"أسلاك الموت" و"الكلاب الضالة".. مشكلات تهدد الأرواح بـ"الإسكان الاجتماعي" في العاشر من رمضان (صور)

محافظات

الإسكان الاجتماعي
الإسكان الاجتماعي بالعاشر من رمضان


"الإسكان الاجتماعي".. عبارة موجزة عنونت مشروع أطلقته الدولة قبل سنوات لحل مشكلة الإنفجار السكاني، وذلك من خلال توفير حياة كريمة آمنة وكاملة المرافق لأهالي وسكان المناطق والأحياء التي تضم وحدات المشروع، لكن ما حدث بمدينة العاشر من رمضان كان بمثابة "الكارثة" لكل ما يمُت للحياة بصلة، فمن يُصدق أن هناك مشكلات تُهدد الحياة في وحدات من المُفترض أن تُسلم لأصحابها كاملة المرافق، وبدلًا من توفير حياة كريمة آمنة، وفرت وبثت حياة مُرعبة وجو قاسي لا وجود فيه لحلولٍ ولو مؤقتة.

مع دخولك الحي الثاني عشر بمنطقة "إبني بيتك" تلاحظ عدد كبير من أعمدة الإنارة بدون إنارة، والتي تكون سببًا في "ظُلمة" المكان ليلًا وانتشار الكلاب الضالة بصورة لم يعهدها أهالي المدينة خلال السنوات الماضية، فضلًا عن كارثة بكل المقاييس حملتها صورة قاتمة لا تبعث على الأمل، بعد انتشار أسلاك الكهرباء الواصلة من وحدات الغط العالي إلى الشقق السكنية، والتي يستخدمها الأطفال بين الحين والآخر كـ"مراجيح" للهو واللعب.

"الكلاب كابوس ليلاتي".. قالها أحمد جمعة، مشرف بإحدى شركات القطاع الخاص بالمدينة لـ"الفجر" منوهًا بأن أغلب أهالي الحي يتمركزون أمام منازلهم لإبعاد الكلاب الضالة، والتي تكون بمثابة "فيلم رعب" إذا ما تصادف نزول أبنائهم للعب أمام المنزل.

وأشار جمعة، إلى أن عدم وجود غاز طبيعي مشكلة أخرى تُضاف إلى قائمة طويلة من المشكلات الموجودة بالحي: "مفيش اهتمام بينا ولما بنسأل حد يقولوا الحي المنسي.. المسئولين لو حطوا نفسهم مكاننا كانوا راعوا مشكلاتنا وحلوها من بدري"، موضحًا أن الغاز الطبيعي رغم مروره من امام الحي إلى أنه لم يعرف إلى منازلهم سبيلًا: "عدوا الخط الرئيسي من قصادنا ووصلوا للحي الـ 15 والـ 16 وإحنا ولا حس ولا خبر".

فيما فتح عيسى محمد، مُدرس، باب مشكلة جديدة تتعلق بالمستوى التعليمي بالحي: "كثافة الفصول بقت حاجة مرعبة، ومفيش اهتمام بالسبورات الذكية" لافتًا إلى أن كثافة الفصل الواحد تتخطى الـ 120 تلميذ بمدرسة "السيدة عائشة" للتعليم الأساسي بالحي.

من جانبه، أوضح عبدالله عبدالمنعم، موظف بالقطاع الخاص، أن وقت خروج الطلاب من المدرسة "مشكلة كبيرة"، قائلًا: "المدرسة علشان مُشتركة مليانة مشاكل ووقت الإنصراف الشباب بتفضل واقفة تضايق في البنات اللي خارجة وكأن مفيش لا أدب ولا أخلاق".

وتابع: "الحي هنا مليان مشاكل، وحتى الصرف الصحي البيارات بتاعته محدش من المسئولين كلف خاطره يصدر تعليمات بتوصيل مواسير 30 متر تحل المشكلة في عدد من المناطق"، فضلًا عن عدم وجود خدمة التليفونات الأرضية: "البوكسات راكبة بس مش راضيين يفعلوا الوحدات، وكل ما نسأل يقولوا حاضر ومحدش بيسال فينا".

وعلى بُعد عدة أمتار من الحي الثاني عشر بمنطقة "إبني بيتك" يقع الحي السادس عشر، والذي من المُفترض أن يكون قد تلافى أخطاء الأحياء "القديمة"، إلا أن الحقيقة كانت مغايرة هي الأخر؛ فلا وجود لشبكات الهواتف المحمولة الأربعة، بالإضافة لإنعدام وجود مدارس للتعليم الأساسي وسط الكُتلة السكنية بالحي، وعدم تفعيل الوحدات الصحية الموجودة رغم الانتهاء من أغلبها.

"محتاجة تفعيل بس".. قالها المهندس محمود عامر، أحد اهالي الحي السادس عشر لـ"الفجر" شارحًا مشكلة الوحدات الصحية الموجودة بالحي، موضحًا أن أغلب مناطق الحي تُعاني من عدم وجود الخدمات: "مفيش فرن عيش واحد في الحي اللي فيه أكتر من 17 ألف وحدة سكنية".

وتابع: "يا ريت يرمموا الحفر مكان أعمال الغاز الطبيعي الخاص بتوصيلات المنازل.. الحي كويس ومحتاج نظرة أفضل من اللي موجودة".

وطالب رشدي عامر، محامي، بتغطية غرف الصرف الصحي الموجودة بين العمارات السكنية، مشيرًا إلى أن "السناتر" لا تعمل، ولا وجود لأي مكان من الممكن أن يستعين به الأهالي لسد حاجتهم من بضائع وسلع يحتاجون لشرائها.

من جانبه، قال شعبان فخري، إن كبرى المشكلات الموجودة تتعلق بعدم تسليم وحدات الإسكان التي تقوم بتنفيذها الشركة "المصرية"، والتي تأخرت في تسليم أغلب الوحدات رغم قيام أصحابها بسداد مقدم التعاقد ودفع عدد ليس بالقليل من الأقساط.

يُشار إلى أن أغلب الأحياء بدأت تشهد حالة من الاستنفار الأمني والدوريات الليلية المفاجئة، والتي تشنها الأجهزة الأمنية لضبط الخارجين على القانون والقضاء على كافة مظاهر الجريمة، وذلك قبل شهور من افتتاح قسم شرطة ثالث العاشر من رمضان، والذي بدأ تنفيذه بالفعل ومُتوقع افتتاحه خلال العام المُقبل بالقرب من الحي السادس عشر، ما سيساهم في تعزيز التواجد الأمني بالمنطقة والمناطق المجاورة.