"مفهوم الأفريقية وتحوله من السياسة للأعمال الفنية".. في اليوم الثاني للأقصر الأفريقي (صور)

الفجر الفني

بوابة الفجر

في تواصل لفعاليات وأنشطة الدورة الثامنة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أقيمت في اليوم الثاني ندوة مفهوم الأفريقية في السينما والتي ادارتها الاستاذه عزه الحسيني مدير المهرجان وحضرها الرئيس الشرفي للمهرجان الفنان محمود حميدة ورئيس المهرجان الاستاذ سيد فؤاد وشويكار خليفة وعدد من صناع السينما في أفريقيا والنقاد والصحفيين، وبحضور كيث شيري مؤسس ومدير "آفريكا آت ذا بيكتشرز،" مهرجان الفيلم الأفريقي في لندن، والدكتورة أماني الطويل مدير البرنامج الأفريقي ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وحلمي شعراوي مدير مركز البحوث والدراسات الأفريقية.



وأكدت مديرة المهرجان عزه الحسيني بأن مفهوم الافريكانيزم بدأ في الأساس كمفهوم سياسي ولكن سرعان ما وصل للأعمال الفنية التي تقدم في دول قارة أفريقيا، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الندوة لنتعرف على حقيقة هذا المفهوم.


وبدأت الدكتوره أماني الطويل حديثها في الندوة بالتأكيد بأن هناك الكثير من المبدعين الذين أخذوا على عاتقهم التحدث عن الهوية الأفريقية والتي تسمى في الفكر السياسي بالأفريقانية، ويزيد عمرها عن أكثر من قرن، وتنقسم لشقين أحدهما داخلي والمقصود به ثقافة الاستيطان الأوروبي في أفريقيا، والقسم الآخر هو الخارجي ويقصد به ثقافة العبودية والرق التي مورست ضد الشعب الأفريقي في القرن الثامن عشر.



وأضافت في تعريفها للأفريقانية، أن أول من بدأ في الحديث عنها في العصر الحديث هو روبرت رودنس، حيث كان أول من فكر في مسألة ضرورة وجود عيش مشترك بين الأفارقة وغيرهم من الشعوب، فكان غيره من المفكرين يحصرون تفكيرهم بالرابطة اللونية التي تجمعهم وتميزهم عن لون المستعمرين أو المستوطنين.



وأكملت حديثها موضحة أن مع بدايات القرن التاسع عشر انقسمت الهوية الأفريقية لمدرستين، الأولى ساهمت في بلورة الأفريقانية في إطار اللون، والثانية ناهضت الاستعمار من أجل الحفاظ على الهوية... وهذه هي الي انتصرت في النهاية، حتى أصلح هناك وعي اليوم بضرورة إدارة أنفسها بأنفسنا، وذلك لا يحدث الا من خلال الاهتمام بالثروات الفنية والثقافية التي تعكس طبيعة المجتمع، فهناك الكثيرون لا يعلمون أن موسيقى الجاز والرقص بدأوا في الأساس من أفريقيا.



كما تحدث كيث شيري عن أهمية السينما في خلق ذاكرة لحفظ الصوره والمجتمعات، فهي السبيل لعكس واقع الحياة التي نعيشها، وهذا ما استفادت منه هوليوود وتمكنت من خلاله من خلق صوره جديدة للعالم، فالجميع يبحث عن البطل وفي طفولتنا كانت أسطورة " طرزان" هي المسيطرة علينا على الرغم من كونه ذاك البطل الأبيض الذي يحارب البشره السمراء، لأن تلك الآلة المسماة بهوليوود استفادت تماماً من هذه الصناعه في جلب الأموال وعكس الأفكار التي تريدها وترسيخها في الذاكرة، وهذا ما حدث مع كل الدول التي تم استعمارها، وهو ما لمسه حين انتقاله للإقامة في بيروت لمدة ست سنوات، فحينما كان يذهب للأشرفية أو غيرها من المناطق كان يشاهد اللبنانيين يتعاملون ويتعايشون كما لو أنهم في فرنسا على الرغم من أن هذا غير صحيح، ولكن الصوره التي انعكست من الأفلام والأعمال الفرنسية هي ما بقيت في الذاكره.



وأضاف أن الماكينة الجديدة لإنتاج الأعمال المسماه ( نتفليكس) والتي يطلق عليها هو (نسكافيه) تقوم حالياً باستكمال ما قامت به هوليوود من انتاج سريع ومركز للأعمال وانتقائها للسيطرة على العقول وزرع صوره مغايره لواقعنا ومجتمعاتنا التي يجب ان نتمسك بها.



وكانت مداخلة أوليڤيه بارنيه حول مفهوم الأفريقية نابعة من تأثره بفيلم " آخر أيام المدينة" والذي قام بإخراجه تامر سعيد وأنتج عام 2015، حيث كتبت فيه مجموعة من الأبيات الشعرية تحدثت عن شاب يدعى خالد ويبلغ من العمر 35 عاماً ويبحث من خلال رحلته في عواصم العالم عن روح المدينة التي يعيش فيها، فظهر في مشاهد كثير وهو يستمتع بضجيج القاهرة التي يقابل فيها إحدى الفتيات التي كانت تربطه بها علاقة قديمة سراً، لينتقل بعدها لبيروت وبغداد وبرلين بحثا عن الطاقة الإيجابية التي تدفعه لمواصلة الحياة، والذي يرى أنها موجوده في أفريقيا بكل دولها التي أصرت المحافظة على تراثها وفنونها، فلا يرى بأنها تأثرت بأي ثقافة غربية، بل على العكس فالغرب هم من يبحثوا في هذه الحضارة ليكتسبوا منها.