بعد حادث نيوزيلندا.. ما لا تعرفه عن اليمين المتطرف

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استيقظ العالم اليوم الجمعة، على مذبحة إرهابية جديدة، حيث شهدت مدينة "كرايست تشيرش" فى نيوزيلندا هجوم مسلح من يميني متطرف يدعى "برينتون تارانت"، على مسجدي النور بشارع دينز وآخر بشارع لينوود، راح ضحيته 49 شخصًا حتى الآن.

 

وكشف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أن منفذ العملية أسترالي الجنسية وينتمي لتيار اليمين المتطرف، وأظهرت تحقيقات الشرطة النيوزيلاندية أن المهاجمين كانوا أربعة وهم ثلاثة رجال وامرأة ولم يكونوا تحت المراقبة.

 

 وخلال السطور القادمة، تقدم "الفجر"، تاريخ تيار اليمين المتطرف وأسباب انتشاره حول العالم.

 

يطلق مصطلح اليمن المتطرف، على تيار سياسي يتبنى نزعة معادية للمسلمين واليهود والأجانب المهاجرين، ولديه تمسك متطرف بالقيم الوطنية وبالهوية السياسية والثقافية واللغوية، وظهرت خلال السنوات الماضية العديد من التيارات التي تنتهج النزعة اليمينة المتطرفة في العديد من الدول الأوروبية وأمريكا، حتى وصلت إلى قمة السلطة في بعض الدول.

 

وحزب اليمين هو حزب سياسي أمريكي قديم تم حله عام 1860، كان الحزب نشط في منتصف القرن ال 19 في الولايات المتحدة الأمريكية وكان هناك أربعة رؤساء للولايات المتحدة أعضاء الحزب اليميني، تم تشكيل الحزب في المعارضة لسياسات الرئيس أندرو جاكسون وحزبه الديمقراطي على وجه الخصوص، اليمينيون دعموا سيادة الكونغرس حول رئاسة الجمهورية ويفضل برنامج التحديث والحمائية الاقتصادية.

 

تم اختيار هذا الاسم أن أردد اليمينيون الأميركية في 1776، الذين قاتلوا من أجل الاستقلال، ولأن "اليميني" كان آنذاك تسمية معترف بها على نطاق واسع في الاختيار بالنسبة للأشخاص الذين تحديدها على أنها معارضة الطغيان تذكرة إعلان للحزب اليميني عام 1844

 

نشأ الحزب كنوع من الاندماج بين الحزب المعادي للماسونية وحزب الجمهوريين الوطنيين، وأتمت بالشعبية الكبيرة حيث قام الحزب اليميني بترشيح بعض الشخصيات السياسية البارزة مثل دانيال وبستر وزعيمهم البارز، هنري كلاي من كنتاكي.

 

تم حل الحزب مع بروز مشكلة العبودية في أمريكا حيث حدثت شقوق عميقة في الحزب بشأن هذه المسألة، منعت حركة المناهضة للعبودية ترشيح الرئيس فيلمور في الانتخابات الرئاسية عام 1852 بدلا منه رشح الحزب وينفيلد سكوت معظم قادة الحزب اليميني انسحبوا في نهاية المطاف السياسة (كما فعل ابراهام لنكولن مؤقتا) أو تغييرها الطرفين قاعدة الناخبين شمال انضم معظمهم من الحزب الجمهوري الجديد قبل الانتخابات الرئاسية عام 1856، ولكن الأيدولوجية اليمينية استمرت لعقود ولعب دورا رئيسيا في تشكيل سياسات التحديث من حكومات الولايات خلال إعادة الإعمار.

 

وتتساوى أفكار اليمين المتطرف مع أفكار منظمات متطرفة مثل "القاعدة" حيث يتلاقى الفكران في تصورات ادارة الصراع وترتيب أولويات السلام والحرب العالمي.

 

كيف أنتشر اليمين المتطرف؟

 

عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وما تبعها من ركود اقتصادي، أصبح اتباع تيار اليمن المتطرف، ينظرون بعين الريبة إلى الأجانب الذين يزاحمونهم على الوظائف والمناصب في بلادهم، وأصبحت ردود أفعالهم عدائية تجاه الأجانب.

 

ومع انتشار المهاجرين واللاجئين، بدأ اليمين المتطرف يهتم بموضوع الهجرة والاندماج، فتصدر النقاش السياسى فى عدد من بلدان أوروبا الغربية ذات التقاليد العريقة فى الهجرة بحكم الاستعمار، وفي تسعينيات القرن الماضي، أصبحت الهجرة الشغل الشاغل لليمين المتطرف، لإضفاء قابلية على خطابه العنصري والمعادي للأجانب في حقيقته.

 

انتشار اليمين المتطرف في أوروبا

 

أسست عدد من أحزاب اليمين المتطرف من دول أوروبية منظمة جديدة في مدينة أنفير البلجيكية عام 2008، تهدف إلى مكافحة ما أسمته بـ"الأسلمة"، وشارك في المنظمة أحزاب من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا والدنمارك وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا واليونان.

 

وبدأ اليمين المتطرف، في تسويق خطاب تخويفي يُحذر من أن أوروبا فى طريقها إلى خسارة هويتها بسبب الهجرة الواسعة القادمة من بلدان شمال أفريقيا، ولقي الخطاب تقبلا كبيرا خاصة بسبب الذعر الذي أجتاح العالم على خلفية هجمات 11 سبتمبر.

 

ظهور اليمين المتطرف في إسرائيل

 

عقب ظهور اليمين المتطرف في إسرائيل، بدأ يدعو صراحة إلى عدم التسامح مع العرب والمسلمين وقتلهم، كما يدعو إلى قتل الأطفال، ومن أبزر القيادت فى اليمين المتطرف الإسرائيلى الحاخام يعقوب يوسف.

 

وفى عام 2009، أصدر الحاخام يتسحاق شابيرا، وهو مدير مدرسة "يوسف ما زال حيا" فى مستوطنة يتسهار، كتابا يبحث من خلاله قتل العرب وخاصة الفلسطينيين وأولادهم، وساعده على تأليف الكتاب حاخام آخر يعمل مدرسا ويدعى يوسى إليتسور.

                                                                        

أبرز جرائم اليمين المتطرف

 

فى السويد أقدم مجهولون مطلع رمضان الماضي على إحراق مسجد فى مدينة هسلهولم، كذلك هاجم مسلحون مسجد "محمود" فى مدينة مالمو الأسبوع الماضى.

 

وفى عام 2017، طالب الادعاء الألمانى بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة لامرأة تدعى "بيآته تشيبه" والى تعد عضوة بارزة فى خلية "إن إس يو" اليمنية المتطرفة، المسئولة عن مقتل تسعة أشخاص بينهم أتراك ويونايين خلال الفترة بين عامى 2000 و2007.

 

وشهدت النمسا زيادة كبيرة في عدد الحوادث التى تنطوى على الخوف من الأجانب والخوف من الإسلام ومعاداة السامية، وأوضح تقرير صادر عن جهاز المخابرات الداخلية في النمسا أن السلطات وجهت اتهامات فى نحو 1690 قضية لها علاقة بالتطرف اليميني خلال عام 2015.