"لقاء على صفيح نووي".. أسرار القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي والكوري الشمالي

عربي ودولي

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية


وصل زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، اليوم الأربعاء، إلى الأراضي الروسية، على متن القطار المدرع الخاص به، وذلك لعقد أول قمة له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الخميس في مدينة فلاديفوستوك، وأعلن "كيم" أنه يأمل بقمة "ناجحة ومفيدة" مع "بوتين"، وسط حديث عن أن القمة المرتقبة سوف ترتكز على تسوية القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية والعلاقات الثنائية.

"كيم" يأمل بنجاح الزيارة ويتحدث عن المحادثات
وصرح كيم للتلفزيون الروسي في خاسان حيث عبر قطاره إلى داخل روسيا: "آمل بأن تكون هذه الزيارة ناجحة ومفيدة وآمل بأنه خلال المحادثات سأتمكن من إجراء نقاشات مهمة بشأن حل مسائل في شبه الجزيرة الكورية وبشأن تطوير علاقاتنا الثنائية".

ومن جانبها نقلت إدارة إقليم بريمورسكي في موقعها الإلكتروني عن كيم قوله في محطة السكك الحديدية "حاسان" خلال لقاء قصير مع ممثلي الإدارة ووزارة الخارجية الروسية: "أنا سعيد لوجودي على الأراضي الروسية".

وأضاف كيم أن زيارته الحالية لروسيا لن تكون الأخيرة، مشيرا إلى أن زيارته هذه خطوة أولى لتطوير العلاقات مع موسكو.

وزار كيم دار الصداقة الروسية الكورية الشمالية حيث التقى العاملة المسؤولة عن النظام في هذه الدار التي تم بناؤها عشية زيارة جده، كيم إيل سونغ، إلى روسيا عام 1986، وشكرها لعملها.

وهذه أول زيارة لكيم جونغ أون إلى روسيا منذ توليه زمام الحكم في بلاده عام 2011.

القضية النووية محور المحادثات
وسيلتقي "كيم"، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الخميس، في جزيرة "روسكي" بفلاديفوستوك، وستتركز محادثات الزعيمين على تسوية القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية والعلاقات الثنائية.

وبحسب المستشار في الكرملين يوري يوشاكوف فإن القمة بين الزعيمين ستعقد يوم الخميس في مدينة فلاديفوستوك، مضيفا أن البرنامج النووي لكوريا الشمالية هو محور اللقاء.

وتأتي الزيارة بعد شهرين من اللقاء الذي جمع كيم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي لم تتمخض عن اتفاق بين الدولتين بخصوص نزع الأسلحة النووية.

وأوضحت "الوكالة المركزية الكورية" الرسمية في كوريا الشمالية، أن كيم جونغ أون غادر بلاده رفقة عدد من المسؤولين الرفيعين من "حزب العمال الكوري" الحاكم، ووزير الخارجية، لي يون هو، ورئيس أركان الجيش، الجنرال لي يون غير.

وأفادت الوكالة بإجراء مراسم وداع رسمية شاركت فيها مجموعة واسعة من كوادر جيش كوريا الشمالية وحكومتها وحزبها الحاكم.

وستكون هذه الزيارة الأولى لزعيم كوريا الشمالية الحالي إلى روسيا، ومن المتوقع أن تركز على بحث القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية وضمان الأمن في منطقة شرق آسيا بشكل عام.

وذكر مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن سبب عدم قيام الكرملين بأي إعلان مفصل مسبق حول هذا اللقاء "يعود إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الجانب الكوري الشمالي حول عدم نشر المعلومات حول الزيارة المقبلة في وسائل الإعلام".

وأضاف: "نعتبر هذه الزيارة حدثا مركزيا للعلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، وتلعب هذه الزيارة دورا هاما من حيث المساعدة السياسية والدبلوماسية لحل القضية النووية".

وهذه القمة ستكون الأولى لبوتين وكيم جونغ أون، وعقد اللقاء الأخير حتى هذه اللحظة بين زعيمي روسيا وكوريا الشمالية عام 2011 في مدينة أولان أودي بمشاركة الرئيس الروسي آنذاك، دميتري مدفيديف، وزعيم كوريا الشمالية الراحل، كيم جونغ إيل.

لماذا سافر "كيم" بالقطار
ووصل قطار كيم المصفح عبر نهر تومين الى بلدة خاسان الحدودية الروسية حيث رحبت به نساء يرتدين أزياء شعبية بالخبز والملح في تحية تقليدية.

وسبق وأن وقف في المحطة ذاتها والد كيم وجده في رحلاتهم، ويوجد في المحطة مبنى خشبي صغير يلقب باسم بيت كيم إيل سونغ لإحياء ذكرى الصداقة الروسية الكورية.

"دار الصداقة الروسية الكورية" الموجود بالمحطة بني قبل زيارة جده الراحل ومؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ في العام 1986.

ويمكن القول بأن تفضيل كيم السفر بالقطار هو أحد ما ورثه عن والده كيم جونغ إيل، الذي كان يخشى ركوب الطائرة، حتى أنه سلك نفس الرحلة إلى موسكو بالقطار في زيارته عام 2001.

وقال خبراء في فبراير الماضي، أثناء رحلة كيم جونغ أون إلى هانوي بأن القطار الخاص به كان لوالده وجده من قبله، وأن سرعته لا تتعدى الستين كيلومترا في الساعة.

وهذه هي القمة الثالثة التي يتخذ فيها كيم القطار وسيلة للسفر، فقبل موسكو وهانوي، كان قد سافر في يناير الماضي إلى الصين لعقد على خلفية لقاء كيم بترامب وتحضيره للقمة الثانية.