استشهد حبيبها الأول وصفعها عماد حمدي.. ما لا تعرفه عن دلوعة السينما المصرية في ذكرى وفاتها

الفجر الفني

بوابة الفجر


تحل اليوم الأربعاء 28 نوفمبر الذكرى الأولى لوفاة دلوعة السينما المصرية شادية، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال الدين محمد شاكر، وولدت في 8 فبراير 1931م، بمنطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، لأم تركية وأب مصري يعمل مهندساً زراعياً بالمزارع الملكية، وأربعة أخوات هم محمد، وطاهر، وسعاد، وعفاف، وتعتبر من ألمع نجمات السينما المصرية والعربية، وهي التي جسدت روايات نجيب محفوظ، ووقفت أمام عمالقة السينما وعلى مدار عمرها، ملأت الدنيا شقاوة ودلع وفرحة.

بداياتها

وكان الأب حريصآ على اصطحاب أسرته للسينما أسبوعيآ وكانت تقوم بتقليد بطلات الأفلام التي تشاهدها، ورغم موهبتها لم يهتم أحد في المنزل بسماع صوتها لأن شقيقتها عفاف، التي سبقتها للفن كانت تستحوذ علي إعجاب الأسرة.

وبدايتها الفنية، كانت على يد المخرج أحمد بدرخان، الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في استوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، وبعد ذلك رشحها "بدرخان" لحلمي رفلة، لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي، في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة، "العقل في إجازة" وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي، يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام ومن هنا توالت نجاحتها.


أعمالها الفنية

وشاركت في أكثر من 110 أفلام منهم: أزهار وأشواك، العقل في إجازة، حمامة السلام، الروح والجسد، نادية، كلام الناس، الزوجة السابعة، ظلموني الناس، أيام شبابي، السبع أفندي، ليلة الحنة، سماعة التليفون، في الهوا سوا، عاصفة في الربيع، القافلة تسير، حماتي قنباة ذرية، ليلة من عمري، لحن الوفاء، شباب آمرأة، الزوجة 13، اللص والكلاب، أغلي من حياتي، مراتي مدير عام، معبودة الجماهير، عفريت مراتي، ذات الوجهين، رغبات ممنوعة، وادي الذكريات.

وقدمت الفنانة شادية أغنية من 260 أغنية ضمن البومات أو ضمن أعمالها الدرامية والسينمائية، ومن أشهر أغانيها "قولوا لعين الشمس" "وحياة عينيك" "اه يا اسمراني اللون" "ان راح منك ياعين" "مخاصمني بقاله مدة" "ياقلبي سيبك""يا حبيبتي يا مصر" "يا بهية وخبريني".

ووقفت الدلوعة، لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي، وعبد المنعم مدبولي، وحسين كمال، وبهجت قمر، لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، هذه المسرحية هي التجربة الأولي والأخيرة في حياتها الفنية علي خشبة المسرح.

وكما شاركت الفنانة في العديد من المسلسلات الإذاعية: صابرين، سنة أولي حب، نحن لا نزرع الشوك، الشك يا حبيبي، وسقطت في بحر العسل، جفت الدموع. 

استشهاد حبيبها الأول في حرب فلسطين

وغرقت "شادية" في مرحلة شبابها ومراهقتها في الحب مع أبن الجيران مثلها مثل أى فتاة فى عمرها، وتعلقت يوما بعد يوما بهذا الشاب ضابط الجيش الذى رفضت بسببه كل من تقدموا على خطبتها، منتظرة اليوم الذى يدق فيه بابها، وبدأت تنتبه لعملها واقتحامها لعالم الفن، حتى جاء معاد افتتاح فيلمها الأول وكم التهانى والمباركات التى تحصلت عليها، وبمجرد رجوعها إلى المنزل فوجئت بخبر استشهاد حبيبها بحرب فلسطين 1948.

صفعة أنهت علاقتها مع عماد حمدي

وعلى الرغم من أن الفنان القدير عماد حمدى يكبر عن شادية بحوالى 20 عاما إلا أنها أصرت على إتمام الزواج منه رغم نصيحة المقربون لها، وبالفعل بمجرد ان تزواجا بدأت المشاكل تقتحم حياتهما بسبب الضائقة المادية التى مر بها "حمدى" بسبب حقوق طليقته فى نفقة تصل إلى 100 جنيه، ومع ذلك وقفت "شادية" بجانب زوجته وساندته حتى مرت الأزمة، لكن فرق السن كان يقف حائلا بينها وبينه دائما، فجن جنونه وبدأ فى غيرة مرضية حتى انتهت حياتهما بصفعه وجهها لها أثناء إحدى الحفلات.

سر بعدها عن فريد الأطرش

أما قصة الحب بين "شادية" و"فريد الأطرش" التى طالما تمت بالنجاح خلف الشاشات الفضية فلم تكتمل فى الواقع، فبعد أن اقترب الطرفان من بعضهما البعض بسبب الأعمال الفنية التى جمعت بينهما وبسبب جيرتهما فى عمارة واحدة، إلا أن حب فريد الأطرش إلى السفر والخروج وحضور الحفلات بشكل دائم كان أمرا مرهقا جدا بالنسبة لشادية التى طالما بحثت عن الاستقرار، ومن هنا نشبت المشاكل فيما بينهما وانتهزت "معبودة الجماهير" سفر "الأطرش" خارج مصر، وانتقلت من مكانها السكنى حتى تنهى علاقتهما تماما. 

سبب انفصالها عن زوجها الثاني 

فى عام 1958 كانت تجربة "شادية" الثانية مع الزواج، حيث تعرفت على شاب يدعى "عزيز فتحى" كان يعمل كمهندس بالإذاعة وكان ينتمى لعائلة عريقة وخالتاه كانتا "زوزو وميمى شكيب" وعلى الرغم من أنه يصغرها، إلا أنه أصر على الزواج منها.

لكن هذه الحياة السعيدة المليئة بالحب والغراميات لم تستمر كثيرا مع "شادية" وبدأت نيران الغيرة من نجوميتها تقتل مشاعره تجاهها وتحول حياتهما إلى جحيم، الأمر الذى دفع بها لإدخاله مجال السينما لكنه رفض من قبل المخرجين بعد أكثر من مقابلة الأمر الذى زاد من المشاكل سوء، وبعد سلسلة من المعارك طلبت "شادية" الطلاق منه لكنه رفض مما اضطرها إلى إطلاق دعوى قضائية عليه استمرت بالمحاكم فترة طويلة. 

إجهاض جنينها من ذو الفقار يسدل الستار على حياتهما معا

تحولت قصة الحب الشهيرة بين "أحمد ومنى" التى عرفها الجمهور من خلال فيلم "أغلى من حياتى" إلى قصة حب واقعية بين شادية وصلاح ذو الفقار، وانتهت بإعلانهما الزواج، وعلى الرغم من التفاهم الذى كانا عليه فى البداية إلا أن الحياة لم تسر على هذا النحو كثيرا، فبعد إصرار شادية على الحمل، لم توفق كثيراً وأجهضت بعد أن كان حلم الأمومة يسيطر عليها، الأمر الذى ألقى برياحه السلبية على حياتهما، وأدى إلى سلسلة من المشاكل نتج عنها طلاقهما الأول الذى لم يطول كثيرا وتدخل المقربون لهما وعادا مرة أخرى، حتى جاء طلاقهما الثانى فى عام 1972، ومنذ ذلك الحين قررت "شادية" اعتزال الغرام والزواج وتفرغت لتربية أبناء أخواتها.

الاعتزال والوفاة

اعتزلت الفنانة القديرة شادية، عندما أكملت عامها الخمسون ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب وتبريرها كانت هذه الكلمات الصادقة والنابعة من تصميم وإردة منقطعة النظير: "لأنني في عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتي تهجرني، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس"، لتكرس حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة وأنها لم ترزق بأطفال.

وتوفيت، الفنانة الكبيرة شادية، عن عمر يناهز 86 عامًا، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، في مستشفى الجلاء العسكري في 28 نوفمبر 2017، تاركة ورائها أثرًا فنيا لن يمحوه الزمن.