لهذه الأسباب فشلنا في الإتصال بالكائنات الفضائية

منوعات

الكائنات الفضائية
الكائنات الفضائية


في العديد من الأفلام، تعج المجرة بأشكال الحياة الذكية التي تنتقل في سفن الفضاء عير الكواكب والمجرات، وتطير في وسط الأفلاك تاركة خلفها علاماتٍ واضحةً أخرى لوجود الكائنات الفضائية.

وقد أطلق المؤلف في مجال الخيال العلمي والفيزيائي ديفيد برين في ورقة البحث الكلاسيكية التي نشرتها المجلة الفصلية للجمعية الملكية الفلكية عام 1983على انعدام الاتصال مع هذه الكائنات اسم "الصمت العظيم".

على أن الباحثون يرون  أن التلسكوبات اللاسلكية أداةٌ مناسبةٌ للاستخدام في عمليات البحث عن هذه المخلوقات، لأن الموجات اللاسلكية تنتقل بسهولةٍ عبر الغبار بين النجوم، وفي أجزاء معينةٍ من طيف الراديو، يمكننا أن نصغي بشكلٍ أفضل للهمس الضعيف عبر هذه الفسحة الهائلة بين النجوم" كما يقول مقالٌ منشور على موقع معهد SETI.

شوبان كانوديا Shubham Kanodia ، وهو طالبٌ دراسات عليا في جامعة ولاية بنسلفانيا ومشاركٌ في تأليف المقال الجديد الذي نُشِر في مجلة Preprint arXiv والذي نشرته بعد ذلك المجلة الفلكية يشير إلى أن الكثيرون يقولون أننا نبحث عن إشاراتٍ لحضاراتٍ خارج لأرض منذ أكثر من أربعين عامًا، ومع ذلك لم نعثر على أيٍّ من هذه الإشارات، لذلك أردنا معرفة الى أين وصلنا في بحثنا وكم نحن بحاجةٍ إلى مزيد من البحث".ولكن ما هو حجم  هذه المساحة التي قام العلماء بتمشيطها بحثًا عن إشارات الراديو؟.

جنبًا إلى جنب مع زملائه، أنشأ كانوديا Kanodia إطارًا رياضيًا دقيقًا لتحليل عمليات البحث  السابقة التي قام بها معهد SETI . ونظر الباحثون في ثمانية معاييرَ منفصلةٍ، بما في ذلك مقدار المساحة التي قام التلسكوب بتمشيطها، وحساسية المرصد البحثي وقوة الإشارة المحتملة، وخلصوا إلى أنه من بين إجمالي مساحة البحث الممكنة التي يمكن أن تختبئ فيها الإشارة، فحصت عمليات البحث السابقة لـ SETI  ما يقرب من 5.8 ضرب 10 مرفوعة إلى سالب 18 (5.8 ∗ 〖10〗^(-18))، أو نحو جزء من كوينتيليون، من المساحة المتاحة، والتي هي في حدّ ذاتها مجرد جزءٍ ضئيل من النطاق الهائل من عرض النطاق الترددي المحتمل الذي يمكن أن يبحث فيه العلماء. 

تدعم النتائج أولئك الذين يجادلون بأن "الصمت العظيم" هو أمر مخادع ناتج عن محدودية استقصاءاتنا. وكتب الباحثون في الورقة البحثية: "قد تكون المنارات الراديوية الساطعة والواضحة شائعةً جدًا في السماء، لكننا لم نعرفها بعد، لأن كمالية بحثنا حتى الآن منخفضةٌ جدًا". وقال كانوديا بأن هناك مجالًا أكبر بكثير لتوسيع نطاق هذه الفحوصات، حيث أن بحوث معهد SETI تتجاوز الآن طول الموجات الراديوية. وتستهدف الدراسات الحديثة إشارات الحزم الضوئية كذلك، لأنه من الممكن للفضائيين الأذكياء أن يطلقوا نبضاتٍ ليزرية ضوئية قوية إلى الكون، إما كإشاراتٍ أو كطريقةٍ لدفع السفن الفضائية بين النجوم التي تدعمها أشرعة الشمس، ويأمل هو وزملاؤه أيضًا في نهاية المطاف في تحديد كمية بحوث SETI الضوئية التي أُجرِيَت حتى الآن. ومع ذلك، حتى إذا قمنا بالبحث عن الأطوال الموجية الضوئية والراديوية بشكلٍ كاملٍ، فمن شأن ذلك ألا يمثل سوى شريحةٍ صغيرةٍ من مساحة البحث المحتملة. 

وقال كانوديا بأنه على مدار تاريخ الكائنات الفضائية، ربما تكون الكائنات الفضائية قد أصدرت العديد من الظواهر التي لا يعرفها البشر، والتي يمكن لبعضها أن تكون فعالةً في توليد الإشارات. وأضاف: "في جميع الاحتمالات، لا يزال هناك الكثير من الفيزياء التي لم نفهمها أو نفك لغزها بعد، فإذا كنت تحاول التواصل مع رجل الكهف عبر جهازٍ لاسلكي، فإنك لن تتلقى أيّ ردٍّ". وقالت جيل تارتر Jill Tarter، وهي عالمة فلك ومديرةٌ سابقة لمركز أبحاث SETI والتي أجرت حساباتٍ مماثلةً في الماضي، أن النتائج مشجعة. واقترحت النتائج التي توصلت إليها أن إجمالي عمليات بحث SETI كانت شبيهةً بالنظر إلى كأسٍ يحوي مياهً بحرية واستنتاج أنه لا يوجد أسماك في المحيط. وقالت: "كنت سعيدةً لرؤية أنني كنت في الملعب الصحيح. إنه محيطٌ كبيرٌ للغاية، وحتى الآن، لم نتمكن من إجراء تحقيقٍ إلا في أجزاءٍ منه".