القادة يبحثون إرساء الأمن.. قضايا العالم على مائدة القمة العربية الأوروبية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نشاطه اليوم، على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، حيث استقبل العديد من رؤساء الدول، وتبادل  معهم وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية، فضلاً عن مطالبة دول العالم بالتصدي لدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية.

 

ويفتتح الرئيس السيسي مساء اليوم الأحد، بمدينة شرم الشيخ أول قمة على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية؛ لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.

 

وتنطلق أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى تحت شعار "في استقرارنا نستثمر" برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، وتستمر لمدة يومين بمشاركة عربية وأوروبية عالية المستوى.

 

مطالبة دول العالم بالتصدي لدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية

 

واستقبل الرئيس السيسي صباح اليوم دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقًا لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف، مؤكدا في هذا الإطار أهمية التصدي لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية.

 

وأكد الرئيس السيسي، المكانة المهمة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط.

 

عمق ومتانة العلاقات المصرية العراقية

 

واستقبل الرئيس السيسي، برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية، وجدد التهنئة للرئيس العراقي، على توليه مهام منصبه في أكتوبر الماضي، وذلك عقب الانتهاء من الانتخابات التي جرت وسط أجواء تسودها الديمقراطية والشفافية، وعكست إيمان جميع أطياف الشعب العراقى بأهمية استكمال كافة استحقاقات العملية السياسية فى البلاد، بما يلبى طموحات وتطلعات أبناء الشعب العراقي نحو حاضر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء-وفق ما قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية-.

 

وأعرب الرئيس عن اعتزازه بعمق ومتانة العلاقات المصرية العراقية، والتي تعززها أواصر المصاهرة والتفاعل المجتمعي بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً حرص مصر على الدفع بأطر التعاون الثنائي مع العراق الشقيق نحو آفاق جديدة ومتنوعة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وفقاً لاحتياجات الشعب العراقي، خاصةً ما يتعلق بجهود إعادة إعمار العراق.

 

وأكد الرئيس في هذا الصدد أيضاً ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، والتي تتمحور أبرزها حول دعم وحدة العراق وسيادته على كافة أراضيه، مشدداً على ثقة مصر فى قدرة المؤسسات الوطنية العراقية على تجاوز كافة العقبات وتشكيل حكومة تمثل كافة أطياف الشعب العراقي وتعكس الهوية الوطنية العراقية، بما يسهم في تركيز الجهود على تحسين الظروف المعيشية للمواطن العراقي، ويحافظ على أمن واستقرار العراق للحيلولة دون عودة ظهور التنظيمات الإرهابية.

 

تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية

 

من جانبه، أشاد الرئيس العراقي بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، معرباً عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، ومؤكداً حرص العراق على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب والاستفادة من الكفاءات المصرية فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، كما ثمن الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، معتبراً إياها نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.

 

وأضاف "راضي" أن الرئيسين  تبادلا كذلك وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار.

 

مباحثات "مصرية- سعودية"

 

كما استقبل الرئيس السيسي مساء أمس، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، حيث عقد الزعيمان لقاءً ثنائيًا تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين. ورحب الرئيس بزيارة العاهل السعودي ضيفًا عزيزًا على مصر، لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط العديد من التطورات المتلاحقة، معربًا سيادته عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا لشخص جلالة الملك وللأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، ومؤكدًا أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بينهما حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الإستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.

 

من جانبه؛ أكد الملك سلمان أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعمًا لأطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، موضحًا تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة زخمًا إلى الروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي.

 

الجهود المصرية

 

كما أشاد العاهل السعودي بالجهود المصرية التي أفضت إلى تنظيم القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، والتي من شأنها أن تساهم في تعظيم آليات التشاور المتبادل بين العالمين العربي والأوروبي فيما يخص التهديدات المشتركة المتصاعدة.

 

وتناولت المباحثات سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلًا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.

 

مواصلة بذل الجهود المشتركة

 

كما تطرقت المباحثات كذلك إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا وأمن البحر الأحمر والقضية الفلسطينية، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على مواصلة بذل الجهود المشتركة سعيًا نحو التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية، لا سيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة تكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.