"الفجر" ترصد انتهاء المياه الجوفية من كوم الشقافة بالإسكندرية.. والآثار: مقبرة فريدة في العالم (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


"لأول مرة مقبرة كوم الشقافة جافة منذ مئة عام"هكذا احتفلت وزارة الآثار اليوم الأحد بانتهاء مشروع سحب المياه الجوفية من المقبرة الرومانية الفريدة الواقعة داخل حي كرموز القديم بغرب الإسكندرية، من خلال معونة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، بقيمة 100 مليون جنيه، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي.

البداية

فالمقبرة الرومانية ظلت منذ اكتشافها عام 1901 تعاني من المياه الجوفية والتي كانت مصادرها من مياه ترعة المحمودية وفواقد الأمطار ومياه الشرب وفق تعليق الدكتور خالد عناني وزير الآثار في كلمته اليوم.

أما الوزارة وفق ما أضاف"عناني" فأنها بدأت في منتصف التسعينات المرحلة الأولى لكن المشروع لم يتم، وعادت المياه مرة أخرى، وقد تسببت المياه في تساقط أجزاء من النقوش المحفورة على واجهة إحدى حجرات الدفن الرئيسية في أواخر 2016، الأمر الذي تطلب تدخل عاجل من وزارة الآثار، لبدء تخفيض منسوب المياه وإعادة ترميم النقش البارز.

وقد تسببت الخطورة في البدء بمشروع سحب المياه الجوفية في نوفمبر ٢٠١٧، بحفر 6 آبار بعمق 40م وتركيب طلمبات غاطسة بنظام تحكم إلكتروني عن طريق مبنى تحكم جديد تم انشاءه في المكان، بالاضافة إلي خطوط لطرد وصرف المياه وتزويد المكان بمظلات جديدة لحماية المقابر والدرج المؤدي إليها من أمطار الشتاء مقبرة كوم الشقافة الآثرية.

تاريخ

مقبرة "كوم الشقافة" أهم وأكبر الجبانات الرومانية التي تم اكتشافها وأشهر المزارت السياحية ذات السمعة العالمية في الإسكندرية، والتي تمزج بين النقوش الرومانية والفرعونية، وتضم غرفة دفن رئيسية مكونة من ثلاثة توابيت، ووفق مصادر آثرية ل"الفجر" كانت المقبرة لأسرة رومانية ارستقراطية كانت تعيش في الإسكندرية في أوائل ومنتصف القرن الثاني الميلادي، ونظرًا لأنهم أسرة غنية قد صرفوا ببزغ لتصميم هذه المقبرة على غرار الطراز الفرعوني والروماني القديم.

وتضم المقبرة الأساسية جدرية بها شكل سرير جنائزي يضع عليه المتوفي لتتم عملية تحنيطه، ويوضع تحت السرير مجموعة من الأوعية الفخارية، ويحيط بالسرير الجنائزي تمثال منحوت على الصخر لإله العرش والحكم "حورس" في ذلك الوقت وفق للأساطير الفرعونية القديمة، وبجانبه الآله"أنوبيس"المشرف على عملية التحنيط، وعلى جانب السرير يقف آله "جحوتي" المعرفة والحكمة، أما على يمين التابوت يظهر لك شكل المتوفي أمام الآلهة "أيزيس" ليقدم لها القرابين على المذبح.

أما التابوتان الأخرين نحت خلفهما صورة لآله الإسكندرية "أبيس" مصور في هيئة حيوانية ويتوسط قرنيه قرص الشمس الذي يرمز إلى الآله "آمون" وعلى اليسار يوجد "أيزيس" المجنحة وعلى رأسها أيضًا قرص الشمس، وفي الناحية الأخرى يظهر المتوفي مرة أخرى في هيئته المحنطة ليقدم ريشة العدالة "معات" والقرابين للآلهة.

الجديد

وبحسب عبد العال سعد مدير عام آثار منطقة كوم الشقافة ل"الفجر" أنه عقب سحب المياه الجوفية بالكامل من داخل المقبرة الآثرية، فأنه سيتم البدء في أعمال رفع الرمال المتواجدة في أرض المقبرة، بالتالي سيتم الوصول إلى الدور الثالث الجديد في عمق المقبرة.

وقال "عبد العال سعد"، إن أهمية المشروع ترجع للأهمية الأثرية لتلك المقبرة، التي وصفها بأنها مقبرة فريدة في العالم، لا يوجد مثيل لها سوى في ايطاليا، والتى تسمى"كتاكومب" والتي تعني طريقة الدفن في الاعماق، التي كانت في العصر الروماني، وأن المرجع التاريخي لتلك المقبرة يرجح أنها كانت لأحد حكام الإسكندرية القديمة في العصر الروماني، وأن تلك المقبرة تشهد رحلات سياحية خصيصة لها فقط، وذلك عند قراءة أي سائح اجنبي عنها.

كما أن تلك المقبرة هى الأعلى دخل عن باق المناطق الأثرية في محافظة الإسكندرية، يصل سعر التذكرة إلى 60 جنيه للزائر الأجنبي، المصري 10 جنيه، الطالب 5 جنيهات، هي تعد أعلى من المتاحف، ومعظم السياحة إليها من جميع انحاء العالم وخاصة الصين والهند، وهي غير مرتبطة بوفود سياحية محددة.

وعن مساعي الدولة لعودة السياحة مرة أخرى إلى المدينة الساحلية، يكشف"عبد العال" أن تلك المشروع سيصاحبه تحويل مسار الرحلة إلى المقبرة من طريق المدينة، إلى طريق محور المحمودية المزمع انشاءه عقب اعلان رئيس الجمهورية عنه في مؤتمر الشباب في محافظة الإسكندرية، ليكون الطريق السياحي المؤدي إليها.

رد فعل

وقد علق الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق ل"الفجر" أنه لأول مرة تكون المقبرة بدون مياه جوفية، تسمح للزائر الأجنبي التحرك بشكل آمن بدلًا من السقالات الخشبية والمياه التي كانت تعوق الحركة، موضحًا أنها اليوم أفضل ما تكون، خاصة عقب دعوات من الإرشاد السياحي بتحسين أوضاعها، وأنه يتمنى الحفاظ واالصيانة المستمرة للمشروع.