15 مصنع صيني بـ الروبيكي.. و"المصنعيين": إضافة قوية تصب في صالح الدولة والمواطن
في إطار توجه الدولة المصرية لتنشيط الاستثمار في مصر، واتخاذ كافة السبل لجعل مصر منطقة جذب للاستثمارات من مختلف دول العالم، قامت الدولة بتنفيذ عدد من المناطق الصناعية، والمدن المتخصصة في صناعات بعينها مثل مدينة الروبيكي للجلود.
وتعد الروبيكي نقطة مضيئة في صناعة الجلود في مصر، وساهمت في تنشيط الصناعة، وجذب مزيد من المستثمرين.. فقد أعلن مؤخرًا وزير الصناعة الإتفاق مع شركات صينية لإنشاء 15 مصنع بالمرحلة الثالثة لمدينة الروبيكي لتصنيع المنتجات الجلدية، وسنكشف الفائدة التي ستعود على القطاع والدولة ومن ثم المواطن من ضخ تلك الاستثمارات الصينية بقطاع الجلود في مصر.
إنشاء مصانع صينية في مصر أمر إيجابي
ثمن جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات، التوجه نحو إقامة مصانع صينية لإنتاج المنتجات الجلدية في مدينة الروبيكي، لافتا إلى صناعة الجلود تعتمد بشكل أكبر على الورش الصغيرة، ومتناهية الصغر، ومن ثم فإقامة مصانع كبيرة لإنتاج الجلود أمر يجابي، ويطور من مستوى صناعة الجلود.
وطالب "السمالوطي"، خلال تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأن يكون الجزء الأكبر من تلك المصانع الصينية متخصص في مستلزمات الإنتاج، معتبرًا أن وجود تلك النوعية من المصانع سيساهم في تطوير الصناعة ككل، لافتًا إلى أن نسبة مكون الجلد في تصنيع الحذاء تمثل 45% فقط.
ولفت إلى أن المجلس التصديري للجلود وضع خطة لرفع نسبة تصدير الجلود، بالإضافة إلى أن يكون هناك توجه أن يتم تصدير منتج جلدي تام الصنع بدلا من تصدير جلود، والذي بدوره سيكون له عائد اقتصادي أكبر للدولة.
وأكد أن مدينة الروبيكي ستحدث طفرة في صناعة الجلود في مصر، ولكن الشعور بآثرها سيحتاج بعض من الوقت، كما أنها ستحدث تنوع في المنتجات، منوها بأن حجم تصديرنا من الجلود العام الماضي وصل تقريبا إلى مليار و700 مليون جنيه.
المستهلك المصري يفضل المنتج الصيني
قال عبدالرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن إعلان وزارة الصناعة إقامة 15 مصنع صيني للمنتجات الجلدية في المرحلة الثالثة لمدينة الروبيكي، يعد إضافة قوية لقطاع الجلود في مصر.
وأوضح "الجباس"، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إقامة تلك المصانع له جوانب إيجابية كثيرة تصب في صالح المستهك والدولة معًا، حيث سيساهم في خفض الأسعار نظرًا لوجود المنتج في مصر، حيث لن نحتاج لاستيراده من الخارج وتحمل نفقة عملية الاستيراد، بالإضافة إلى أن حجم الاستيراد من الخارج سيقل، وبالتالي سيتحسن وضع الميزان التجاري، ولن يكون هناك طلب على العملة الصعبة.
وأشار "الجباس"، إلى أن نسبة المنتجات الجلدية الصينية في السوق تصل تقريبًا إلى 60% من حجم المنتجات، بينما يمثل المنتج المحلي حوالي 40%، منوها بأن المنتج الصيني أرخص من المنتجات الجلدية المصرية بسبب اعتمادهم على الطريقة الآلية في الإنتاج والتي تنتج عدد أكبر من الأحذية، وفي وقت أقل، وبتكلفة أقل، ولهذا يفضل المستهلك المصري المنتج الصيني لأن سعره مناسب له.
وأكد أن وجود مصانع صينية سيساهم في خلق حالة تنافسية مع المصنع المصرية والتي تعمل بطريقة كلاسيكية قديمة، ولهذا يكون المنتج المحلي غالي الثمن مقارنة بالمنتج الصيني الذي انتشر بشكل كبير في السوق المصري، حيث ستتوجه المصانع المصرية لتطوير عملية الإنتاج لمواكبة الإنتاج الصيني.
صناعة الجلود في مصر تتحسن
بينما أكد نبيل الشيمي، مدير غرفة دباعة الجلود باتحاد الصناعات، أن صناعة الجلود في مصر تشهد تحسن كبير، فالمصانع تعمل بشكل جيد، وأسعار الجلد شبه مستقرة، بالإضافة إلى أن الحكومة وفرت عدد من الاجراءات لحمايتها من المنتج الصيني.
وأشار "الشيمي"، خلال تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أن هناك عوامل كفيلة بأن تحقق ازدهار لصناعة الجلود في مصر، وتساعد على فتح آفاق جديدة للتصدير، مؤكدًا أن وجود مصانع صينية في مصر سيؤدي إلى زيادة الإنتاج، وتشغيل عمالة مصرية، وخلق نوع من المنافسة بين المصنعيين المصريين والصنيين.
مفاوضات إقامة المصانع الصينية في مصر مستمرة
ومن ناحيته، كشف محمود سرج، رئيس المجلس التصديري للجلود، أن المفاوضات مع الجانب الصيني بشأن إقامة 15 مصنع صيني في المرحلة الثالثة من مدينة الروبيكي مازالت مستمرة.
وأوضح "سرج"، خلال تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الصورة النهائية للمصانع النهائية المقرر غنشائها لم تتحدد بعد، منوهًا بأنهم يتفاضون مع الجانب الصيني بأن يكون هناك شراكة بين المصانع المقرر إنشائها وعدد من المصانع المصرية، كما أن تكون بعض هذا المصانع مخصص لمستلزمات الإنتاج، وبعضها الآخر مخصص لإنتاج مصنوعات جلدية تامة الصنع.
وأكد أن المصانع الصينية ستكون إضافة كبيرة لمصر، وستزيد من الإنتاج، مضيفًا أن الأسبوع المقبل سيتم كشف كافة التفاصيل الخاصة بإنشاء المصانع الصينية.