مصطفى محمد يكتب: مزرعة أسباير.. فقاعة قطرية

ركن القراء

بوابة الفجر


عزيزي القارئ.. يقول غاليليو عالِم الفلك والفيلسوف الإيطالي:
«الحقائق سهلة الفهم عندما يكتشفها المكتشفون، ولكن المهم ان تكتشفها أنت»
فبعد 15 عامًا على تدشين مزرعة أسباير، أين هي المواهب القطرية؟!
خطة أنفق عليها مليارات الدولارات ولم تنتج لنا لاعبين أو مدربين أو إداريين أو كوادر قطرية قادرة على رفع علم دولتها شامخًا!
باستثناء محمد بن همام، المبعد مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، لأنه مايسترو ملفات الرشوة المباشرة التي جلبت لقطر مونديال 2022.
وقرينه ناصر الخليفي، مهندس صفقات اللعب المالي غير النظيف في باريس سان جيرمان، وفقًا لتقرير لجنة الرقابة المالية التابعة للاتحاد الأوروبي،
والتي تحرم الإنفاق بشكل أكبر من الإيرادات، وهي سياسة تهدف لمنع أصحاب الثروات من محاولة شراء النجاح والألقاب، وقبل كل شيء منع تشويه منظومة القيم الأخلاقية للرياضة.
وللمفارقة فنفس الشخص هو بطل التحقيقات التي تجرى بمعرفة السلطات السويسرية فيما يتعلق بحقوق بث بطولات كأس العالم، وعلاقته الأخوية الوثيقة بالفاسد جيروم فالك أمين عام الفيفا السابق.
ولا يخدعنا اختياره عضوًا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، لانها جاءت كممثل للأندية من قبل رابطة الأندية الأوروبية، ليس أكثر.. وليس لها علاقة لا بالكفاءة ولا بالنزاهة.
خداع بصري
كم كنا نتمنى لقطر أن تبني مشروع نهضتها بسواعد أبنائها وبأهداف نبيلة وطرق مشروعة لخدمة نفسها أولًا، ثم لصالح أشقائها ومحيطها العربي.
ساذج من يظن أن الأمر رياضي فقط!
للآسف ما تقوم به ( قطر ) سياسيًا ورياضيًا لا يعدو سوى كونه بالونة ممتلئة بالهواء الفاسد، بدعم وترويج من آلة إعلامية جبارة محتكرة لإشارة البث، تقلب كل الحقائق وتوظفها لخدمة هذا المسخ، المسمى مشروع رياضي.
وتأتي هذه الفقاعة القطرية مستخدمة للدعاية المضللة في محاولة لتقديم قطر على أنها نموذج ناجح، يتم استثماره كنقطة استقطاب مغناطيسية تلعب على عاطفة شعوب المنطقة بشعارات براقة، حق يراد به باطل.
لخدمة أجندة وأطماع لقوى إقليمية غاشمة غيرعربية تستهدف فرض سيطرتها ونفوذها علينا والسطو على ثرواتنا ومقدراتنا.
والتاريخ يخبرنا أن أول من يضحي به الغزاة، هم من ساعدوهم على إخوانهم.
أنا لست هنا بصدد التنظير مع أو ضد قضية التجنيس، التي تحكمها قوانين الفيفا،
ولكن الهدف هو الدراسة التحليلية العميقة والفهم الصحيح لتجارب الآخرين في اكتشاف المواهب الرياضية، وتوسيع القاعدة بمنتج وطني عالي الجودة عن طريق مشاريع جادة.. وليس أوهام تخضع لأجندات مشبوهة.