البابا فرنسيس: يسوع حوّل شريعة موسى إلى إنجيل بتحويله الماء إلى خمر

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس الثاني
البابا فرنسيس الثاني


قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إن مع عيد عماد الرب يسوع بدأنا مسيرة زمن السنة الليتورجي: الزمن الذي نتبع خلاله يسوع في حياته العلنيّة وفي الرسالة التي أرسله الآب من أجلها إلى العالم. نجد في إنجيل اليوم رواية أولى عجائب يسوع. تتمُّ أولى هذه الآيات في قرية قانا، في الجليل، خلال حفلة عرس، مضيفا أنه ليس من باب الصدفة أنَّ تبدأ حياة يسوع العلنية في حفلة زفاف، لأنَّ الله به قد اقترن بالبشريّة: وهذه هي البشرى السارة، حتى وإن كان الذين دعوه لا يعرفون بعد أن ابن الله يجلس إلى مائدتهم وأنّه هو العريس الحقيقي.

واوضح " فرنسيس"، خلال لقاءة مع والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان؛ امس الاحد، إن آية قانا كلّها في الواقع تقوم على حضور هذا العريس الإلهي الذي بدأ يظهر. يسوع يظهر كعريس شعب الله، الذي أعلنه الأنبياء ويظهر لنا عمق العلاقة التي تجمعنا به: إنها عهد محبّة جديد.

واضاف، بابا الفاتيكان، تابع الأب الأقدس يقول في إطار العهد يمكننا أن نفهم بالكامل معنى رمز الخمر، محور هذه الآية. عندما بلغة هذه الحفلة ذروتها، فرغت الخمر، تنبّهت العذراء وقالت ليسوع: "لَيسَ عِندَهم خَمْر". يشير الكتاب المقدّس، ولاسيما الأنبياء إلى الخمر كعنصر نموذجي للوليمة المسيحانية. الماء ضروري لكي نحيا ولكنَّ الخمر تعبّر عن وفرة الوليمة وفرح العيد. بتحويله إلى خمر ماء أَجْران الحَجَر التي تُستعمل "لِما تَقْتَضيه الطَّهارةُ عِندَ اليَهود" يقوم يسوع بآية بليغة: يحوّل شريعة موسى إلى إنجيل، حامل فرح.

وتابع قائلا:  تأتي الكلمات التي وجّهتها مريم للخدم لكي تكلل إطار عرس قانا: "مَهما قالَ لَكم فافعَلوه". هذه الكلمات هي إرث ثمين تركته لنا أمنا. في الواقع يطيع الخدم في قانا: "قالَ يسوعُ لِلخَدَم: «اِمْلأُوا الأَجرانَ ماءً». فمَلأُوها إِلى أَعْلاها. فقالَ لَهم: «اِغرِفوا الآنَ وناوِلوا وَكيلَ المائِدَة». فناوَلوه". في هذا العرس يعقد عهد جديد ولخدام الرب، أي إلى الكنيسة بأسرها توكَل رسالة جديدة: "مَهما قالَ لَكم فافعَلوه".

واختتم بابا الفاتيكان، كلمته قائلا: إنَّ خدمة الرب تعني أن نصغي ونضع كلمته قيد التطبيق، مؤكدا إنها الوصية البسيطة والجوهريّة لأمِّ يسوع، إنها برنامج حياة المسيحي، موضحا إنَّ الاستقاء من الأجران يعني، لكلِّ فرد منا، الاتّكال على الكلمة والأسرار لكي نختبر نعمة الله في حياتنا. عندها يمكننا أن نقول نحن أيضًا على مثال وكيل المائدة الذي ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْرًا: "أَنتَ، حَفِظتَ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ إِلى الآن".

اليوم العالمي للشباب
كما قال البابا فرنسيس، "بعد بضعة أيام سأنطلق إلى باناما، من الثاني والعشرين وإلى السابع والعشرين من يناير، حيث سيُعقد اليوم العالمي للشباب"، مضيفًا: "أسألكم أن تصلّوا من أجل هذا الحدث الجميل والمهمّ في مسيرة الكنيسة".

وأضاف بابا الفاتيكان، في عظته الأسبوعية بساحة القديس بطرس بالفاتيكان، "سوف تصدر هذا الأسبوع رسالة اليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي التي تحتوي هذا العام على تأمُّل حول جماعة الشبكة والجماعة البشريّة".

وأوضح: "الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي هما مورد لزمننا، ومناسبة لنكون في تواصل مع الآخرين، لنتقاسم معهم القيم والمشاريع ولنعبّر عن رغبتنا في إقامة جماعة".

واستطرد بابا الفاتيكان: "يمكن للشبكة أن تساعدنا أيضًا لنصلّي معًا لذلك أريد أن أقدّم لكم التطبيق الرسمي للشبكة العالمية للصلاة من أجل البابا "Click to pray" والتي سأُدخل فيها نوايا وطلبات الصلاة من أجل رسالة الكنيسة".

وأكمل: "أدعو الشباب خاصة لتحميل هذا التطبيق ولكي يستمرّوا معي بصلاة مسبحة الورديّة من أجل السلام ولاسيما خلال اليوم العالمي للشباب في باناما".