بطرس غالي.. "قاهر أمريكا" التي تآمرت عليه لإعاقة تجديد انتخابه أمينًا للأمم المتحدة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يُعد من أكثر المعارضين لسياسات أمريكا، لمواقفه الاستقلالية، شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية واحدة مدة خمس سنوات، وتآمرت عليه أمريكا ورفضت التجديد لفترة ولاية ثانية، إنه الدكتور بطرس بطرس غالي، أول عربي وإفريقي يشغل هذا المنصب في المنظمة الدولية، في مثل هذا اليوم 21 نوفمبر من عام 1991.

 

حياته

 

بطرس بطرس غالي، من مواليد 14 نوفمبر عام 1922م، لأسرة قبطية، حيث كان جده بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين، وهو عم بطرس غالي وزير المالية السابق في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

 

تخرج "غالي"، من جامعة القاهرة في 1946م، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي في جامعة باريس في 1949م، تم تعيينه أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة القاهرة.

 

مناصبه

 

تقلد "غالي"، عددًا من المناصب، حيث أصبح رئيسًا لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في عام 1975 ورئيس الجمعية الإفريقية للدراسات السياسية في عام 1980م.

 

وفي أكتوبر عام 1977 عين "غالي" وزير دولة للشؤون الخارجية. وصحب في الشهر التالي الرئيس المصري السابق أنور السادات في رحلته إلى القدس، بعد استقالة وزير الخارجية آنذاك، محمد إبراهيم كامل، احتجاجا على التقارب المصري- الإسرائيلي، ثم أصبح نائبًا لرئيس الوزراء في عام 1991م.

 

انتخابه أمينًا للأمم المتحدة

 

وفي مثل هذا اليوم 21 نوفمبر من عام 1991م، انتخب بطرس غالي أمينًا عامًا للأمم المتحدة لُيصبح أول أمين عام من دولة عربية، وأشرف على الأمم المتحدة في وقت تناولت فيه العديد من الأزمات العالمية، بما في ذلك تفكك يوغوسلافيا والإبادة الجماعية في رواندا.

 

معارضة أمريكا

 

وفي عام 1992، قدم "خطة للسلام"، وهو اقتراح حول كيفية استجابة الأمم المتحدة للصراع العنيف، لكن تعرض لانتقادات بسبب فشل الأمم المتحدة في التصرف خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994م، وظهر أنه غير قادر على حشد التأييد في الأمم المتحدة للتدخل في الحرب الأهلية الأنغولية المستمرة.

 

كان من أصعب المهام خلال فترة ولايته معالجة أزمة حروب يوغوسلافيا بعد تفكك جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية السابقة.

 

وكان لـ"غالي"، دور كبير في الصغط على إسرائيل، للانسحاب من الأراضي الفسطينية المحتلة، وساعد أيضا في تسوية النزاعات السياسية والبيئية في أفريقيا، كما ساعد على إطلاق سراح نيلسون مانديلا عام 1990، الزعيم الأسود المسجون في جنوب أفريقيا.

 

رفض انتخابه لولاية ثانية

 

عرف "غالي" بمواقفه المعارضة لأمريكا، رغم توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، حينها، مما دفع أمريكا لرفض التجديد له لفترة ولاية جديدة في المنظمة الدولية، واضطرت أمريكا حينها إلى طرح اسم "كوفي أنان"، كبديل إفريقي لغالي.

 

وكان لاستياء الولايات المتحدة، من نهج "غالي" المستقل، حال في النهاية دون نجاحه في تولي أمانة الأمم المتحدةلولاية ثانية.

 

ففي عام 1996، قام عشرة من اعضاء مجلس الأمن برئاسة دول إفريقية مصر، غينيا بيساو و بوتسوانا برعاية قرار يدعم بطرس غالى لفترة ثانية مدتها خمس سنوات حتى عام 2001م، ولكن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد ولاية ثانية له.