وزير الآثار: لأول مرة مقبرة كوم الشقافة جافة منذ ١٠٠عام

محافظات

وزير الآثار
وزير الآثار


أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أنه لأول مرة سيكون المستوى الأخير لمنطقة كوم الشقافة الآثرية جاف من المياه الجوفية منذ عام ١٩٠٠ عقب بدء العمل في سحب المياه الجوفية في المنطقة بمنحة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيمة ٥.٧ مليون دولار.

ورحب وزير الآثار، بمحافظ الإسكندرية عبدالعزيز قنصوة، وبتوماس بلبرجر ممثل السفير الأمريكي في القاهرة، وبنواب الشعب، وبالسادة مسؤولي الآثار في الإسكندرية.

وقال العناني نحتفل اليوم بإتمام مشروع تخفيض المنسوب في كوم الشقافة بعد استمرار هذه المشكلة لمدة 100 عام.

وذكر أن منطقة كوم الشفافة هي أثر فريد يعاني من المياه الجوفية، وأنه في منتصف التسعينات قد بدأت المرحلة الأولى لكن المشروع لم يتم، وعادت المياه مرة أخرى، عقب تحليل المياه قد جاءت أنها خليط من مياه ترعة المحمودية وفواقد مياه الأمطار والشرب.

كما أوضح العناني أن المشروع بدأ في نوفمبر ٢٠١٧ بإنشاء ٦آبار عميقة عبر خطوط طرد، مبنى تحكم، ومولد كهربائي وإنشاء مخرج للمياه في ترعة المحمودية.

ويفتتح اليوم الأحد الدكتور خالد عناني وزير الآثار برفقة الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الإسكندرية المرحلة الثانية من سحب المياه الجوفية في منطقة آثار كوم الشقافة بحي كرموز غرب الإسكندرية.

كما سيعلن انتهاء مشروع ترميم مقابر كوم الشقافة، بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية، كما سيقوم وزير الاثار بتفقد آخر مستجداد أعمال ترميم وتطوير المتحف اليوناني الروماني بالاسكندرية.

وذلك بحضور القائم بأعمال السفير الإمريكي في القاهرة  ستيفن بيكروفت، وومثلو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، وقيادات وزارة الآثار.

وقال عبد العال سعد مدير أثار منطقة كوم الشقافة في تصريح سابق ل"الفجر" المرحلة الثانية للمقبرة الأثرية بمنحة من الوكالة الإمريكية للتخلص من المياه الجوفية، واكتشاف اعماق جديدة بداخل المقبرة، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى لمقبرة كوم الشقافة قد بدأت عام 1985، وهو مشروع سحب المياه الجوفية، وتثبيت منسوب المياه في الدور الثاني.

أما المرحلة الثانية التي بدأت في أغسطس 2018، وهي أول عملية سحب المياه الجوفية في الدور الثاني، والوصول إلى دور ثالث جديد من المقبرة، لم يتم اكتشافه من قبل، وأن ذلك الدور الجديد سيصل من نحو 20 متر في العمق إلى 42 متر جديد في الأعماق، وسيتم وضع في تلك الدور الجديد طلمبات غاطسة، لسحب المياه، وسيتم إلقائها إلى ترعة المحمودية عبر خط طرد يصل إلى الترعة، وبالتالي سيتم الوصول إلى الدور الثالث الجديد في عمق المقبرة، وهو كما وصفه"أرض بكر".

ويذكر أن منطقة كوم الشقافة، والتي تقع بحي كرموز غرب الإسكندرية، أطلق عليها هذا الاسم إحياءً للاسم اليوناني القديم "لوقوس كيرامايكوس"، وبسبب كثرة البقايا الفخارية وكسرات الالخزف والشقف التي كانت تتراكم في هذا المكان.

وتقع كوم الشقافة في المنطقة التي قامت فيها قرية راكوتيس وهو الإسم الذي عرفت به عند الرومان وذلك إحياءً للاسم الفرعوني القديم "ra-gadit"، كما هو مذكور في نقش هيروغليفي من عهد بطليموس الأول.

أما مقابر كوم الشقافة الأثرية، فترجع أهميتها نظرا لأتساعها، وكثرة زخارفها، وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة علي اختلاط الفن المصري القديم، بالفن الرماني في الإسكندرية، وأروع نماذج العمارة الجنازية في الأسكندرية.

والجبانة من نوع الكاتا كومب، وهو نوع من المقابر انتشر في القرون الثلاثة الأولى الميلادية، وجبانة الكاتا كومب هي الجبانة الرئيسية في منطقة كوم الشقافة، وحملت المقابر هذا الاسم نظرًا للتشابه في التخطيط بينهما وبين مقابر الكاتا كومب المسيحية في روما، واسم كاتا كومب اصطلاح يطلق على المقابر المحفورة تحت سطح الأرض، وعثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، بالرغم من أن التنقيب قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892م.
&&