خطيب المسجد الحرام: خطابات العنف والتحريض ضد أي ملة إرهاب وتطرف

السعودية

بوابة الفجر


أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي في خطبة الجمعة أمس المواقف العظيمة، من رسول الله عليه الصلاة والسلام التي تبين منهج الإسلام، وما يدعو له من سلم وسلام، مع المخالفين، ما لم يكونوا محاربين أو معتدين، من العدل والإقساط إليهم، والإحسان في معاملتهم، وإكرام جوارهم، وإجابة دعوتهم، وقبول هداياهم، دون المداهنة في دينهم، مؤكدا أن الإسلام دين السماحة والسلام، والرأفة والرحمة، جاء لنشر المحبة والألفة، وتوحيد الصف وجمع الكلمة، من أجل إقامة مجتمع صالح، له رسالة عظمى، السلام فيه، عقيدةً ودينا، وسمتا وسلوكا.

ولفت المعيقلي في خطبته إلى أن ما نسمعه اليوم، من خطابات العنف والتحريض، ضد أي جنس أو لون أو ملة، هو صورة من صور الإرهاب والتطرف، الذي ترفضه الشرائع السماوية، والعقول السوية، لما في ذلك من انتشار الفوضى في المجتمعات، وما ينتج عنه من انتهاك الحرمات، مبينا أن حلول السلم والسلام، يبعث على انتشار المحبة والمودة، والتعاون بين الناس، لتحقيق النهضة والنماء، الذي تسعى له كل أمة لبلادها، فلن تصلح أمور المجتمعات إلا بالسلام، فلذا أوجب دين الإسلام، حفظ الضروريات الخمس ورعايتها: الدين والنفس والعقل، والمال والنسل، فالنفس البشرية، مُكَرَّمَةٌ ومُعَظَّمَة.

وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام بأنه لا يجوز ظلم أي نفس، أو التعدي على حق من حقوقها، فالإسلام يأبى الظلم بكل صوره، والعدل فيه مطلق لا يتجزأ.

وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان عن نعمة الأمن، التي هي أهم مقومات حياة الإنسان وبه يحصل الاستقرار والأمان وهو الهدف الذي تنشده المجتمعات.

وقال في خطبة الجمعة، إن الله أسبغ علينا من النعم ما لا يحصى وأسبل علينا من العطاء ما لا يُستسقى وأكرمنا بالأمن والرخاء والاستقرار والعطاء، وأبعد عنا قلاقل الفتن والبلاء، ومصائب المحن والشقاء بفضل الله ثم بتمسكنا بعقيدتنا وجهود ولاة أمرنا وعلمائنا.

وبين أن الأمن هو أهم مقومات حياة الإنسان وبه يحصل الاستقرار والاطمئنان، وهو الهدف الذي تنشده المجتمعات وتبذل فيه كل الوسائل والطاقات، فالأمن نعمة لا يعرف قدرها وعظيم شأنها وأهميتها إلا من اكتوى بنار فقدها، فالأمن نعمة لا يهنأ العيش بدونه، ولا يقر قرار عند فقده. وقال البعيجان إن الفوضى لا تحقق غاية إلا الفتن والبلاء وليس وراءها إلا المصائب والمحن والشقاء، ولقد رأينا بأم أعيننا ما حل بالشعوب في كثير من البلدان بسببها، فكم من نفوس معصومة أزهقت وأموال محروزة أتلفت وأعراض مصونة انتهكت، فالواجب علينا الوقوف في وجههم وأن نكون بنيانا مرصوصًا أمام من تسول له نفسه أن يطعن في وحدة أمتنا أو ينال من تماسكها أو يهدد أمنها أو يخرج على أئمتنا وولاة أمورنا، فاستمسكوا بدينكم واعتصموا بوحدتكم وكونوا يدًا على عدوكم وأثبتوا على منهجكم. وأكد أن المسلمين جسد واحد وبنيان واحد الاعتداء على أحدهم اعتداء عليهم كلهم وأن مصيبة المسلمين واحدة في حادث الغدر والإرهاب الذي استهدف المسلمين وسفك دماء المصلين وروع أمن الآمنين وانتهك حرمة بيوت الله، إنها مصيبة عظمى وفاجعة كبرى نحتسبها عند الله، وما عند الله خير وأبقى.