطابه للشعب المصرى والمرتجل من تلك الخطابات ما كانت من القلب وإلى القلب فوراً.
يتمتع الرئيس "السيسى " بهذه الخاصية ,من القلب إلى قلوب المصريين ,بل إلى قلوب المخلصين فى أى مكان بعد الترجمه الحرفية ونقل الحالة النفسية للرئيس فى الحديث الذى يرتجله .
نعم وجدت إحساس بالإطمئنان على  حاضر ومستقبل هذا البلد ,كانت صراحة الرئيس "السيسى" وتعبيراته ,وتفسيراته لمجريات الأمور فى البلاد تحمل كل الصدق ,وإن كان ذلك لا يأتى مع بعض "الهوى للبعض" ,ولكن فى واقع الأمر هو تحدث عن واقع نعيشه , وأحداث مررنا بها ,سواء كانت طيبه أو كانت غير مرضيه ، ولكن تحدث عن حقائق نعلمها  وإن لم نعلمها فلابد أن يعلنها أحد ,للمسئوليه الوطنية ، فهذه كانت المبادرة بإسقاط "الجدران الوهمية" حول مواقف بعينها , كان لا يجرؤ أحد سواه على إعلانها وإ علائها وبصراحة شديده ، كان الرئيس محدداً فى قوله بأن الوطن للجميع والدين لله , بل أكثر من ذلك ,حق للمصريين بكل عقائدهم حتى "الملحدون" منهم على أن لهم حق فى هذا الوطن كما بالضبط عليه من واجبات فالعلاقة العقائدية للفرد ، هى علاقة خاصة جداً بين(الفرد وربه ) أما الوطن فهو موطناً للمصريين جميعاً ، يتساوون فيه فى الحقوق والواجبات ، تحدث الرئيس أيضاً عن صعوبة بناء الأوطان بعد هدمها ، وأن ما يتم الأن والسعى الحثيث من أجل عودة "مصر" حتى إلى ما قبل عام 2011، هو بالنسبة لنا (حلماً ) يصعب الوصول إليه ، مشيراً إلى أن(ما يكسر يصعب ترميمه)
وكانت الشقيقة ( سوريا ) مثالاً حياً أمام الجميع ، ومثالاً حياً لحديث الرئيس ، فكيف سيعاد بناء الدولة مرة أخرى هناك ، ومن هؤلاء الذين سيدفعون أكثر من "ثلاثمائة مليار دولار" لإعادة بناء الدولة هناك !! وحتى إذا كان فى العالم
( ملائكة ) وإستطاعوا أن يجمعوا تلك المليارات ، من الذى سيقوم على البناء فى سوريا ، ومن الذى سيضع لهم دستورهم ومن الذى سيفسر هذا الدستور بقوانين تحكم العلاقة بين الشعب والإدارة ؟ أسئله ، لا إجابات وافيه عليها يمكننا أن نجيب بها على السؤال .
وهل لدولة أو شعب أن يقبل أن يضع له الأجانب مهما كان سمو أهدافهم ، أن يضع لهم دستوراً وقوانين ويشرعوا لحياتهم كيف ذلك ؟ وتحت أى ضغط وأى موائمة سوف يتم  وضع دستوراً دائماً للبلاد ، وذكرنى ذلك بدستور 2014 والذى كان ضمن "خارطة طريق مصر" للخروج من الظلام ، كيف تم وضعه ، والموائمات التى تمت ، "والهوى السلفى" الذى أكتنف أكثر عناصره ومواده وفلسفته ، حينما كنا نبحث عن مخرج ونتحرك فى جدول زمنى صعب ، ومحدودية وظروف دولية ومحلية فى غاية الصعوبة ، وإرهاب مستتر تحت "العباءات والنقاب" ووسط جموع المصريين يعيش ويتاًمر ، ويعد العدة لضرب كل أمل فى إستقرار البلاد وأوضاعها السيئة ، كان الحديث فى منتدى الشباب بشرم الشيخ هى بشير أمل لمستقبل مازلنا على أول الطريق فيه ، ولعلنا فى إحتياج لجهد أكثر ، وإرادة أقوى ، ووعى أشمل وأعم !!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]