"حماية اللغة العربية" تحتفي بيوم اللغة العربية بمسرحية "أين اختفت الحروف"

الفجر الفني

عرض مسرحي في حفل
عرض مسرحي في حفل اللغة العربية


استضافت ندوة الثقافة والعلوم احتفالية اليوم العالمي للغة العربية والتي نظمتها جمعية حماية اللغة العربية في الإمارت، وحضر الحفل معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية، ومعال عبدالله المزروعي وزير العدل سابقاً، ومعالي عبدالغفار حسين، ود. محمد بن جرش نائب رئيس مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، وأعضاء مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم ولفيف من الجمهور والمهتمين.

 

وقد درجت جمعية حماية اللغة العربية في حفلها السنوي على تكريم الجهات الراعية والداعمة للغة العربية وهو دأب محمود وتشجيع مقصودٌ لدوائر ومؤسسات وأفراد همْ أهلٌ لذلك لما لهم من دورٍ بارزٍ وأثرٍ كبيرٍ في حماية اللغة العربية. وكان أول المكرمين الجامعة القاسمية والتي تمثل إشراقة من إشراقات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، باعتبارها منارةُ العلمِ لنشر اللغة العربية وآدابها وعلومها في تدريس ٍعالي الجودة متخصصٍ متوجهٍ في مقامهِ الأول إلى الناطقين بغير اللغة العربيةِ.. ويتجلى في الجامعةَ القاسميةَ اللسانَ العربي جليا واضحا على ألسنة القادمين إلى الإمارات لدراسة اللغة العربية من مشارق الارض ومغاربها من الناطقين بغير لغة الضاد.

 

كما كرمت كلية الدراسات الإسلامية والعربية والتي تعد صرحاً علميا خيريا أنشأه رجل برٍّ وإحسان، وتطور يوما بعد يوم حتى أصبح في تجلياته الحديثة يمنح درجات الماجستير والدكتوراة في الدراسات العربية والإسلامية للباحثات الجادات من بنات هذه الدولة... انتجت كلية الدراسات العربية والإسلامية عددا مشهودا من الأبحاث والدراسات في اللغة العربية أهلت وأطرت لكوادر كان لها أثر في تعزيز اللغة العربية في الإمارات.

 

وكان تكريم مبادرة "بالعربي" من مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة مستحقاً.. فقد تعدت حدودها الجغرافية نطاق دولة الإمارات لتصبح عربية ثم عالمية مليونية ثم مليارية من خلال المشاركة والتفاعل عبر الوسم السنوي الذي تتجدد المشاركة فيه يوميا وهو اليوم في المركز الأول عالميا.

 

وكرمت مكتبات دبي العامة والتي تمثل علامة فارقة  في الريادة الثقافية، وفي نشر المعرفة بوسائلَ مختلفة وصولاً للمكتبة المتكاملة والتفاعلية والسمعية.. تنطلق المشاريعُ في مكتبةٍ دبيِّ العامة التابعةِ لهيئة الثقافةِ والفنون في تناغم فريدٍ يجمعُ ما بينَ عراقةِ الكتابِ وحداثة الفكرة في تقديمهِ والتعاملِ معهُ وهو إنتاجٌ باهرٌ زاخرٌ للمعرفة..

 

وعزز التكريم بـ "مجموعة كلمات للنشر" التي بدأت بفكرةٍ حالمة من سمو الشيخةِ/ بدورْ بنْت سلطانْ القاسميْ في التوجه إلى الطفولة بإصدارات راقية عالية الجودة وهي اليوم تمثل رقماً صعبا في العالم العربي بل في العالم كله من خلال إصداراتها المتنوعة التي تعزز اللغة العربية لدى أبنائنا في الوطن العربي وفي المهجر عبر مجموعة من أذرعها الداعمة مثل حروف ورواية ومكتبة.

 

بالإضافة إلى تكريم مشروع "كلمن للإنتاج التعليمي" وهو عمل رائد ومنهج متكامل في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها إنه ثمرة جهد متواصل لسنوات عبر إعداد معايير عالمية والاطلاع على تجارب عالمية في تعليم اللغات أثمرت عن منهج ورقي متكامل، وتطبيق  إلكتروني وموقعٍ تفاعلي وأدواتٍ ذكية تجعل من تعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها أمراً في غاية السهولة والمتعة.

 

واستحق مشروع "الهدهد للمحتوى الإبداعي" التكريم لحرصه على التطبيق الذكي في مخاطبة الطفولة بتقنيات حديثة ومنهج للأطفال في الرياض والمراحل الأساسية يعمق فيهم حبَّ اللغة العربية والاستمتاع بتعلمها، ولقد تجاوز مستخدمو هذا التطبيق المليون مستخدم وتمَّ اعتمادُه في وزارة التربية والتعليم كمنهج معتمد في المملكة الأردنية الهاشمية وفي طور التحكيم في بعض الوزارات الأخرى.

 

وكرم "كرنفال القراءة العربي" الذي رغم العجمة الظاهرة في اسمه إلا أنه يمثل تجربة نوعية انطلقت من مدرسة العين للتعليم الأساسي بمدينة العين ووصلت إلى مختلف أرجاء الإمارات من خلال المشاركة في ممارسة الفعل القرائي والتعلق بالكتاب وتطوير مهارات اللغة العربية فيها بممارسات اجتماعية محببة تجعل من علاقة النشءِ بالكتاب وبالحرف العربي علاقة ودٍّ وصداقةٍ تحت شعار.

 

ونالت ندوة الثقافة والعلوم تكريماً باعتبارها منارةٌ علمٍ ومعرفةٍ تُقدم انتاجها زاهياً باهياً في أجمل الحُلل، فهذا المبنى الذي يحتضنُ احتفالنا اليوم للمرة الأولى تنعكسُ من جدرانه جماليات الخط العربي، وفي كلِّ ركنٍ من أركان هذا المبنى اعتزازٌ باللغة العربية.. منارةٌ تستحق التكريم.

 

وختم التكريم بمن قدم للغة العربية مؤلفاً يعتز به وهي الشيخة مريم بنت سلطان القاسمي مؤلفة قصة أين اختفت الحروف.

 

 

وبعد التكريم قدم د. علي عبدالقادر الحمادي مدير جمعية حماية اللغة العربية كلمة رحب فيها بالحضور وقال:

 

المَقام مقام فخر بالعربية واحتفاء. فهذا يومها، والحال اليوم ليس كما كان قبل عشرين عاما حين أسست جمعية حماية اللغة العربية بمبادرة مجتمعية تداعى لها نخب المجتمع وأفذاذُه، وبارك سعيهم راعي العربية ورافع لوائها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، فأشهرت الجمعية بقرار وزاري من وزارة تنمية المجتمع عام 1999.

 

الأمور تمضي قدما، وليس اليوم كالبارحة.

 

العمل من أجمل اللغة العربية تطور مصطلحيا من الدفاع إلى الحفاظ والحماية والرعاية ثم التمكين والتعزيز والنهوض. وهي مصطلحات تدل على وعي مجتمعي يتنامى، وفكر إداري يتسامى، وتخطيط لغوي بدأ يتشكل علما في التخصصات الجامعية وأنشطة في الممارسات الميدانية، ومناهج في المقررات الدراسية.

 

ويوم العربية صار يوما خالصا لها، فبعد أن كان يسمى يوم لغة الأم في الحادي والعشرين من فبراير، أصبح يوما عالميا لها وحدها أسوة ومساواة بخمس لغات أخرى هي الإنجليزيّة والفرنسيّة والإسبانيّة والروسيّة والصّينية، ها هم أبناء اللّغة العربيّة ينظّمون صفوفهم ويُثرون احتفالهم بتوحيد محور الاحتفاليّة، والسّير وفق خطّة استراتيجيّة مدروسة؛

 

 فبعد أن كان محور الاحتفاليّات السّابقة: "اللّغة العربيّة والإعلام" في عام 2013، و"جماليّات الخطّ العربيّ" في عام 2014، و"اللّغة العربيّة والعلوم" في عام 2015، و"تعزيز انتشار اللّغة العربيّة" في عام 2016، و"اللّغة العربيّة والتّقنيات الحديثة" في عام 2017، تقرّر الخطّة الدّوليّة للثّقافة العربيّة في منظّمة اليونسكو أن يكون الاحتفال هذا العام 2018 في محور "اللّغة العربيّة والشّباب"، ونِعمَ القرار ونِعمَ الإقرار.

 

لقد أصبحت الجمعية اليوم ذات صيت رائج، ومغرس نواتج، ومركز مناهج، تشهد لها ريادتها بين نظريراتها في الوطن العربي، وتنبئ برامجها عن بركة من باركها، وبعد نظر من راهن عليها، وهمة من فكر في التطوع فيها.

 

وبقي أن نعمل في ما نحن بصدده هذا العام، دور الشباب في العمل للعربية،

 

ما الّذي نعنيه بدور الشّباب في حماية اللّغة العربيّة؟ وما الّذي يمكن أن يقدّموه؟

 

لا شكّ أنّ تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها سوف يكون حاضرًا في مقدّمة الموضوعات الّتي سيتمّ الحديث عنها، وعقد النّدوات حولها، والتّعريف بالتّجارب والمناهج والجهود الّتي تبذل لتعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها؛ سعيًا للانتشار. وهو طرح في محلّه، وموضوع جدير بأن يبذل الشّباب جهدهم فيه، وهم الذين بذلوا جهدهم في أن تكتسب ألسنتهم التعددية والثانئية فلن يصعب عليهم، أن ينقلوا لسانهم العربي إلى زميل عمل، أو رفيق دراسة، أو عابر سبيل.

 

ثمّةَ زاويةٌ مظلمة، تحتاج أن يصلها الضّوء في النّقاشات والحوارات والمبادرات المعنيّة بدور الشّباب؛ إنّها الزّاوية المتعلّقة بتعزيز الانتشار العموديّ للّغة العربيّة، انتشار بين أبنائها النّاطقين بها، أو لنقل افتخار الشّباب العربيّ بلغتهم واتّخاذها لغة أولى في مجال المال والأعمال والتّواصل.

 

إن اللّغة العربيّة – كما هو الحال في الأمّة العربيّة – بحاجة إلى ثورة إداريّة وتخطيط لغويّ وفكر شبابيّ يتجاوز المجامع والجوامع، والجامعات والجمعيّات، والتجمّعات في المؤتمرات، إلى منجز حقيقيّ واقعيّ عمليّ، وسنقبله بفخر ولو أتانا فردًا.

 

وبعد التكريم والكلمات عرضت مسرحية "أين اختفت الحروف" تأليف الشيخة مريم بن صقر القاسمي، إخراج الأستاذ عبدالله أبوهنية وتحت رعاية جمعية حماية اللغة العربية وقد أشاد الحضور بالمسرحية ونالت تصفيق وأعجاب الجميع.