في عيد ميلاد "بوتفليقة".. لماذا تظاهر آلاف الجزائريين ضده؟

تقارير وحوارات

بوتفليقة
بوتفليقة



يعتبر التمسك بكرسي السلطة أحد أبرز سمات عهد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حيث لم يرضخ لسوء حالته الصحية ويعلن تخليه عن السلطة، بل أصر على استمراره في الحكم على الرغم من مرورة بوعكة صحية خطيرة عام 2005،  وحتى بعد اصابته بجلطة دماغية في أبريل عام 2013، عاد بعد تجاوز الأزمة في يوليو 2013 بعد أن أقعده المرض واضطره للتنقل بكرسي متحرك، واعتبرت بعض فصائل المعارضة أن استمرار بوتفليقة في الحكم رغم تدهور حالته الصحية إلى هذه الدرجة مخالفة دستورية، إلا انه ظل حتى ترشح لولاية خامسة، في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل المقبل.

ونقل بوتفليقة الأسبوع الماضي إلى سويسرا لإجراء "فحوصات طبية اعتيادية"، ومن المفترض أن يعود إلى البلاد يوم الأحد القادم ليمثل أمام الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات والتقدم بأوراق ترشحه. وفي المقابل، تشكك المعارضة في قدرة بوتفليقة على إدارة شؤون البلاد نظرا "لحالته الصحية المتردية"، وتطالب منذ سنوات بتنحيه عن السلطة وتنظيم انتخابات مبكرة.

وتزامنًا مع ذكرى ميلاده اليوم، تستعرض "الفجر"، أهم المحطات في حياة "بوتفليقة"، ولماذا تظاهر آلاف الجزائريين في مختلف أنحاء البلاد ضده، خلال السطور التالية.

ولد عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من مارس 1937 لأب وأم جزائريين، في مدينة وجدة المغربية، عاش وترعرع فيها إلى أن أنهى دراسته الثانوية، وفي عام 1956، تخلى عن الدراسة ليلتحق بجيش التحرير الوطني وهو في سن التاسعة عشرة، والتحق  بصفوف جيش التحرير الجزائري، وتدرج في المناصب العسكرية حتى تم إلحاقه بهيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب ثم بهيئة قيادة الأركان ثم هيئة الأركان العامة، وفي عام 1960 وفد إلى الحدود الجنوبية لقيادة "جبهة المالي".

شغل عدة مناصب سياسية
بعد الاستقلال عن فرنسا في 1962، شغل بوتفليقة عدة مناصب سياسية منها وزارة الشباب والرياضة ووزير الخارجية، وبعد مشاركته في الانقلاب الذي قاده هواري بومدين على الرئيس أحمد بن بلة، أصبح عضوًا لمجلس الثورة تحت رئاسة بومدين، وبعد وفاة بومدين غادر الجزائر على خلفية اتهامات باختلاس مبالغ طائلة، ثم عاد مرة أخرى للجزائر عام 1989 لينتخب عضوًا للجنة المركزية.

رئاسة الجمهورية
أثار إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية في ديسمبر 1998 جدلًا بسبب تواجده فترة طويلة خارج البلاد، واعترضت فئات كثيرة من الشعب على هذه الخطوة وهو ما ظهر في انسحاب جميع المرشحين المنافسين له. وفاز برئاسة الجمهورية بنسبة 79 في المئة من أصوات الناخبين، بدعم من الجيش وحزب جبهة التحريرالوطني.

وفي أبريل 2004، فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة، واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس. وحصل بوتفليقة على 84.99 في المئة من أصوات الناخبين بينما حصل بن فليس على 6.42 في المئة. ثم انتُخب بوتفليقة لولاية ثالثة في أبريل 2009، بأغلبية 90.24 في المئة. وجاء ذلك بعد تعديل دستوري عام 2008، ألغى حصر الرئاسة في ولايتين، ولقي التعديل انتقادات واسعة، واعتبره معارضوه مؤشرا على نيته البقاء رئيسا مدى الحياة، وعلى تراجعه عن الإصلاح الديمقراطي، و ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة عام 2014، وفاز بها بنسبة 81.53 في المئة من الأصوات، بعد حملة انتخابية أدارها بالنيابة عنه أعضاء الحكومة ومسؤولون حزبيون.

مظاهرات ضد ترشحه لولاية خامسة
وعقب ترشحه في الانتخابات المقبلة، نزل عشرات الآلاف أمس إلى الشوارع في مختلف أنحاء الجزائر للتعبير عن رفضهم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، واتسمت أغلب المظاهرات عبر البلاد بالسلمية، إلا أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق عدد كبير من المتظاهرين تجمعوا أمام مقر الحكومة في العاصمة، ما أسفر عن وقوع 63 جريحا بينهم 56 شرطيا وتوقيف 45 شخصا، وفق ما نقل التلفزيون الجزائري العام عن الشرطة.