أكبر مائدة رمضانية في العالم لقاصدي المسجد الحرام

السعودية

بوابة الفجر


مع اقتراب وقت صلاة المغرب خلال أيام شهر رمضان الفضيل، يصطفّ آلاف الصائمين في صفوف متقابلة أمام موائد الإفطار في المسجد الحرام وساحاته؛ انتظارًا لرفع أذان المغرب، ليتناول الجميع إفطارهم الذي يتسابق محبو الخير والمحسنون على تقديمه لقاصدي المسجد الحرام؛ رغبةً في الأجر الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: "من فطّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا".

وتمتد موائد ضيوف الرحمن داخل المسجد الحرام وساحاته وعلى الأسطح، وتتحول إلى مزيج ثقافي رائع وتجمع الصائمين من مختلف الجنسيات؛ حيث تولت لجنة السقاية والرفادة بإمارة منطقة مكة المكرمة، تنظيم الموائد الرمضانية، ويتولى المستودع الخيري وعدد من المؤسسات وبعض الجهات الرسمية توزيع موائد الإفطار بأسلوب منظم ومرتب وبمشاركة المتطوعين والمتطوعات، في مشهد يتكرر بشكل يومي، ومشاركة أهالي مكة المكرمة على توزيع أنواع مختلفة من التمور والزمزم والخبز والمأكولات والقهوة والشاهي والعصائر واللبن.

ويتناول الإفطار في المسجد الحرام يوميًّا تقريبًا نصفُ مليون، ومع انقضاء الصلاة تجد عمال النظافة يجوبون صحن المطاف والأروقة وساحات المسجد الحرام لرفع السفر والقيام بأعمال النظافة.

وأصدرت الإدارة العامة للشؤون الخدمية بشؤون المسجد الحرام 1500 تصريح إفطار للصائمين داخل المسجد الحرام لشهر رمضان لهذا العام؛ حيث قامت الإدارة بتشكيل فريق عمل ميداني مُكَوّن من 70 موظفًا قُسّموا على 8 فِرَق تعمل على متابعة الخدمات المقدمة من مقدمي خدمة إفطار الصائمين، والتأكد من جودة الأطعمة المقدمة، والتزام مقدمي الخدمة بالتعليمات والشروط الصحية حرصًا على سلامة زوار المسجد الحرام.

وأشاد المعتمر سعيد عبدالقادر من المغرب، بعناية قادة المملكة بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وما تنفذه من مشاريع كبيرة تواكب الزيادة في أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار وبالخدمات الجليلة التي تقدّمها للمعتمرين والزوار.

من جانبه، يقول المعتمر أحمد جمال من مصر: "إنني سعيد جدًّا بما رأيت وشعرت بروحانية إيمانية في بيت الله الحرام في هذا الشهر الفضيل، وبهرت بما شاهدته من هذه التوسعات العملاقة التي لا مثيل لها في ساحات المسجد الحرام إضافة إلى مستوى النظافة؛ حيث يتم رفع سفر الإفطار في وقت قياسي؛ مما جعل النظافة في أعلى مستوياتها"؛ معبرًا عن شكره للقائمين على هذه الخدمات، وأن يجزيهم خير الجزاء.

وأكد المعتمر أحمد بلال من الأردن، أن الأجواء الرمضانية في مكة المكرمة شعور لا يوصف، وابتسامة تعلو الشفاه وطمأنينة تشع في جنبات الحرم؛ مشيدًا بالتوسعات الكبيرة للمسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف، وبالخدمات التي وُضعت لأجل راحة المعتمرين والزوار، إضافة إلى التواجد الأمني المكثف والتعامل الراقي من رجال الأمن؛ مما أسهم في انسيابية تحركات ضيوف الرحمن في أجواء من الأمن والأمان والسكينة والاطمئنان.

وشدد جلال محمد خان من باكستان على أن الخدمات المقدمة للمعتمرين والمصلين في محيط المسجد الحرام وداخله والتنظيم الجيد؛ سهّل عليهم أداء شعائرهم وصلواتهم بكل يُسر؛ مشيدًا بالتوسعات الكبيرة التي نفّذتها المملكة التي تَسُرّ كل مسلم ومسلمة ليتفسحوا ويجدوا لهم مكانًا يؤدون فيه شعائرهم بكل يسر وسهولة، إضافة إلى السُّفَر الممتدة المخصصة لإفطار الصائمين التي يسرع عمال النظافة بالمسجد الحرام في رفعها بعد الانتهاء واستعدادًا لإقامة الصلاة؛ فجزى الله القائمين على هذه الخدمات كل الخير، وأجزل لهم المثوبة.