"أحمد الريسوني" يتسبب بأزمة كبرى بين التيارات الدينية

عربي ودولي

أحمد الريسوني
أحمد الريسوني


تسببت دعوات أحمد الريسوني، رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأزمة كبرى بين التيارات الدينية، وخاصة السلفيين، بسبب دعوته لتجديد الفقه الإسلامي على نحو يشمل 90% منه، وهو ما لاقى استهجانا وهجوما شرسًا عليه حتى الآن، واتهامه بتسييس الدين خدمة لأهداف جماعة الإخوان الإرهابية.

 

الرؤية التي يعلنها الريسوني، تزعم أن نحو 90% من الفقه الإسلامي يجب أن يتغير، بقضايا فقهية تجديدية، ترفض الفقه القديم الذي ينحصر حسب رأيه في حيز ضيق، ما يستوجب تجديد العلوم الشرعية كاملة، وعلى رأسها علم التوحيد وأصول الفقه، حتى تتلاءم مع هذا الزمان، وتعيد الأمور إلى نصابها.

 

ولكنه عاد ليثير الجدل، بسبب مطالبته لعلماء المسلمين، بتقديم مراجعات وتصحيحات في الدين، ولم يحدد يقدمون لمن، ومتى وكيف، وهو ما يعني أن الاتحاد سيكون هو الراعي الرسمي لما يراه الريسوني، وفق معطيات سياسية ودينية، تتناسب مع وجهة النظر القطرية، وتخدم أهدافها، وصورتها بالداخل والخارج.

 

وفي ندوة تحت شعار التراث ومتطلبات العصر، بمدينة الدار البيضاء، وبمشاركة نخبة من إسلاميي تركيا، طالب أحمد الريسوني، خليفة القرضاوي، بتجديد نحو 90%، من الفقه الإسلامي، تحت زعم خارجي لمواكبة تطور الزمان، ولكنه يخدم بالطبع على صورة ذهنية حداثية يحاول الاتحاد تمريرها، لنزع شرعية الحديث باسم مسلمي العصر من الأزهر والمؤسسة الدينية السعودية.

 

بدورهم رفض السلفيون بمختلف انتماءاتهم، طرح الريسوني، كان في القلب منهم، الداعية السلفي حسين مطاوع، الذي أكد أن زعم الريسوني بضرورة تجديد 90% من الفقه الإسلامي قول باطل لا يقوله من يزعم اشتغاله بالفقه الإسلامي، ويعرف أحكامه فضلا عن تسفيهه لأئمة عظام أفنوا حياتهم في هذا العلم، وكأن جهودهم هذه كانت هباء، على حد قوله.

 

وتابع مطاوع: لو قال الريسوني إن هناك بعض المسائل الفقهية المستحدثة، مطلوب فيها اجتهاد من علماء الفقه لإصدار الفتاوى بشأنها لكان الأمر مقبولا، وهذه بالفعل طريقة العلماء، ولا سيما أن الفقه الإسلامي عبارة عن أحكام شرعية، لا تتغير بتغير الزمن، وهي تشكل أكثر من تسعين في المائة من الفقه، فكيف نجدد هذه الأحكام الثابتة بالأدلة؟

 

وأكد الداعية السلفي، أن ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه الريسوني خلفا للقرضاوي، يضم بين صفوفه السني والشيعي والإباضي، متسائلا: كيف يؤتمن مثل هؤلاء، على دين المسلمين، ويترك لهم المجال ليتلاعبوا به؟

 

أما منتصر عمران، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، فيرى الإخوان، ومن خرج من عباءتهم، أصحاب فكر مسيس من الأساس .. موضحا أنه كان شاهدا على معارك طاحنة بين السلفية الأصولية ومن يمثلهم من قادة الإخوان. وكان السلفية يتهمون الإخوان دائما في معتقدهم.

 

وأوضح عمران، أن «الألباني» خاض معركة كبرى ضد القرضاوي، وخرج منها يحذر شباب المسلمين من الانسياق أمام دعوات الإخوان في الخروج على الحكام. وأكد لهم أن الحفاظ على الأنفس مقدم على إقامة الشرع. مؤكدا أن ما يسمى بالاتحاد العالمي للمسلمين، يريد الظهور في صورة المجدد، مع أن الفقه بالفعل يتغير بتغير الزمان، أما العقيدة فثابتة لا تتغير.

 

وأكد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن الريسوني يريد أن يخدم أهداف ومرامي مقصودة لذاتها.

 

ولاسيما أن التجديد ليس بدعا من القول. فرسولنا الكريم ذكر في حديث له، أنه سيأتي على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها. ولكن لا بد أن يتولى هذا الأمر علماء ثقات مشهود لهم بالعلم والورع، وليس لهم جماعات خاصة أو أهداف محددة. بل يكون الأمر متجردا لله وحده، ولمصلحة الدين والأمة الإسلامية.