3 أسلحة أمريكية بالشرق الأوسط لردع إيران

عربي ودولي

الرئيس الإيراني
الرئيس الإيراني


بدأت الولايات المتحدة الأمريكية استعداداتها لردع أي تهديدات إيرانية بمنطقة الشرق الأوسط بعدما علقت طهران، الأربعاء الماضي، بعض تعهداتها الخاصة بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، وفقا للعين الإخبارية.

 

استعدادات واشنطن تمثلت في إرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى مياه الخليج العربي، وقاذفات بي -52 إلى القواعد الأمريكية في المنطقة، ونشر جديد لصواريخ باتريوت في الشرق الأوسط.

 

وفي وقت سابق، قال مصدر مسؤول أمريكي، إن القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان، وافق الجمعة على نشر جديد لصواريخ باتريوت في الشرق الأوسط، في رد فعل آخر على ما تعتبره واشنطن تهديدا متزايدا من إيران.

 

وجاء قرار الموافقة على نشر الصواريخ بعد تحذيرات الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية من احتمال استهداف إيران أو وكلائها السفن التجارية الأمريكية، بما فيها ناقلات النفط، أثناء إبحارها عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط.

 

وصدرت التحذيرات الأمريكية مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وبعد تقارير استخباراتية أمريكية أظهرت أن طهران نشرت صواريخ عابرة قصيرة المدى على قوارب في الخليج، وفق مسؤولين أمريكيين.

 

صواريخ باتريوت

تعتبر منظومة "باتريوت" الدفاعية الجوية الأمريكية أفضل منظومة صاروخية لمواجهة الصواريخ المعادية وإسقاطها؛ لذا تعتمد عليها عدة دول بشكل أساسي في حماية أجوائها، ومراكزها الاستراتيجية والحساسة خلال الحروب.

 

وحرصت الولايات المتحدة الأمريكية على نشر العشرات من بطاريات "الباتريوت" في المنطقة؛ وذلك لحماية حلفائها من الصواريخ الباليستية الإيرانية في حالة اندلاع أي حرب بينهما.

 

واستخدمت الولايات المتحدة هذه المنظومة خلال حرب تحرير الكويت عام 1991، لأول مرة في الخليج العربي، وأسقطت بها العديد من صواريخ "سكود" العراقية.

 

وتستعمل بطاريات "الباتريوت" أنظمة متقدمة للصواريخ الجوية الاعتراضية، وأنظمة رادار ذات كفاءة عالية، ومضادة للصواريخ، حيث إن لها القدرة على ردعها بجميع أنواعها.

 

وتعد "باتريوت" منظومة الصواريخ الأفضل في منطقة الخليج، بحسب آخر تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية وصول قاذفات من طراز بي-52 لقواعدها في المنطقة، لتكون جزءا من قوات إضافية بالشرق الأوسط، تهدف للتصدي لما تقول إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها "مؤشرات واضحة" على تهديد للقوات الأمريكية من إيران.

 

وتعد القاذفة بي 52 من الأسلحة التي تنتمي إلى عصر الحرب الباردة، إذ ترمز إلى القوة الأمريكية في مجال سلاح الجو بفضل حمولتها الكبيرة من القنابل والذخائر التي تبلغ 35 طناً.

 

ونفذت القاذفات "بي 52" ما يعرف بـ"القصف البساطي" خلال حرب فيتنام وحرب الكويت عام1991، وكانت تطير أحيانا من الولايات المتحدة وتقصف أهدافاً في العراق ثم تهبط في قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي.

 

كما استخدمت بكثافة أثناء العمليات الأمريكية في أفغانستان عام 2001، ولجأت إليها القوات الأمريكية في قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا في الآونة الأخيرة.

 

قاذفات بي-52 الأمريكية

 

باتت القاذفة قادرة على إطلاق صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، كما أنها قادرة على حمل صواريخ تحمل رؤوساً نووية وصواريخ باليستية لقصف أهداف من مسافة مئات الكيلومترات.

 

وتتميز القاذفة بوجود نوافذ إضافية تُغلق لحماية طاقم الطائرة من الضوء الناجم عن الانفجار النووي مما يؤكد أنها مجهزة لإلقاء قنابل نووية.

 

ويمكن للقاذفة التحليق لمسافة 8 آلاف ميل دون إعادة تزويدها بالوقود في الجو، وهكذا يمكنها الوصول إلى أي مكان في العالم.

 

وقد سبق أن جُربت بالفعل في قطع تلك المسافات الهائلة في حرب فيتنام، ثم في العمليات العسكرية بأفغانستان وحرب العراق.

 

وقاذفات "بي 52" تمثل مزيجا من التكنولوجيا الحديثة والقديمة، ويبلغ العمر الافتراضي للقاذفة بي 52 نحو 30 سنة.

 

أبراهام لينكولن

وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" إلى الشرق الأوسط كـ"رسالة" إلى إيران، على حد تعبير المسؤولين الأمريكيين.

 

وتتكون مجموعة لينكولن البحرية العسكرية الأمريكية من حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، وسفينة "يو إس إس ليتي جولف"، وسفينة "يو إس إس باينبريدج"، وسفينة "يو إس إس نيتز" و"يو إس إس ماسون".

 

وأبراهام لينكولن هي حاملة طائرات عملاقة من فئة نيمتز، وتعد من أضخم السفن الحربية في العالم سميت على اسم الرئيس الأمريكي الذي تولى الحكم إبان الحرب الأهلية الأمريكية أبراهام لينكولن، ويبلغ طولها نحو 333 مترا، وتعمل بالطاقة النووية.

 

وتتكون عادة التشكيلات البحرية الضاربة من حاملة طائرات، وطراد واحد على الأقل، وسرب لا يقل عن مدمرتين أو فرقاطتين، وقوة جوية قوامها من 65 إلى 70 طائرة بين مقاتلات وقاصفات، ويعمل على هذا التشكيل نحو 7500 فرد.

 

وقد تم الانتهاء من بناء حاملة "إبراهام لينكولن" في عام 1988 ودخلت الخدمة في عام 1989، وتصل تكلفتها إلى 4.7 مليار دولار بحسب تقديرات أجريت في 2010.

 

حاملة الطائرات أبراهام لينكولن

 

وتستطيع حاملة الطائرات حمل ما يقرب من 90 طائرة بين مقاتلات وقاصفات، ومروحيات، ويتكون أسطول الحاملة الأساسي من مقاتلات طراز F/A-18، وطائرة استطلاع من طراز E-2 "هوك آي"، كما انضمت مقاتلات من طراز F-35 العام الماضي إلى الحاملة.

 

وفي عام 1991، شاركت حاملة الطائرات في عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، كما قادت قوة المهام الموحدة في الصومال سنة 1992-1993، وقصفت السودان وأفغانستان سنة 1998، وفي مطلع القرن الحالي شاركت في غزو أفغانستان 2001 وغزو العراق 2003.

 

والخميس، عبرت حاملة الطائرات قناة السويس المصرية في طريقها إلى مياه الخليج العربي، وفق بيان صدر عن الهيئة المصرية المسؤولة عن إدارة القناة.

 

وفي وقت سابق، قال القائد المشرف على القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط إن معلومات المخابرات الأمريكية التي تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران لن تمنعه من إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" إلى مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة.

 

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الأحد الماضي، إن نشر مجموعة الحاملة الهجومية يهدف لإثبات أن الولايات المتحدة سترد "بقوة لا تلين" على أي هجوم.

 

وقالت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية، في مذكرة نشرت الخميس، إن احتمالات اتخاذ إيران أو وكلائها في المنطقة إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها تزايدت منذ بداية مايو/أيار الجاري.

 

وطالبت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية السفن التي ترفع العلم الأمريكي بالتواصل مع الأسطول الخامس، الذي يتولى حماية السفن التجارية في المنطقة، قبل يومين على الأقل من الإبحار عبر مضيق هرمز.

 

يأتي هذا فيما تتصاعد الضغوط الأمريكية على طهران التي أعلنت تعليق التزامها ببعض بنود الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى بالتزامن مع مرور عام كامل على انسحاب واشنطن في 8 مايو/أيار 2018.

 

والأربعاء الماضي، قررت إيران، تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي، في ظل تشديد الولايات المتحدة من عقوباتها على نظام طهران.

 

وفي نفس اليوم، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقوبات جديدة على إيران تستهدف صادراتها من المعادن الصناعية، في أحدث تصعيد للتوتر بين واشنطن وطهران، بشأن الاتفاق النووي المبرم في 2015.

 

وكانت الولايات المتحدة أعادت فرض عقوبات، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على صادرات النفط الإيراني، بعد أن انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وست قوى عالمية.