كان السينمائي.. أفلام متنوعة من مارادونا إلى الهندسة الوراثية والإسلاموفوبيا

الفجر الفني

كان السينمائي
كان السينمائي


ساعات قليلة تفصل عشاق السينما وصناعها ونجومها عن أحد أبرز المواعيد السينمائية على مستوى العالم قاطبة، والمتمثل في مهرجان كان السينمائي، والذي سينطلق اليوم الثلاثاء، ويستمر حتى الـ 25 من شهر مايو الجاري.

وتتوجه الأنظار في هذه المناسبة السينمائية ”الاستثنائية“ إلى ”الريفيرا الفرنسية“، التي ستكون على موعد مع فعاليات الدورة الـ 72 المقامة في مدينة كان الصغيرة في الجنوب الفرنسي، والتي باتت تحظى بشهرة عالمية نتيجة مهرجانها العريق.

وتتنوع مواضيع أفلام المهرجان هذه المرة ما بين السياسة والاقتصاد والرياضة وعالم الجريمة والإسلاموفوبيا والتاريخ وسيرة المشاهير، وقضايا المناخ والهجرة والنزاعات، وصولًا إلى مشاغل بسيطة عن عوالم الفرد، وهمومه وخيباته… وهي منجزة من قبل مخرجين كبار، وآخرين شباب يبحثون عن وضع بصمتهم للمرة الأولى في المهرجان الذي يغري كل سينمائي.

وكان مدير المهرجان تيري فريمو، قد قال في مؤتمر صحفي في وقت سابق، خلال الإعلان عن قائمة الأفلام الـ 21 المتنافسة على جائزة ”السعفة الذهبية“: ”سوف ترون مخرجين ومخرجات وأفلامًا تعرض لأول مرة، وأمريكيين وهندسة جينية…“، في إشارة إلى التنوع الشديد الذي تتسم به الدورة الحالية للمهرجان.

ومن المنتظر أن يبدأ المهرجان فعالياته بعرض الفيلم الكوميدي ”حول الزومبي- الموتى لا يموتون“، للمخرج الشهير جيم جارموش، والذي يعد واحدًا من 4 أفلام أمريكية من المقرر أن تعرض ضمن المسابقة الرئيسية.

ومن أمريكا، سوف يعرض ضمن فعاليات المهرجان، فيلم ”حدث ذات مرة في هوليوود“، ويقوم ببطولته كل من ليوناردو دي كابريو، وبراد بيت ومارجريت روبي، وهو من إخراج  كوانتين تارانتينو، الذي سبق وفاز بجائزة ”السعفة الذهبية“ في كان قبل 25 عامًا عن فيلمه ”خيال رخيص“.

ومن المخرجين العرب، يشارك المخرج الفلسطيني، إيليا سليمان، بفيلمه الجديد ”لا بد أن تكون هذه هي الجنة“، ويلعب المخرج، صاحب فيلم ”يد إلهية“ دور البطولة فيه، حيث يصور في الفيلم كيف يغادر وطنه فلسطين إلى عدة بلدان، ويقيم في منازل كثيرة، لكن حنينه دائمًا يبقى ”لأول منزل“.

ويشارك التونسي، عبداللطيف كشيش، بالجزء الثاني من ثلاثيته عن الحب ”مكتوب يا حبي“، وكان الجزء الأول قد عرض في مسابقة مهرجان فينيسيا قبل عامين.

ويحتفي مهرجان كان هذا العام، بنجم كرة القدم الأرجنتيني مارادونا، عبر عرض فيلم وثائقي عن سيرته، والذي سيكون محط اهتمام زوار كان، مثلما خطف الأنظار على مدرجات الملاعب لدى مشاركته في مونديال روسيا العام الماضي.

ومن المتوقع أن يحضر كذلك، المغني البريطاني الشهير، ألتون جون، فعاليات المهرجان، لحضور عرض فيلم ”روكيتمان“، وهو فيلم يدور حول سيرته الذاتية، ومن إخراج ديكستر فليتشر.

وفي محاولة لإسكات الأصوات الناقدة المتعلقة بعدم المساواة بين الجنسين في عروض المسابقة الرسمية، يعرض المهرجان في هذه الدوره أفلامًا لأربع مخرجات هن: النمساوية جيسكا هاوسر، والسنغالية- الفرنسية ماتي ديوب، والفرنسيتان سيلين سيكاما، وجوستين ترييت.

وتعد المخرجة النيوزيلندية المولد جاين كامبيون، حتى الآن، المرأة الوحيدة التي فازت بجائزة ”السعفة الذهبية“ عن فيلمها ”البيانو“ عام 1993.

ومن بين المخرجين الذين سوف يخوضون المنافسة الرئيسية في المهرجان، المخرج الإسباني الشهير بيدرو المودوفار، الذي يأمل أن يفوز بأول ”سعفة ذهبية“ من خلال فيلمه ”ألم ومجد“.

وعلى عكس المخرج المودوفار، فقد فاز المخرج البريطاني كيم لوتش بجائزة ”السعفة الذهبية“ مرتين في دورات سابقة، عن فيلم ”الريح التي هزت الشعير“ (2006) و“أنا دانييل بليك“ (2016)، وهو يعود في الدورة الحالية إلى المنافسة ضمن المسابقة الرسمية بفيلم ”عفوًا.. لقد نسيناك“.

ومن بلجيكا يعود الأخوين داردين إلى المسابقة الرسمية بفيلم ”الشاب أحمد“، بعد أن انتزعا ”السعفة الذهبية“ مرتين، ويتناول فيلمهما الجديد مفهوم الإسلام الراديكالي، عبر سيرة شخص يسافر للانضمام إلى جماعات متشددة في العراق وسوريا.

وتضم المسابقة الرسمية كذلك فيلم ”الخائن“، للمخرج الإيطالي ماركو بيللوكيو، الذي يروي قصة حياة زعيم المافيا توماسو بوشيتا.

ويسجل المخرج الأمريكي تيرانس ماليك، حضورًا جديدًا في مهرجان كان، بفيلم حول الحرب العالمية الثانية يحمل اسم ”حياة مخفية“، بعد أن حصد الجائزة عام 2011 عن فيلمه ”شجرة الحياة“، كما يعود المخرج الكندي كزافييه دولان لمهرجان كان بفيلم ”ماتياس وماكسيم“.

وتتوسع خريطة الشرائط السينمائية المعروضة في المسابقة الرسمية، وفي التظاهرات الموازية، على نحو يصعب تعدادها، غير أن ما يميز مهرجان كان هو انفتاحه على كل التجارب السينمائية شرقًا وغربًا، واهتمامه بكل التيارات والرؤى السينمائية الساعية إلى رسم السحر في الصالة المعتمة، ورسم الدهشة على وجوه محبي الفن الساحر.

ومن المقرر أن تقوم لجنة مؤلفة من 9 أعضاء، يترأسها المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليز ايناريتو، بتسليم جوائز المهرجان على الفائزين خلال حفل فاخر يقام في نهاية هذا المحفل السينمائي الضخم.