الهند وباكستان.. وساطات دولية لمنع حرب شاملة بين الجارتين النوويتين

عربي ودولي

رئيس الوزراء الهندي
رئيس الوزراء الهندي ونظيره الباكستاني


مرة أخرى عاد الصراع بين الهند وباكستان إلى الواجهة، وكالعادة تطغى قضية كشمير على المشهد، حيث أعلنت الهند الثلاثاء شنها غارات جوية ضد معسكر لـ"جيش محمد" داخل الأراضي الباكستانية، بعد الهجوم الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 41 عسكريا هنديا في إقليم كشمير في 14 فبراير الجاري وتبنته هذه الجماعة، ليتبع ذلك إعلان باكستان إسقاطها مقاتلتين هنديتين اخترقتا أجواءها، وأسرها طيارين اثنين، وكما أعلنت الخارجية الهندية أنها أسقطت مقاتلة تابعة للقوات الجوية الباكستانية، وفقدت بدورها مقاتلة من نوع "ميغ-21" أسقطها الجيش الباكستاني.

 

وسارعت العديد من الدول للتهدئة بين الجانبين كان على رأسها السعودية وأمريكا وروسيا والصين وغيرها، خوفا من تفاقم الأمور ووصولها إلى مرحلة الحرب الشاملة وخاصة بين دولتين نوويتين، مما يهدد السلم والأمن العالميين، لتقوم كل دولة بالدعوة إلى الحوار والتهدئة لكي لا يتجدد تاريخ المواجهات السابقة بين الطرفين كانت آخرها الحرب الباكستانية الهندية عام 1971.

 

السعودية تبعث بوزير خارجيتها لنزع فتيل الأزمة

أعلن وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي أن نظيره السعودي إبراهيم العساف سيصل إلى باكستان، حاملا رسالة خاصة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي زار باكستان والهند في وقت سابق من هذا الشهر.

 

وكما أشار قريشي، إلى أن بلاده مستعدة لإعادة الطيار الهندي الذي تم القبض عليه هذا الأسبوع بعد إسقاط طائرته من قبل سلاح الجو الباكستاني، "إذا كان ذلك سيساعد في تخفيف التوتر الأخير مع الجارة الهند".

 

أمريكا تدعو الهند وباكستان إلى ضبط النفس

ودعت الولايات المتحدة، كل من الهند وباكستان إلى ضبط النفس بعد زيادة حدة التوتر بينهما خلال الأيام الماضية نتيجة تبادل إطلاق النار عبر الحدود في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "نحض الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس وتجنب التصعيد بأي ثمن"، مشيرا إلى أنه تباحث هاتفيا مع نظيريه الهندي والباكستاني بشأن التصعيد العسكري الأخير بين دولتيهما.

 

وساطة روسية لمنع الحرب

وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أجريا اتصالا هاتفيا، عبر خلاله بوتين عن أمله بتسوية الأزمة بين الهند وباكستان في أسرع وقت ممكن.

 

وأعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، موافقة إسلام آباد على عرض وساطة روسي في تسوية الأزمة مع الهند.

 

وجاء تصريح قريشي ردا على كلام نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس، عبر فيه عن استعداد موسكو لتقديم ساحة تفاوض للهند وباكستان في حال أبدتا رغبتهما في ذلك.

 

وقال قريشي: "لافروف عرض الوساطة، لا أعرف ماذا عن الهند، لكني أريد أن أقول لروسيا، إن باكستان مستعدة للجلوس إلى مائدة المفاوضات لتخفيف حدة التوترات".

 

الصين تجدد دعوتها إسلام آباد ونيودلهي لوقف التصعيد

وأعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن قلق بلاده إزاء التوتر بين إسلام آباد ونيودلهي، داعيا الهند وباكستان إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.

 

وأعرب وانغ في اتصال هاتفي مع نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي عن "قلقه العميق" للمواجهة الجوية بين البلدين مؤخرا، وأمله في أن يتحلى البلدان "بضبط النفس وينفذا التزاماتهما بصدق لمنع تدهور الوضع".

 

ألمانيا تدعو الهند وباكستان إلى التعقُل بعد تصعيد الصراع العسكري بينهما

ودعا وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الهند وباكستان إلى التعقل بعد تصعيد الصراع العسكري بين القوتين النوويتين.

 

وخلال زيارته لمدينة جاو المالية، قال الوزير الألماني الأربعاء :" نأمل في ألا يؤدي ذلك إلى تصعيد"، ودعا باكستان إلى التصدي بشكل صارم للمنظمات الإرهابية.

 

ومن جانبها، قالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية اليوم إن الوزارة تراقب التوترات بين البلدين بقلق كبير مشيرة إلى أن المواجهة تهدد السلام والاستقرار.

 

بريطانيا قلقة بشأن التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الأربعاء إن بريطانيا قلقة بشدة بشأن التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان، وحثت الطرفين على ضبط النفس.

 

وأوضحت ماي للبرلمان: "المملكة المتحدة قلقة بشدة بشأن التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان وتدعو الطرفين بشكل عاجل لضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد".

 

وأضافت "نجري اتصالات منتظمة مع البلدين ونحث على الحوار والحلول الدبلوماسية لضمان الاستقرار الإقليمي، نعمل عن كثب مع شركاء دوليين، بما في ذلك العمل من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لتخفيف التوترات".

 

فرنسا تدعو إلى خفض التصعيد

وأعربت باريس، الأربعاء، عن بالغ قلقها لتدهور الأوضاع في منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، داعية الجانبين إلى العمل على خفض التصعيد، وتأمين سلامة المواطنين الفرنسيين.

 

وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، آنييس فان دور مول، في بيان، "جرت عمليات عسكرية على الحدود الهندية الباكستانية هذا الصباح وفرنسا قلقة من تدهور الأوضاع. نحن ندعو كل من باكستان والهند لخفض التصعيد".

 

وذكرت فان دور مول، أن وزارة الخارجية الفرنسية "تتابع الوضع عن كثب حيث تنشط سفارتا فرنسا في نيو دلهي وإسلام آباد لتأمين سلامة المواطنين الفرنسيين هناك".