قصة عائلة غنية بالمنوفية أورثت التسول.. والأهالي "الشحاتة بتجري في دمهم"

محافظات

بوابة الفجر


الأطفال هم هِبة الله للإنسان، يعيش البعض يرجوها أيام وأيام إذا لم يرزقه الله إياها، وبعض أخر يهتم برعيته من ملبس ومأكل وتعليم وتربية الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن، ولكن دائمًا ما يكون هناك قلة من البشر تُعكر صفو الأخرين.

فهذه القلة هم الأهالي الذين يستخدمون أطفالهم كوسيلة لجمع المال، سواء كانوا فتيات أم أولاد، ومهما كان المقابل الذي سيقدمونه هؤلاء الأطفال، المهم هو تحصيل مبلغ مالي يوميًا للأب أو الأم، وإن لم يستطع فعل هذا الشئ في يوم من الأيام، يكون عقاب الأب قاسيًا، لذلك ينجبر الأطفال على البقاء اليوم بأكمله يتسولون حتى يحصلوا المبلغ الذي قرره الأب.

ومن هنا بدأت استغاثات أهالي مدينة بركة السبع التابعة لمحافظة المنوفية، وذلك عقب ازدياد انتشار هذه الظاهرة، حيث أوضحت "شيماء العدل" إحدى أهالي بركة السبع، أنها تعرضت لموقف أمام مزلقان بركة السبع، حيث وجدت طفل إسمه "سعيد" لم يتجاوز عمره الـ4 سنوات، يتردي ملابس مقطوعة ويتسول، فسئلته من الذي طلب منه ذلك، فأجابها "أبويا قالي كل ما تكون هدومك مقطوعة كل ما تجيب فلوس أكتر".

كما أشار هيثم الحداد إلى أن فضوله ذات مرة دفعه للتحدث مع أحدهم، فأوضح له الطفل أن والده أخرجه من المدرسة حينما كان في الصف الثالث الابتدائي، حتى يعمل متسولًا في الإشارات، وأضاف أنه قال له "أنا عايز أروح المدرسة زي أصحابي بس أبويا بيضربني لما بروح"، وقال إبراهيم حلمي خطاب أن هؤلاء الأطفال يجتمعون يوميًا بجوار مزلقان المحطة "يشربوا سجاير ويشموا كولة".

وفي النهاية أشار "أحمد سعيد" إلى أن هؤلاء الأطفال من قاطني قرية طوخ طنبشا التابعة لمركز بركة السبع، وهم ورثوا التسول أبًا عن جد، والأب متزوج من اثنين وأنجب كل واحدة أكثر من 5 أطفال، فقرر الوالد أن يجعلهم جميعًا يتسولون، ومن يعود يومًا دون أن يجلب مبلغ مالي كبير، يكون عقابه شديد، كما أكد أن عائلة هذه الأطفال من أغنياء البلدة، ولكن "التسول بيجري في دمهم".

فكانت هذه الظاهرة التي اجتاحت مدينة بركة السبع دافعًا قوي لمطالبة الأهالي من بعضهم البعض عدم إعطاء هؤلاء الأطفال أي مبلغ مالي، كما ناشدوا العميد "محمد العمل" مأمور مركز بركة السبع، والمقدم "محمد حجاج"، بأن يلقوا القبض على هذا الأب الذي يدمر حياة الأطفال، كذلك إيداع الأطفال في دار رعاية وإعادة تأهيلهم مرة أخرى وتعليمهم، حتى يستفادوا ويفيدوا المجتمع ويصبحون أشخاص يفتخر بهم المجتمع.