قمم مكة.. رسائل ردع لطهران وتأكيد على قوة العرب أمام التحديات (تقرير)

عربي ودولي

بوابة الفجر


تستمر المملكة العربية السعودية في خضم الحدث العربي الأبرز، وعقد الجلسات التحضيرية، للقم الثلاث التي تحتضنها مكة المكرمة، بعد إنهاء استعداداتها لاستضافة الثلاث قمم، اليوم الخميس وغدٍ الجمعة، بمشاركة عدد كبير من قادة الدول والزعماء، بينهم 57 رئيس دولة.

مكة تتزين

وشهدت شوارع مكة المكرمة، آلاف الأعلام واللوحات المرحبة بقادة الدول العربية والخليجية والإسلامية، التي تمثل الدول المشاركة في القمة الخليجية والقمة العربية والقمة الإسلامية، التي دعت إليها المملكة في وقت سابق من شهر رمضان المبارك.

قضايا على مائدة القمم

وتبحث القمة العربية الطارئة التي تنطلق، اليوم، في مكة، والقمة الخليجية، الهجمات التي تعرضت لها المملكة من قبل الميليشيات الحوثية، والتهديدات الإيرانية والتوترات الأمنية في منطقة الخليج بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط في المياه الإماراتية، كما تبحث سبل استقرار ودعم الأمن في المنطقة.

إشادة بدور المملكة

ورحب عدد من الإعلاميين المشاركين باستضافة المملكة للقمم الثلاث، مشيدين بدور المملكة الريادي في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وبما تقدمه، ممثلة بوزارة الإعلام من تسهيلات لهم لنقل وتغطية هذه القمم المهمة، نظرًا لما تمر به المنطقة من تحولات جذرية سياسيًا واقتصاديًا، الذي يعكس تأثير تلك التحولات على العالم أجمع.

وأكدوا أن استضافة المملكة لقمم الثلاث تهدف إلى وحدة الصف العربي والإسلامي، معربين عن أملهم أن تخرج هذه القمم بنجاح كبير حيال قضايا المنطقة، خاصة التدخلات الإيرانية في شئون الدول العربية، مشيدين بدور المملكة العربية السعودية وسعيها الدائم والمستمر لتوحيد الصفين العربي والإسلامي، والعمل على ما يخدم كل القضايا العربية والإسلامية.

وثيقة مكة المكرمة

ومن جملة الحدث الأبرز، لا سيما ما يتعلق بالقمة الإسلامية، تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز " وثيقة مكة المكرمة "، الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي.
وجاء ذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين في قصر الصفا، بمكة المكرمة كبار علماء العالم الاسلامي المشاركين في أعمال المؤتمر.

قمم تاريخية

وأكد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن هذه القمم تعتبر تاريخية بامتياز، مشيرا إلى أنه ليس من حيث تزامن انعقادها فحسب، ولكن أيضا من حيث توقيتها؛ بجانب انعقاد هذه القمم في هذه الأيام المباركة وفي أطهر بقاع الأرض، حيث يلتقي قادة وزعماء العالمين العربي والإسلامي، يمثل فرصة تاريخية لإحياء التضامن الخليجي العربي والإسلامي وتعزيزه في كل المجالات.

إدراك المسؤولية

وأوضح المركز الإماراتي، أن هذه القمم تمثل فرصة تاريخية لأن يدرك المسلمون المسؤولية التي تقع عليهم ليس فقط في حل الخلافات الثنائية أو مواجهة التحديات الخارجية المتفاقمة، وإنما أيضا التصدي لكل السياسات العدوانية التي تنتهجها بعض الدول والجماعات؛ من باب الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى بأن " يقاتلوا" الفئات الباغية، التي ترفض الانصياع لمناشدات الحوار وحسن الجوار.

استجابة ضرورية

واعتبر المركز أن انعقاد هذه القمم الثلاث يعد من دون أدنى شك، استجابة ضرورية جاءت في وقتها؛ حيث تنعقد في ظل تطورات إقليمية متسارعة، وربما غير مسبوقة، تمر بها المنطقة العربية في ضوء التصعيد المتنامي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؛ بسبب سلوك طهران الأخيرة وتصرفاتها العدوانية، وتدخلاتها السافرة مما تسبب في استنفار العالمين العربي والإسلامي والخليجي.

رسالة واضحة لإيران

وأكد على أن القمتين كذلك رسالة واضحة إلى إيران بأن عليها أن تستجيب لمخاوف المنطقة خصوصا، والمجتمع الدولي عموما من خطورة استمرارها في نهجها المدمر وانعكاساته الكارثية، ليس فقط على المنطقة، حيث يتسبب في فوضى وسفك دماء وقتل وتشريد وتجويع، ولكن أيضا على العالم اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.


توحيد الصفوف

وبيّن أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقادة العرب لعقد قمتين طارئتين إلى جانب قمة مؤتمر القمة الإسلامي، يعكس حرصه على أن يكون التصدي لاعتداءات إيران وتدخلاتها السافرة التي لم تعد تطاق أو تحتمل على مسارين عربي وإسلامي؛ حتى تشعر إيران والقوى المرتبطة بها من أذرع وخلايا وميليشيات مسلحة خطورة الأمر، وأن العالم العربي والإسلامي موحد في مواجهتها والتعامل معها بما يجب؛ ذلك أن أي حرب ستحدث - حتى لو كانت محدودة - فستكون نتائجها كارثية ومدمرة على الشعب الإيراني قبل غيره، حيث يعاني الأمرين بسبب سياسات حكامه؛ وعلى العرب والمسلمين أيضا.

تحمل المسؤولية

وأضاف أن الدول الإسلامية مطالبة في هذه القمة بأن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتحرك من أجل منع الكارثة؛ ومدخل ذلك هو إقناع إيران بالاستجابة للمطالب الإقليمية والدولية بالكف نهائيا عن تدخلاتها السافرة، ووقف دعمها كليا فعلا، لا قولا، للميليشيات المسلحة؛ والتخلي الصريح عن طموحتها النووية وبلا رجعة؛ وإلا فإن عليها أن تواجه ليس أمريكا فقط، وإنما أيضا دول المنطقة والمجتمع الدولي الذي أصبح يدرك مدى الخطورة التي يشكلها السلوك الإيراني على الاستقرار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين.

محاربة التطرف

وأوضح المركز الإماراتي، إن هذه القمم تمثل محطة مهمة على طريق محاربة التطرف والإرهاب الذي تسبب في صراعات بينية وحروب أهلية تجاوزت انعكاساتها وتأثيراتها السلبية، بل والكارثية المنطقة لتشمل العالم بأسره؛ ولا شك في أن مهمة محاربة هذه الظاهرة تقع بالدرجة الأولى على المسلمين أنفسهم، مؤكدا أن هذه الظاهرة معقدة بشكل يتطلب من العالم الإسلامي تبني استراتيجية شاملة وفاعلة، للتخلص وبشكل كلي من هذه الآفة التي تأكل الأخضر واليابس؛ وتترك آثارا سلبية بل وكارثية لا يمكن محوها بسهولة؛ وتطال الأجيال المقبلة كما الحالية.