عدلي سعداوي: "موسوعة إفريقيا" تؤكد قدرة مصر على التواجد والإنجاز

توك شو

الدكتور عدلي سعداوي
الدكتور عدلي سعداوي


قال الدكتور عدلي سعداوي، عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، إن افتتاح الموسوعة الثقافية الإفريقية كان رائعًا، ويؤكد قدرة مصر على التواجد والإنجاز.

وأكد "سعداوي"، خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامية جيهان لبيب، ببرنامجها "90 دقيقة"، المذاع على فضائية "المحور" مساء الخميس، أن القارة الإفريقية هي القارة الشابة على مستوى العالم.

ولفت إلى أنه يوجد تنافس كبير على القارة الإفريقية من كل القوى الدولية، مشيرًا إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ستؤدي إلى ربط دول القارة، وأن الاستثمار في إفريقيا واعد.

وأوضح عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، أن إفريقيا واعدة في إنتاج الطاقة الشمسية والكهرومائية وفي العديد من المجالات الأخرى.

وفازت مصر برئاسة الاتحاد الإفريقي، وقال سفير مصر في إثيوبيا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الإفريقي أسامة عبد الخالق، بعد نهاية رئاسة مصر الحالية لمجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي في ديسمبر الماضي، إن القاهرة تستعد الآن لتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي الدورية من رواندا.

وأضاف عبد الخالق أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيتسلم في 10 فبراير المقبل من الرئيس الرواندي بول كاغامي رئاسة الاتحاد في عام 2019.

وأشار عبد الخالق إلى اهتمام مصر بمكافحة الإرهاب وطنيًا وإقليميًا ودوليًا، أثناء رئاستها لمجلس السلم والأمن، خاصةً أثناء الجلسات التي عقدها المجلس حول منطقة الساحل الإفريقي، والصومال، وحوض بحيرة تشاد، والتي أدان فيها المجلس الجرائم الإرهابية التي تقترفها جماعات بوكو حرام، والشباب وغيرها من التنظيمات الإرهابية في هذه المناطق من القارة الإفريقية.

وأكد أهمية التصدي بشكل فعال لتمويل الإرهاب وتجفيف منابع تجنيده وتسليحه ودعمه واحتضانه سياسيًا، فضلًا عن ضرورة دعم الدول الإفريقية التي تُواجه الإرهاب ومساندتها في مساعيها للقضاء عليه، والتضامن معها ومع شعوبها، بعد خسارتها أعداد من الضحايا من المدنيين أو من قوات إنفاذ القانون.

وأطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء برئاسة المهندس زياد عبد التواب، خلال مؤتمر صحفي عُقد، صباح اليوم، موسوعة "مختصر التاريخ العام لإفريقيا" والتي تم إعدادها بالتعاون والتنسيق مع دار ‏الكتب والوثائق القومية والمركز القومي للترجمة، بالمقر الرئيسي لمركز المعلومات.

وتهدف موسوعة "مختصر التاريخ العام لإفريقيا" إلى رصد تاريخ وثقافات الشعوب الإفريقية، وكذلك تطورات الإدارة في إفريقيا، ‏فضلا عن إبراز إسهام القارة في الحضارة الإنسانية، بشكل تاريخي ومحايد، وحظي المؤتمر الصحفي بحضور ومشاركة واسعة للفيف من الشخصيات العامة وأعضاء من مجلس النواب وخبراء ‏ومتخصصين وأكاديميين وباحثين، فضلا عن حضور مساعد وزير الخارجية ‏للشئون ‏الإفريقية، ورئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ومدير دار ‏الكتب والوثائق القومية، وكذا مدير المركز القومي للترجمة، بجانب ممثلين عن أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية.‏

وتتكون موسوعة "مختصر التاريخ العام لإفريقيا" من 4 كتب، يتناول الكتاب الأول 36 فصلا، بدأت بالمنهجية والكتابة التاريخية ثم بالمصادر المتنوعة والثقافات ‏الإفريقية والشعوب والجماعات واللغات الإفريقية وتاريخ بعض أقطار القارة القديم، مرورا بإفريقيا المسيحية ‏ثم دخول الإسلام وما ترتب على ذلك من آثار بأقاليم القارة، حتى القرن الحادى عشر الميلادي.‏

وأما الكتاب الثاني، فيتكون من تسعة وعشرين فصلا، تناول موضوعات تاريخ القارة منذ القرن الثاني عشر، ‏وحتى أواخر القرن التاسع عشر، وهى الفترة التى ظهرت فيها الممالك الإفريقية، فى أرجاء شتى من القارة،‏ وذلك فيما قبل التغلغل الاستعمارى الأوروبى بالقارة، وهي ذات الفترة التي شهدت اتصالا بالعالم الغربي، ‏وبدأت معها التبعية الأفريقية له، وأشكال الاستغلال للإنسان الإفريقي كسلعة تباع وتشترى في عصر تجارة ‏الرقيق عبر الأطلنطي، ثم الاحتلال الاستيطاني لأرض هذا الإنسان ومقدراته.‏

في حين جاء الكتاب الثالث في تسعة عشر فصلا تناولت تاريخ القارة فى العصر الإمبريالى خلال القرن التاسع ‏عشر، وهى الفترة التي شهدت أوج التوسع والاستغلال الغربى للقارة الإفريقية، والتقسيم الأوروبي بما أوتي من ‏قوة الآلة العسكرية أن يكسر جماح الإنسان الأفريقي المقاوم من الناحية العسكرية، وإن تنوعت أساليب المقاومة ‏الأخرى.‏

وأما الكتاب الرابع والأخير، فجاء فى واحد وثلاثين فصلًا تناولت تاريخ القارة منذ أوائل القرن العشرين، ‏وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهى الفترة التي يطلق عليها البعض عصر الاستغلال والحروب ‏والأيديولوجيات، ففيه وقعت حربان عالميتان، وفيه حركات التحرر الوطني الأفريقي، وفيه أيضا تطور لأيديولوجيات ‏الاحتكار والاستغلال الرأسمالية، التي تفننت في مبررات هذا الاستغلال لتغطية نفقات مصانعهم الحربية على ‏حساب الإنسان الأفريقى، وهو التحدي الكبير، الذي واجهه الأفريقى في شتى أرجاء القارة، باستجابة أكثر ‏صلابة وبروح أكثر تحررا حتى استشرت روح الخلاص من الأسر، فتوجت باستقلال القارة.‏

وجاءت الكتب الأربع في 3236 صفحة، من أصل المجلدات الثمانية البالغة 7216 صفحة، وهو ما يعني ‏أن لدى القارئ والمثقف العربي ما يقترب من 45% من حجم الموسوعة الأصلي، علما بأن اللجنة التي قامت بإعداد تلك الموسوعة قد راعت في عملها التزام الموضوعية في اختيار الفصول المقدمة، لتعبر عن ‏أنحاء القارة وشعوبها، وأكدت الموسوعة في نهايتها وحدة مسار التاريخ الأفريقي، بل ووحدة ‏المصير الأفريقي أيضا. ‏

جدير بالذكر أن الموسوعة الأصلية لـ"التاريخ العام لأفريقيا" قد ظهرت في طبعتها الأولى عام 1981 بواسطة منظمة اليونسكو، في ثمانية مجلدات وقد احتوى كل مجلد على قرابة ثلاثين فصلًا، وكتبت على أيدي المؤرخين الأفارقة الذين مثلوا جميع أقاليم القارة الخمسة تمثيلًا عادلًا، وقد طبعت المجلدات الثمانية طبعة رئيسية باللغات، الإنجليزية والفرنسية والعربية، وكذلك تم ترجمتها إلى لغات ‏أفريقية مثل السواحيلية والهوسا والبيول واليوروبا واللينجالا، في حين اتسم منهج الموسوعة، بالجمع بين عدة تخصصات علمية، وتميز بتعدد الرؤى النظرية وتنوع المصادر ‏التاريخية، الأمر الذي أثرى العمل العلمي بعدد كبير من البحوث المتنوعة، كانت إضافة سار عليها كثير ‏من الباحثين المتخصصين في الشأن الأفريقي، وأضافت كثيرا مما كان مجهولا أو ملتبسا عليهم، حتى باتت الموسوعة تمثل أحد المراجع الأساسية للتعرف على التراث ‏الثقافي الأفريقي، وإبراز إسهام القارة فى الحضارة الإنسانية، وتعد أيضًا سجلًا كاملًا للحياة الأفريقية منذ أقدم ‏العصور وحتى تسعينيات القرن العشرين فى آخر طبعاتها.