جنون الحرب.. فورين بوليسى: الإعلام الهندى متعطش للدماء

عربي ودولي

مذيع هندى
مذيع هندى


قالت مجلة فورين بوليسى" الأمريكية، إنّه إذا نجحت الهند وباكستان في حل نزاعهما، فلن يكون ذلك بفضل وسائل الإعلام الهندية.


وفى تقرير للمجلة الأمريكية، اليوم السبت، بعنوان "الإعلام الهندى وجنون الحرب"، أوضحت أنّ "الإعلام الهندى يعتقد أنّ الحرب تساوى التصنيف"، وأنّ الصحافة تتخذ مقعدها الخلفي للشوفينية "المغالاة فى الوطنية".

 

ومنذ الهجوم الانتحاري في بولواما، بكشمير التابعة للهند، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 جنديا من القوات شبه العسكرية الهندية في 14 فبراير، كانت شبكات الأخبار التلفزيونية الهندية متعطشّة للدم، كما كان حال المواطنون العاديون على وسائل التواصل الاجتماعي، ونفذ الهجوم انتحاري من جماعة "جيش محمد" المتمردة، التي تلوم الهند باكستان على إيواؤها ورعايتها.

وبعد الهجوم، صاح "أرنا جوسوامي"، وهو مذيع إخباري مشهور، قائلاً :"نريد الانتقام، وليس الإدانة.. لقد حان الوقت للدماء، دماء العدو".

حتى أن زوجة أحد الجنود القتلى، ميتا سانترا، تعرضت للهجوم على الإنترنت عندما تساءلت عن الفشل في منع الهجوم، ودعت إلى الحوار السلمي مع باكستان، ووصفها البعض بالجبانة، وافترض آخرون أنها لا تحب زوجها.

 

ومع ذلك، فإن الجنرالات المتقاعدين والدبلوماسيين الذين علّقوا على هذه القضية لم يكونوا قريبين من مقترح الحرب، مما يثبت أنّ من لا يتمتعون بخبرة في الحرب، أكثرهم حماسة بشأنها.


 ومضى وقت طويل منذ أن خاضت الهند حربًا كاملة، بدلاً من التعامل مع التمرد والهجمات المسلحة، ويبدو أن عدم الخبرة قد ترك جيلاً من الهنود الذين لديهم أفكار خاسرة بشكل خطير حول أمجاد المعركة والانتصار.


وتابعت المجلة:" كانت تلك الردود جزءًا من الشوفينية، التي يسيطر بشكل روتيني على الخطاب العام في الهند، مما يعمل على تأجيج التوتر في الوقت الذي يحجب فيه قضايا أكبر من الاستخبارات العسكرية والاستراتيجية والموارد.

وعبر الحدود في باكستان، تظهر ديناميكيات مماثلة، لكنها الهند التي لديها اليد السوطية العسكرية، وحيث يمكن أن تبرهن الشوفينية على أنه أمر خطير للغاية.

وخلال الأيام الأخيرة، تصدر هاشتاج "ضربة خاطفة" و"الثأر لبولوما" فى موقع التواصل تويتر، والذي يشير الأخيرة إلى المناوشة الأخيرة بين البلدين في عام 2016، مع تصاعد القوات الجوية للجانبين هذا الأسبوع.

ولم تكن المراسلين الإخباريين التلفزيونيين مختلفين عن بعضهم بعضاً مع ضربهم التنافسي لأسطوانة الحرب، حتى أنّ أحدهم كان يرتدي زيا عسكريا للجيش وحمل بندقية لعبة، مما وصفتهم بأصوات أكثر اعتدالا بأنها "معادية للقومية".

وفي الهند، غالبا ما تستخدم لغة التخوين، والسؤال عن الوطنية أو الولاء لشخص ما، وخاصة استهداف اليساريين أو نشطاء السلام، وافترض أحد المغردين على تويتر، أن أولئك الذين لم يدعموا تحركات الحكومة الهندية كانوا "خونة".


وبصرف النظر عن الخسائر في الأرواح، فإن تلك الصراعات لها آثار حقيقية على الحياة اليومية والتجارة حتى في بقية أنحاء البلد.

وفي عام 1965 كان هناك تقنين في جنوب الهند، كان هناك انقطاع التيار الكهربائي وحظر التجول، مع استمرار دوى صفارات الإنذار والتدريبات، كما ذكرت تقارير صحفية فى ذلك الوقت، وكتب أحد الهنود الذي كان تلميذاً في ذلك الوقت أثناء حرب "71": "في ظل هذا التبجح الصبياني، كنا نخاف جميعاً بشكل مروع.

 

وأضافت المجلة الأمريكية، أنّ الاستناد إلى العاطفة أمر خطير، ومما يبعث على القلق بشكل خاص الطريقة التي ساهمت بها وسائل الإعلام الهندية، وخاصة التلفزيون، في هذا الضغط، حيث لم تكن على قدر المسؤولية الصحفية، ورددت بشكل هستيرى لغة الحرب.

وتخلى صحفيون رفيعو المستوى عن أي تظاهر بالموضوعية، حيث قاموا بتغريد دعمهم للهجوم الانتقامي للهند، وقال غوراف ساوانت، أحد مذيعي الأخبار التلفزيونية، إنه يتوجب على الهند القصف مراراً وتكراراً.