احتجاجات شعبية في إيران

عربي ودولي

إيران
إيران


شهد الأسبوع الماضي في إيران عددا من الأحداث السياسية على رأسها تزايد مخاوف إيران المأزومة للغاية خشية مزيد من الحظر عليها، بعد أنباء عن قرب إدراج تنظيم الإخوان حليف طهران التاريخي على لوائح الإرهاب الأمريكية، وفقا للعين الإخبارية.

 

كما واصلت حكومة طهران سياسة القمع، حيث شنت السلطات الإيرانية اعتقالات عشوائية ضد محتجين سلميين أمام مبنى البرلمان، وكذلك معلمون تظاهروا اعتراضا على سوء أوضاع المعيشة.

 

كما حثت الحكومة على مزيد من السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد، حيث اعتبرتها محرضة للناس ضدها في أوقات الأزمات.

 

أوردت وسائل إعلام إيرانية مقربة من مليشيا الحرس الثوري أبرزها وكالة أنباء "تسنيم"، نقلا عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ينتقد خلالها سعي الولايات المتحدة إلى تصنيف تنظيم الإخوان تنظيما إرهابيا.

 

وللمفارقة، فإن تصريحات ظريف خرجت من قلب الدوحة التي تأتي على رأس رعاة التنظيم الإرهابي، والتي ترفض كف يدها عن دعم وتمويل تنظيمات إرهابية إقليميا ودوليا، خلافا لمطالب دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر).

 

ونقلت "تسنيم" عن ظريف قوله على هامش مؤتمر في العاصمة القطرية: إن طهران ترفض أي محاولة أمريكية لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، زاعما أن الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها لأن تبدأ بتصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية.

 

حديث ظريف أتبعه دفاع مستميت عن تنظيم الإرهابية عبر منصات إعلامية موالية لنظام المرشد الإيراني علي خامنئي، في حين من المقرر أن يسفر قرار أمريكا المرتقب حيال الإخوان عن فرض عقوبات اقتصادية واسعة على عناصرها دوليا.

 

إيران تخشى مصير الإخوان.. حقيقة تكشف عنها تصريحات وزير الخارجية الإيراني، حيث ستشمل عقوبات واشنطن منع سفر أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، فضلا عن حظر التعاملات سياسيا وتجاريا مع أطراف أمريكية، إلى جانب فرض عقوبات على الكيانات والأشخاص المتعاملين معها.

 

طالب رئيس منظمة الدفاع السلبي (المدني) الإيرانية غلام رضا جلالي، بمزيد من السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي في بلاده، زاعماً أن ذلك "أمر ضروري للغاية في أوقات الأزمات الداخلية".

 

وفي أعقاب انتقادات شعبية متواصلة بسبب عرقلة طهران دخول ملايين المستخدمين إلى شبكات اجتماعية عالمية (فيسبوك، تويتر، تليجرام)، زعم "جلالي" وهو جنرال سابق في مليشيا الحرس الثوري الإيراني أن هذه المنصات تحرض الناس ضد الحكومة في أوقات الأزمات.

 

وأضاف رئيس منظمة الدفاع السلبي، التي تلعب أدواراً عسكرية ومدنية بدعوى "تأمين الداخل الإيراني من أخطار خارجية"، أن أنظمة تشغيل الشبكات الاجتماعية المذكورة يجب أن توضع تحت ضغط، فضلاً عن التحكم بها، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

 

وشنت السلطات الإيرانية اعتقالات عشوائية ضد محتجين سلميين أمام مبنى البرلمان في طهران؛ للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية المتدنية تزامنا مع ذكرى اليوم العالمي للعمال.

 

وقال نشطاء إيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي: إن حشودا كبيرة من عمال المصانع والمعلمين نظموا وقفتين احتجاجيتين أمام مقري البرلمان الإيراني وبيت العامل (مؤسسة نقابية رسمية)، بعد دعوات سابقة من نقابة الحافلات غير أن عناصر الأمن تعاملت بعنف.

 

كما ألقت السلطات الإيرانية القبض على عدد من المعلمين المحتجين اعتراضا على سوء أوضاع المعيشة بمدن مختلفة في البلاد.

 

وأعلنت تنسيقية نقابة المعلمين الإيرانية في منشور عبر قناتها على موقع تليجرام، أسماء 3 معلمين معتقلين حتى الآن (محمد فلاحي، مجتبي قريشيان، رسول بداقي) بينهم اثنان في العاصمة طهران.

 

ونظمت حشود من المعلمين الإيرانيين، الخميس، مسيرات تزامنا مع مناسبة "يوم المعلم" أمام مقرات إدارات التربية والتعليم في مختلف المدن الكبرى مثل طهران، ويزد، وكرج، وقزوين، وكرمانشاه، وأورمية، وهمدان، وسنندج.

 

واتهم رضا بهلوي، ولي عهد الأسرة البهلوية التي حكمت إيران بين عامي 1925 و1979، النظام الثيوقراطي المسيطر على الحكم منذ 4 عقود بالاستيلاء على مومياء تعود لجده رضا شاه مؤسس النظام الملكي البهلوي، بهدف طمس معالم التاريخ في بلاده.

 

وأوضح بهلوي الحفيد، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: "مضى عام على ظهور جثمان رضا شاه، وهذا الملف الوطني لا يزال مفتوحا بالنسبة لي وللكثيرين. هل تسمعون صوت هؤلاء الشباب؟ رغم سرقة جثمان جدي لن تستطيعوا أن تمحوا اسمه وخدماته من الذاكرة التاريخية للشعب الإيراني".

 

وأرفق ولي عهد الأسرة البهلوية التي أطيح بآخر ملوكها عام 1979 تغريدته بمقطع مصور يظهر هتافات مؤيدة لجده رضا شاه، من جانب مناصري فريقي برسبوليس (أحد قطبي ديربي كرة القدم في طهران) وسباهان الإيرانيين على هامش إحدى مباريات بطولة الدوري المحلي.

 

وهتف مشجعو الفريقين تأييدا للحاكم الإيراني السابق الذي قلص صلاحيات واسعة لرجال الدين في أربعينيات القرن الماضي، وهو الأمر الذي تحول إلى ظاهرة في بعض ملاعب كرة القدم الإيرانية في الآونة الأخيرة، بسبب رفض شرائح اجتماعية عديدة للقمع السياسي والأمني تحت ستار الدين من قبل نظام ولاية الفقيه.

 

إغلاق قضية رفسنجاني

وبعد مرور 4 أشهر على تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها فاطمة هاشمي رفسنجاني حول وجود أدلة على اغتيال والدها رئيس إيران الأسبق (1989 - 1997)، كشف مساعد سابق لرفسنجاني عن أن سلطات طهران قد أوقفت التحقيقات في قضية وفاته الغامضة قبل عامين.

 

وذكر غلام علي رجائي أحد مساعدي هاشمي رفسنجاني الذي تولى أيضا بين عامي 1989 - 2017 منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام (أعلى هيئة استشارية في إيران) أن التحقيقات في وفاته على نحو غامض مطلع عام 2017 لم تسفر عن جديد.

 

وأشار رجائي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، إلى أن متابعة التحقيقات في وفاة رفسنجاني توقفت بالفعل، لافتا إلى وجود مطالبات (لم يحدد أطرافها) للرئيس الإيراني حسن روحاني بإعلان إغلاق القضية برمتها لكنه رفض، على حد قوله.

 

بعد عقد كامل في منصبه شهد انتهاكات حقوقية ضد معارضين إيرانيين، أعلنت وسائل إعلام رسمية في طهران عن إعفاء المدعي العام عباس جعفري دولت آبادي وتعيين علي القاصي مهر رئيس نيابة محافظة فارس (جنوب) سابقا خلفا له، والمعروف بنهجه المتشدد أيضا.

 

وتولى عباس آبادي المدرج اسمه منذ 8 سنوات على قوائم العقوبات الغربية لضلوعه في جرائم حقوقية ضد سجناء سياسيين، منصب مدعي عام طهران عام 2009 في خضم موجة احتجاجات شعبية.

 

ولعب المدعي العام طهران المعفَى من منصبه دورا بارزا في تلفيق اتهامات لمعارضين إيرانيين مناهضين لسياسات نظام ولاية الفقيه العدائية، حيث ركز على ملاحقة نشطاء ما عرفت بـ"الحركة الخضراء" التي قادها كل من المعارضين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي القابعين رهن الإقامة الجبرية بمنزلهما منذ سنوات.