"الطلاق أزمة جيل".. أسبابه وتداعياته على المجتمع

طلاب وجامعات

أحمد كريمة
أحمد كريمة


نظمت أسرة "من أجل مصر المركزية" اليوم  ندوة دينية بعنوان: "الطلاق أزمة جيل" الأسباب، المشكلات، طرق المواجهة وذلك تحت رعاية الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان.
 
وحاضر في الندوة فضيلة العلامة الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وبحضور الدكتور جمال شفيق أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس وأمين لجنة قطاع الطفولة  بالمجلس الأعلى  للجامعات  الدكتور جمال شكري مستشار رئيس الجامعة ، الدكتور يسري شعبان عميد كلية الخدمة الاجتماعية ورائد أسرة  من اجل مصر ، الدكتور سهير عبد السلام عميد كلية الآداب.

وبدأت الندوة بدقيقة حداد علي أرواح شهداء الوطن في الحادث الإرهابي الغادر في منطقة الدرب الأحمر، حيث أكد الدكتور ماجد نجم علي الدور الفعال لهذه الندوات في توعية الشباب من الجانب الديني وخاصة فيما يخص قضية الطلاق من الناحية الدينية في ظل الزيادة فى نسب الطلاق فى المجتمع في السنوات الأخيرة تزامنا مع التطورات التكنولوجية والانفتاح على العالم الافتراضي.

وأضاف أن أسباب  الطلاق في مصر هو عدم الالتزام بالأحكام الدينية والشرعية وسوء الاختيار بين الزوجين، والزواج المبكر وقلة التواصل بين الطرفين، الخيانة الزوجية، الاهانة، الفرق في السن بين الزوجين  وعدم التكافئ، الإدمان، سوء استخدام وسائل الاجتماعي، الاضطرابات النفسية، عدم الإيمان باستمرارية الزواج وكثرة الشكاوي .

وبدأ الدكتور أحمد كريمة كلمته بالتأكيد على أنه لابد من التفرقة بين الجهاد والفساد في الأرض فالجهاد  يقوم به أبناء جيشنا وشرطتنا البواسل أما غير ذلك من حمل سلاح والاعتداء على الأمن والمجتمع فهو خروج عن الإسلام، مؤكدا أن مصر آمنة في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ونحن جميعا نلتف حول جيشنا وشرطتنا وستظل مصر بمسجدها وكنيستها في امن وأمان.


وأوضح الدكتور أن  ابغض الحلال عند الله الطلاق فالزواج ميثاق غليظ والأصل هو استقرار الحياة الزوجية، وهناك فرق بين صيغ إيقاع الطلاق والحلف بالطلاق فهناك رجال يحلفون به دون النية بالطلاق وهو ما يعد مرض اجتماعي خطير لا يفعله إلا الفساق وفاقدي المروءة والعدالة وليس له علاقة بالطلاق.

 وأكد سيادته أن هناك أمران يسببان  الطلاق وهما النشوذ والشقاق والنشوز هو استعلاء المرأة عن طاعة زوجها والرجل عن حسن عشرة زوجته، والشقاق هو وصول المرأة والرجل إلى حالة لا يمكن المداواة بعدها ويعد الطلاق هو الحل النهائي وقتها.

  وأضاف الدكتور أن الإسلام وضع  خطوات للحل قبل الطلاق وهي الهجر في المضاجع و الضرب الرمزي غير المبرح بالسواك  ثم حكم من أهله وأهلها، مختتما كلمته بعبارة استوصوا بالنساء خيرا ثم قام بوقفة إجلال لجيش مصر وشرطتها ومسجدها وكنيستها مرددا عبارات تحيا مصر.

وتحدث الدكتور جمال شفيق خلال كلمته عن ظاهرة الطلاق في مصر من منظور علم النفس الاكلينكي، مؤكدا أن الحياة الزوجية ماهي إلا نعمة أنعم الله بها على الزوجين ولكن أحيانا تحل المشكلات والكراهية والعنف بدلا من السكينة والمودة والرحمة وهنا يكون الفراق أولى والطلاق هنا للحفاظ علي المجتمع  لوقف نزيف الصراعات المزمنة.

 ثم انتقل  للحديث عن  إحصائيات الطلاق ومؤشراتها ودلالتها في مصر فتأتي مصر في المرتبة الأولى عالميا بنسبة ٤٤٪  بحيث يحدث طلاق كل ثلاث دقائق وهذا يعد تضخم كارثي يهدد كيان المجتمع وأمنه واستقراره ويكلف الدولة أعباء اقتصادية ضخمة، مضيفا أن هناك أضرار نفسية واجتماعية تترتب علي الطلاق وتتمثل في هدم الأسرة وتدميرها وحدوث مشكلات مباشرة بين الزوجين  والأبناء وهذا يؤدي إلي ارتفاع درجة القلق والاكتئاب والحزن وازدياد مشاعر الوحدة النفسية والشعور بالإحباط والتذبذب في اتخاذ القرارات والشعور بالفشل والنظرة السلبية في المستقبل وهذا  يؤثر بدوره بالضرورة  على المجتمع بأكمله.

وفي ختام الندوة فتح سيادته باب الحوار مع الطلاب واستمع إلى جميع أسئلتهم وأجاب عليها بمنتهى الموضوعية، حيث أشاد  بأفكار طلاب الجامعة  التي تتسم بالعمق والدقة والأهمية.