سكان درب السندادية بالخارجة "أحلام منكوبة تحت أطلال منازل البسطاء" (صور)

محافظات

بوابة الفجر


كلما حضر الشتاء تعلق أعينهم بالسماء كلما مرت سحابة تحمل أمطارًا، فمنازلهم القديمة الآيلة للسقوط لن تتحمل تقلبات الطقس، عشرات السنين عاشوا في حياة غير آدمية، معرضين للموت أسفل بيوت لم تحميهم يوما من برد شتا أو حرارة صيف.

أهالي درب السندادية بمدينة الخارجة، تعيش في عشوائية خطرة يعيش سكانها فى ظروف معيشية صعبة،حيث يقع درب السندادية في مدينة الخارجة القديمة والتي تمثل تاريخ الواحات وتراثها العتيق وتعتبر من أقدم الواحات ويشهد على ذلك التاريخ حيث توالت الحضارات المختلفة من عصور ما قبل التاريخ ثم الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية لتكون في النهاية منظومة تاريخية أثرية فنية تمثل التاريخ المصري.

يعتبر هذا الدرب من أقدم الدروب المتبقية في الوقت الحالي ويرجع تاريخه إلى نهاية العصر العثماني وينسب هذا الدرب إلى إحدى العائلات التي وفدت إلى الواحات ربما في العصر الإسلامي واستوطنت بها وهى عائلة السندادية.

يمتد درب السندادية بطول ما يقرب من نصف كيلو متر وهو عبارة عن درب متعرج متفرع منه عدة حارات صغيرة وعلى جانبيه مجموعة من المنازل السكنية المتلاحقة جميعها من الطوب اللبن يحتوى كل منزل من هذه المنازل ما بين الحجرتين أو الثلاث حجرات كما يضم مكانا مخصصا للفرن والمهراث الذي كان يطحن الغلال، أما أسقف المنازل والحارات فغطيت بجريد النخيل وسعفة وأفلاق الدوم والنخيل وجميع هذه لخامات محلية متوافرة من البيئة وقد أدى التخطيط المعماري الفريد والخاص بهذا الدرب إلى أن يجعل درجة الحرارة منخفضة صيفا ودافئة شتاء.

ومع مرور الزمن تهالكت تلك المنازل لتصبح أطلال يعيش عليها سكانها من الورثة، نظرًا لارتفاع أسعار الوحدات السكنية بمحافظة الوادي الجديد فأصبحت المنازل المتهالكة والمدمرة مأواهم.
 
وقال ابراهيم خليل احد المؤرخين فى تصريح خاص لـ "الفجر" ان تاريخ درب السندادية يرجع إلى نهاية العصر العثماني، وينسب هذا الدرب إلى إحدى العائلات التي وفدت إلى منطقة الواحات في العصر الإسلامي، واستوطنت الخارجة، وهى (عائلة السندادية) ولكن اصابع الاهمال طالت ذلك المكان الhثري.

وقال محمد علي، أحد سكان تلك المنطقة،" أن الدرب أصبح مقلبا للقمامة "خرابة" بلغة الواحات، ونحتاج إلى جهة حكومية تقوم بالنظافة، ويضيف "مش هنقول يحافظوا عليه لكن يزيلوا أنقاضه ويبقي شارع بدلا من الأنقاض اللي بتعوق المارة". وتضيف إحدى السيدات بالدرب أن "مباني الطوب اللبن عفا عليها الزمن وبقت المباني كلها مسلح، ومحدش بيرضى من أصحاب البيوت القديمة إنه يبنى ويعيد ترميمه لأنه بقي درب تاريخي، ونحتاج إلى مساعدة المسئولين بسرعة لرفع الأنقاض من المباني المهددة بالإنهيار".

وأشار صلاح حسان مدير عام ثقافة الوادي الجديد الي أنه خلال عام1981 م عرض الدكتور فاروق التلاوي محافظ الوادي الجديد الأسبق، خلال تلك الفترة علي الفنان فاروق حسني أن يكون له دور في الحفاظ علي الدرب وتحويله الي متحف مفتوح أمام السياحة الداخلية والخارجية لكن الموضوع في ذلك الوقت كان يحتاج الي مبالغ مالية كبيرة ونزع ملكيته من الأهالي".

وطالب الاهالي محافظ الوادي الجديد بضرورة انقاذ ذلك المكان الاثري والذى يعد اصل التراث الواحاتى القديم مطالبن انتشالة من الضياع.

تفقد المهندس خالد صديق المدير التنفيذى لصندوق تطوير المناطق العشوائية، منطقة درب السندادية بمدينة الخارجة، بمحافظة الوادي الجديد، للاطمئنان على سير العمل بالمنطقة، والتي يتم تطويرها فى إطار خطة الدولة لتطوير المناطق العشوائية غير الآمنة. وأوضح مدير صندوق تطوير المناطق العشوائية خلال الزيارة، أن المنطقتين تندرجان تحت تصنيف المناطق غير الآمنة بالمحافظة، مشيرًا إلى أن صندوق تطوير المناطق العشوائية حاليًا يقوم بإعداد مخطط تفصيلى بغرض التمكين من التطوير لتلك المناطق.

وأكد المهندس مجدى الطماوي، رئيس مركز الخارجة، إن تلك المنطقة تحتوى على العديد من المشاكل التوريثالتى تعوق عملنا ونحاول للوصول لحلول جذرية مع الاهالى للبدء فى تطوير تلك المنطقة ضمن تطوير العشوائيات.