مصر في عيون مهندس.. "محمد" يبرز جمال القاهرة بجواله

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يأخذه الحنين إلى عبق التاريخ، فتسوقه قدميه بين الحين والآخر إلى رائحة مصر القديمة، حيث المعمار الأصيل، فيزيده الانبهار شغفًا بأن يرى العالم هذه المعالم الفريدة بنفس الصورة المميزة التي تتأملها بها عينيه.

اعتاد محمد رياض، المهندس الثلاثيني، أن يضع يده في جيبه ليخرج جواله الصغير، فيحاول التقاط تلك التفاصيل الصغيرة التي لا يعرها الجميع انتباهًا رغم إبداع التصميم.

"مصر فيها ثلث آثار العالم مينفعش منظهرش الجمال دا للعالم".. هذا ما يراه محمد، حيث أن تأثره كمهندس مدني بالتصميم والتنسيق المبهر للمعمار القديم، ساعده على مزج حبه للتصوير مع رؤيته الهندسية لتلك المباني، لتتولد في النهاية مشاهد تساعد على جذب السياح من مختلف دول العالم، وترفع من وعي المواطنين المصريين بالثروة الحقيقية التي يمتلكونها.

وبالرغم من أن المهندس ذو الثلاثة والثلاثون عامًا قد بدأ ممارسة هذه الهواية منذ نحو 10 سنوات؛ إلا أن المميزات التي جعلت من الهاتف النقال منافسًا قويًا أمام الكاميرا، دفعته اليوم للتعمق في دراسة إعدادات الكاميرات التي تزود بها الجوالات من خلال البحث عن طريق الإنترنت ومتابعة مقاطع الفيديو المتخصصة في مجال التصوير بالهاتف.

فشغفه بالتصوير شجعه على تخصيص أكبر قدر ممكن من الوقت في يومه لتطوير قدراته على التصوير بالهاتف، حتى تحول الأمر إلى روتين يومي لا يقل أهمية عن عمله كمهندس، حتى تمكن مع الوقت من اختراق هذا المجال والاحتراف فيه.
 
وكمصور هاوي، كان من الطبيعي أن يواجه محمد رياض، صعوبات عديدة تتعلق بثقافة المجتمع الذي لا يتقبل بسهولة فكرة التصوير في شوارع المحروسة.

وما يزيد الأمر صعوبة بالنسبة له، هي الإجراءات والتصاريح التي يحتاجها للسماح له بالتصوير داخل بعض المباني الأثرية التي يرى أنها تحمل رسائل متعددة تعكس جمالها مثل قصر السكاكيني.

وفي الوقت الذي يكتفي فيه المهندس الثلاثيني، بالتصوير كهواية بلا ربح مادي؛ يحاول أن ينشر ثقافة التصوير بالموبايل بين الهاوين من خلال إنشاء مجموعة باسم "نادي مصوري فيديو الموبايل"، ليحفز الشباب المهتمين بالمجال على الانضمام لمشاركة أفكارهم وقدراتهم فيما بينهم.

وبالرغم من أن الموبايل عنصر أساسي في التصوير، إلا أن محمد رياض، يرى أن رؤية المصور للجمال الحقيقي في الصورة وفكرته عن قواعد وزوايا التصوير المختلفة هي العامل الرئيسي في نجاح العمل.