"الشعراوي".. الرجل الذي طالبت إسرائيل إسكاته.. ونفذ "نيتنياهو" وصيته بعد رحيله

تقارير وحوارات

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي


"رجل الحق.. ورسول السلام.. وإمام الدعاه" هكذا وصف الشيخ محمد متولي الشعراوي، فهو الرجل الذي لم يعرف سوى الحق والدعوه إلى الإسلام طوال حياته، وله العديد من المواقف التي تدل على شجاعته فهو وقف في وجه العديد من الحكام، وقال كلمة الحق ولم يخى فيه لومة لائم، حتى أن إسرائيل طالبت بإسكاته لتهديده عملية السلام بخطابه.

 

واليوم تحل ذكرى ميلاده، ولهذا تستعرض "الفجر" في التقرير التالي كيف استمعت إسرائيل لحديثه عقب وفاته.

 

الشعراوي ومكبرات الصوت

 

في 8 مارس 2017، أعتمد الكنيست الإسرائيلي مشروعي قانون الأول يطالب بحظر رفع الأذان عبر مكبرات الصوت ليلا، بينما يدعو الثاني إلى حظر رفع الأذان بشكل كامل سواء كان ليلا أو نهارا، وذلك بعد مناقشات حامية بين النواب.

 

هذا القانون أثار جدلاً واسعاً بين الأحزاب اليهودية المتدينة في إسرائيل، ولتبرير الموقف نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فيديو للشيخ الشعراوي ينتقد فيه رفع الأذان من خلال المكبرات الصوتية.

 

وظهر في الفيديو الشيخ الشعراوى يقول إن الأذان بصوت عال من خلال الميكروفونات، وما ينتج عنه من ضجيج هو غوغائية وباطلة، حيث وصف الشعراوى أن الناس تكون متعبة وتتفاجأ بالأصوات العالية الصادرة من الميكروفونات.

 

وأوضح الإمام أن الميكروفون أكبر نقمة بليت به الأمة الحديثة لأنه يعمل صمما عند الناس.

 

وهدفت الصفحة من ذلك الفيديو، مساندة قرارها المتعسف في رفع الآذان من المكبرات الصوتية، ما يشير أنها تمهد لحظر رفع الآذان بشكل كامل.




شكاوى إسرائيل من الشعراوي

             

وبالرغم من أن إسرائيل استعانت بحديث"الشعراوي" عن مكبرات الصوت، الإ أنها كانت تحاربه بشده فيما سبق، وطلبت إسكاته.

 

ففي الوقت الذي فاجأ الرئيس الراحل "محمد انورالسادات" العالم بزيارته إلى القدس، عام 1977، من أجل بدء عهد جديد في مراحل الصراع العربي الإسرائيلي من خلال"مبادرة السلام" ، حينها انتفض"الشعراوي" منادياً باعلى صوته:" من يصنع مبادرة مع اليهود فليصنع مبادرة مع الله.

 

وحينها أسرع الكاتب أنيس منصور للسادات، كي يبلغه شكوى مناحن بيجن رئيس وزراء إسرائيل، ضد الشيخ الشعراوي بقوله:" إن مناحن بيجن غاضب من الشيخ الشعراوي جدا بدعوي ان الشيخ الشعراوي يهاجم اليهود كيهود"، ما يهدد عملية السلام بين مصر وإسرائيل.

 

وطالب بعض الاسرائيليين علي لسان وزير التعليم الاسرائيلي سابقاً "السيد هامير" الذي قال: إنه لا أمل في أن يتحقق السلام بين مصر وإسرائيل إلا إذا حذف المصريون الآيات القرآنية التي تهاجم اليهود.

 

في ذلك الوقت أقسم الشيخ الشعراوي بالله أنه لن يكف عن كلامه ودعوته فيقول: جرائد أمريكا كتبت: اسكتوا هذا الرجل. واسرائيل هي الاخري وقفت وقالت: "ما فيش تطبيع معكم الا لما تسكتوا الشيخ الشعراوي، فرد الإمام قائلا:" هما عايزني اسكت.. والله ماني ساكت الا لما يسكتوني"، ونحن لا نستطيع ان نجامل اسرائيل علي حساب الله تعالي.

 

 والتاريخ فكل التاريخ يمكن أن يزور أو يزيف، الإ أن هذه الأحداث التي توثقها أيات الكتاب الكريم، لا أحد يستطيع أن يغيره أو يحرفه.