كريم عادل يكتب: في بيتنا.. شيطان

ركن القراء

كريم عادل
كريم عادل


تعد مصر علي مر الزمان وبمختلف العصور هي مهد وملتقي لكل الأديان السماوية الثلاثة، يعيش فيها الجميع في سلام وأمان تحت مظلة الكنانة العامرة بالخير والود والمحبة .

على أرضها عاش المسيح وأمة العذراء في سلام تام بعد دعوة الرب لهما بالهروب من خطر الملك المضطهد هيردوس الذى زعم علي قتل الأطفال باورشليم ، ونيلها حمل النبي موسي في أمان إلى جانب توصية المصطفي عليها وعلي أهلها خيرًا.

حينما قال الشاعر حافظ ابراهيم في قصيدة وقف الخلقُ هذة الأبيات من الشعر  "كم بغت دولة عليّ وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدي انني حرة كسرت قيودي رغم أنف العدا وقطعت قيدي " كان يؤكد أسطورة الدولة المصرية في التصدي للغزاة في الكثير من الأحداث السياسية تحت شعار الوحدة الوطنية دون تفرقة بين مسلم ومسيحي لأن الكل يحارب ويدافع عن بيتنا العظيم (مصر). 

مع مرور الأزمنة وتعاقب الأحداث التى اثبتت الكنانة فيها للعالم أن البيت (مصر) صامد لا يُهزم ، بدأ أجهزة العالم الاستخباراتية تطبق نظرية جديدة وهى (في بيتنا.. شيطان) أي خلق شياطين من الأنس وزرعهم بين أطياف الشعب لاحداث خلل مجتمعي يساعدهم في حلم الغزو الذي يروادهم يوم بعد الآخر.

يعد شياطين الأنس أكثر خطرا من شياطين الجن لأن الأخير  ليس بيديه إلّا الوسوسة والإيحاء  ،لكن الأول  يتكلّم بلسانك المادّي فهو يقتلك ويعطيك السلاح والقنبلة لتقتل بها الإنسان الأخر البرئ.

حينما أتابع الحدث الإرهابي الأخير  الذى استهدف أتوبيس ينقل مجموعة من الأخوة المسيحين (شركاء الوطن ، شركاء التحديات) بالقرب من دير الأنباء صموئيل ، يؤكد لي أن الشيطان في بيتنا مازال موجود يفجر الكنائس والمساجد ويقتل شبابنا في سيناء ويدمر افكارنا ويُنحر عاداتنا ويُكسر اخلاقنا لإسقاط بيتنا فينشر الفتن بيننا ويحدث الوقيعة ولكن كل هذة المحاولات الفاشلة لن تجني ثمارها لأن مصر محروسة بشعبها واهلها .. فتحيا مصر بكل عصر.

وأنا أكتب إليكم هذا المقال يخالط قلمى دموعى من الحزن فامامى صور الأطفال الأبرياء الذين يُقتلون دون وجه حق ووسط هذا استمع إلى نبرات الشيخ الشعراوي قائلا " ستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مستغل أو مستغلٍ " ليحارب بفكرة الإرهاب ويدعو لنبذ العنف والتصدي للإرهاب الفكري المتشدد ونشر الإسلام الوسطي ، على الجانب الآخر أفتح صفحات التاريخ لاجد البابا تواضروس يقول بشموخ وعزة نفس الوطن " إذا حرقت الكنائس سنصلي بالجوامع " فكل هذة المواقف والأحاديث تؤكد أن شيطان البيت لن ينتصر.

وفي نهاية مقالي أطالب الجهات المعنية بالثقافة والفكر أن يساعدوا الدولة في حراكها الأمني من خلال عقد ندوات ومؤتمرات بمراكز الشباب والقري والنجوع لتعريف المواطنين بمفاهيم الوطنية واحترام التعددية الفكرية وضرورة الاستماع إلى الأفكار المختلفة دون النظر إلى الإرهاب والفكر المتطرف وكل هذا لتكوين جهود جادة لمنع وجود ناشئين من شياطين الإنس في البيت المصري.