"لحية وسلاح ومنديل".. أسرار مدوية في ظهور أبوبكر البغدادي

تقارير وحوارات

البغدادي
البغدادي


بثت وكالة ”الفرقان“ التابعة لتنظيم داعش، الإثنين، على حسابها على شبكة ”تيلغرام“ تسجيلًا مصورًا لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وهذا الظهور النادر لزعيم داعش هو الأول منذ خمس سنوات، ويتحدث زعيم التنظيم عن سير المعارك التي خاضها عناصر تنظيمه الأخيرة في ريف دير الزور الشرقي،

ملابس البغدادي 
وفي الفيديو الذي يحمل عنوان ”في ضيافة أمير المؤمنين“، يظهر البغدادي بلحية طويلة بيضاء ومحناة على الأطراف، واضعا منديلا أسود على رأسه، ويفترش الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم.

وليس واضحا تاريخ تصوير الفيديو، غير أن البغدادي يقول في بدايته إن ”معركة الباغوز انتهت“، في إشارة إلى طرد التنظيم من آخر جيوبه في شرق سوريا قبل ما يقارب الشهر، ودارت تكهنات حول إصابة أو مقتل البغدادي في غارات للتحالف الدولي، خاصة في ظل انحسار سيطرة التنظيم في سوريا والعراق.

الخروج من الهزيمة 
ويكشف زعيم التنظيم في حديثه إلى الحاضرين عن مقتل كبار قادة التنظيم وقادة الصف الأول منهم، أغلبهم من الجنسيات الأجنبية وما سماه "الجزيرة"، حيث يذكر أسماء كبار القادة ممن قتلوا بمعركة الباغوز بريف دير الزور الشرقي.

يعد هذا المقطع محاولة للخروج من الهزيمة وإعادة تشكيل صورة جديدة لوجه التنظيم الإرهابي، أشبه بالمرحلة التي كان عليها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل مقتله.

"عمليات ثأر"
كما يكشف زعيم "داعش" عن عمليات شنها منتسبون للتنظيم في عدد من الدول بلغ عددها 92 عملية، وذلك لما سماه "ثأراً لأخوتهم في الشام" في إشارة إلى هزيمة تنظيمه في سوريا، مشيراً إلى أن معركة التنظيم اليوم مع "العدو" هي معركة "استنزاف".

كذلك، أفصح البغدادي عن بيعات جديدة تلقاها من "بوركينا فاسو ومالي في أفريقيا، داعياً إلى توجيه الضربات إلى فرنسا وحلفائها، لما سماها "الثأر" لما حدث مع إخوانهم في الشام، ورحّب أيضًا بما اعتبرها "بيعة الموحدين في سريلانكا" للتنظيم. 

ويؤكد زعيم تنظيم "داعش" أن تنظيمه من شن الهجمات في سيريلانكا وقتلوا المئات من المدنيين في عيد الفصح، لما سما "ثأراً لما جرى في الباغوز" متعهداً بهجمات مماثلة في المستقبل، علاوة عن التأكيد على العملية التي شنها مقاتلو داعش في منطقة الزلفي في السعودية داعياً لمزيد من العمليات في المملكة العربية السعودية.

وفي تسجيل صوتي لاحق بالفيديو، أشاد البغدادي أيضًا بالهجمات التي استهدفت كنائس وفنادق في سريلانكا الأسبوع الماضي، بالتزامن مع عيد الفصح، وراح ضحيتها ما يزيد عن 250 قتيلًا ونحو 500 جريح، لافتًا أن من ضمنهم أمريكيين وأوروبيين. 

رسائل خفية 
أرسل البغدادي عدة رسائل في ظهوره، منها التأكيد علي دوره في تفجيرات سريلانكا الدامية كمحرض عليها، إضافة إلى أنه أراد تأكيد وجوده ونفي أية أخبار عن صحته أو مقتله.

وبدا أن البغدادي دخل في مرحلة بن لادن من خلال ظهوره بنفس الطريقة التي كان بن لادن يظهر بها عبر تسجيلات فيديو، بدل ما كان يوجه خطابات مكتوبة أو رسائل صوتية.

وحسب محللين، فإن هذا الظهور هو مرحلة جديدة وطويلة يأمل البغدادي قيادة أفراد التنظيم عبرها بمثل ما كان بن لادن يفعل، بعد أن فقد داعش كل الأراضي والمواقع التي يسيطر عليها في السابق.

خسائر كبيرة 
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد سيطرت بالكامل على آخر جيب لتنظيم داعش في الباغوز في مارس الماضي، وهزمته بعد معركة دامت أسابيع، كما أعلن العراق في ديسمبر 2017، دحر إرهابيي داعش بشكل تام، بعد أكثر من 3 سنوات من المعارك الدامية في غرب العراق وشماله.

كما نجحت قبلها عملية عسكرية كبيرة في تحرير الرقة من "داعش"، قادتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، بمساعدة غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها البغدادي في عام 2014، بعد أن تمكن تنظيم داعش آنذاك من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا كان يقطنها 7 ملايين شخص.