متخصص في الشأن الإيراني يكشف كواليس مؤتمر "وارسو"

عربي ودولي

بوابة الفجر


قال أحمد قبال المتخصص في الشأن الإيراني، إنّ القرار الأمريكي بعقد مؤتمر للشرق الأوسط في العاصمة البولندية وارسو، يثير العديد من التساؤلات، لا سيما أنه من المعروف أن بولندا ليس لديها اهتمام كبير بقضايا الشرق الأوسط، لكن يبدو أن وارسو العضو الفاعل في حلف شمال الأطلسي، ويُرجح أن يكون هناك تقارب بين المواقف الأمريكية البولندية أثناء المؤتمر.

وأشار قبال في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أن البولنديين يأملون في إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية كاملة في بلادهم، ومن ثم فإن اختيار وارسو لعقد مؤتمر الشرق الأوسط يعد قراراً دبلوماسياً رائعاً بالنسبة للبولنديين.

وأضاف: "كما يبدو فقد توسعت أجندة المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 60 دولة، ما بين عربية وأوروبية لتشمل اجتماع على المستوى الوزاري الهدف منه الترويج لمستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، ولم يرد اسم إيران في جدول أعمال المؤتمر بعد أن توسع ليشمل بعض القضايا العامة مثل تحديات الأوضاع الإنسانية، وأوضاع اللاجئين، والحد من انتشار الصواريخ، وتهديدات القرن الحادي والعشرين مثل القرصنة الإلكترونية والإرهاب، وبينما يخلو جدول الأعمال من قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يحضره من يمثل السلطة الفلسطينية نظراً لمقاطعتها الإدارة الأمريكية".

وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يمهد لتقارب وتنسيق عربي أوسع وأشمل مع بعض الدول العربية، التي تدخل ضمن مظلة تحالف عربي إسرائيلي مزمع، لمواجهة النفوذ والتغلغل الإيراني في المنطقة، وهو التحالف الذي تتطلع إليه إسرائيل لتفعيل دور شراكة وتعاون مع أطراف عربية، في إطار التصدي لعدو مشترك (إيران)، مع التغاضي عن سجل ضخم من الجرائم الإسرائيلية والحقوق الفلسطينية المسلوبة.

واستطرد قائلا: المؤتمر رغم ما تم الترويج له بشكل مكثف بوصفه مؤتمر شامل لجميع قضايا الشرق الأوسط، والتهديد الإيراني بوجه خاص، لا يحظى بإجماع عربي ويمثل في الغالب مقدمة لتكوين رأي عام أوروبي للضغط على أطراف أوروبية، تسعى لإنقاذ إيران من آثار العقوبات الأمريكية، ولتقديم الدعم إلى المعارضة الإيرانية، والعمل على تغيير النظام الإيراني من الداخل عبر بوابة الاحتجاجات والتظاهرات.

وبيّن أن إيران تصر على مواصلة نفوذها الإقليمي وتدخلها المباشر والغير مباشر في سوريا واليمن والعراق ولبنان، والسعي لتطوير برامجها الصاروخية، فيما ترى المؤتمر بأنه خطوة أمريكية معادية مدعومة من حلفاء إقليميين لزعزعة الأمن والاستقرار في إيران، وتتهم المشاركين في المؤتمر بالتخطيط لاستهداف إيران خاصة بعد الحادث الذي تعرض له عناصر الحرس الثوري بالأمس.