خبراء يُجيبون.. كيف يؤثر مؤتمر التنوع البيولوجي على مستقبل البيئة في مصر ؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في حدث عالمي من نوعه، تستضيف مصر مؤتمر التنوع البيولوجي الذي تعقده الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي بمدينة شرم الشيخ، وهو الحدث الذي تشهده مصر للمرة الأولى، والذي بدأ منذ يوم أمس الثلاثاء، ومن المقرر أن تستمر فعالياته حتى يوم 29 نوفمبر الجاري.

ويعد المؤتمر وسيلة حقيقية يمكن أن تساهم في تحسين مستقبل البيئة في مصر، خاصة أنها الدولة الأولى على المستوى العربي والأفريقي، التي تترأس هذا المؤتمر على مدار عامي 2018 وحتى 2020م، وذلك بالتزامن مع مرور 25 عامًا على الاتفاقية.

المطالبة بمنع الشركات من احتكار الأصول الوراثية
قال الدكتور عبدالمولى إسماعيل، الخبير البيئي ومدير برنامج حماية البيئة بجمعية التنمية الصحية والبيئية، إن القمة كان من المفترض أن تحمل عنوان استدامة التنوع البيولوجي بدلًا من الاستثمار في التنوع البيولوجي.

وأوضح "إسماعيل" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن فكرة الاستثمار في التنوع البيولوجي يشكل خطرًا كبيرًا على الأصول الوراثية التي تعيد إنتاج الحياة، لافتًا إلى أن الاستثمار يعني الإتجار في هذه الأصول وهو ما يهدد طبيعتها.

وأضاف أن فكرة احتكار الشركات لهذه الأصول الوراثية، يشكل أزمة كبيرة للفلاحين والمربين والمنتجين والمزراعين، حيث أنها ستمنعهم من إعادة إنتاج بذور أنواع عديدة من الخضراوات مرة أخرى.

ونوه إلى أن نجاح مؤتمر التنوع البيولوجي، يكمن في الابتعاد عن الشركات، والمطالبة خلال هذه القمة بإلغاء كافة براءات الاختراع على أي أصل من الأصول التي تعيد إنتاج الحياة، حيث يجب أن تُترك مفتوحة المصدر.

محاولة إيجاد توافق بين الاستثمار في الحزام الخارجي للمحمية والحفاظ عليها
ومن جانبه، أوضح الدكتور مجدي علام، الخبير الدولي في شؤون البيئة، أن هذا الحدث العالمي الذي يعقد بمصر يمثل أهمية كبيرة لها على المستوى العام ويمثل دعاية طيبة بشكل خاص لمدينة شرم الشيخ، خاصة أنه من المرات النادرة التي يعقد فيها في قارة أفريقيا بمشاركة 180 دولة.

وأشار "علام" في تصريح خاص لـ"الفجر"، إلى أن القمة قد تناقش بشكل جاد المقترح الذي تقدمت به مصر خلال العامين الماضين، والذي يتعلق بإدماج الاتفاقيات الثلاث الخاصة بالتنوع البيولوجي والمناخي والتصحر.

وأضاف أن القمة تحمل 3 مؤتمرات مدمجة بداخلها، منها ما يتعلق باتفاقية التنوع البيولوجي التي تم توقيعها قبل 25 عام، إلى جانب المؤتمر المتعلق باتفاقية "قرطجنا" الخاصة بالسلامة الأحيائية، بالإضافة إلى مناقشة اتفاقية ثالثة خاصة بالاستفادة من الجينات الوراثية للدول، والتي قد تُمكن مصر من الاستفادة بنباتاتها في الحصول على جيناتها الوراثية لصناعة الأدوية، وعقد اتفاقيات متعلقة بها مع مختلف الدول بما يحقق لها الأرباح.

وأكد الخبير البيئي، أن القمة ستناقش سبل توفير وسائل علمية وقانونية للاستفادة من التنوع البيولوجي وحمايته في الوقت نفسه، من خلال إيجاد توافق بين الاستثمار في الحزام الخارجي للمحمية وفي نفس الوقت الحفاظ على المكونات الرئيسية لها من التدهور بما يمثل علامة فارقة في حماية الطبيعة على مستوى العالم.

الحصول على التمويل اللازم
وفي سياق متصل، أكد الدكتور مصطفى فودة، الخبير البيئي الدولي، أن وجود وفود عالمية عديدة تمثل مختلف الدول، يضفي أهمية كبيرة على المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى في مصر، خاصة أن الوفود تتألف من وزراء في مختلف المجالات.

وأوضح "فودة" أن هذه الوفود من المقرر أن تجتمع معًا لتبادل الأفكار والرؤى والخبرات للتنسيق فيما بينهم وتحقيق شعار المؤتمر الأساسي وهو دمج التنوع البيولوجي في جميع القطاعات ذات الصلة، سواء في الصحة أو التعليم أو غيرهما من المجالات التي تهم المجتمع.

ولفت إلى أن عقد هذا المؤتمر في مصر، يساهم في تحسين صورتها لدى العالم، مضيفًا أن القمة تساهم في إيجاد فرصة جديدة لحصول مصر على التمويل من مختلف المصادر فيما يتعلق بقضاياها البيئية.