"المسرح" في مصر منذ القدم وانتشر في العصرين الفاطمي والمملوكي

الفجر الفني

بوابة الفجر


مصر هوليوود الشرق كلمة لم تأت من فراغ، فمصر أصل الفنون والآداب والحضارة وفن التمثيل الشعبي المصري فن أصيل.

قال شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، إن قدماء المصريين كان لديهم مسرح لآداء بعض النصوص الدينية، وكما وصف أحد الرحالة الألمان يدعى نيبور ومن بعده علماء الحملة الفرنسية أن مصر عرفت أيضًا فن التمثيل المسرحي الشعبي في العصرين الفاطمي والمملوكي.

وأوضح فوزي في تصريحات خاصة للفجر، إن الرحالة الألماني كارستن نيبور والذى زار مصر بين عامى ١٧٦١ -١٧٦٢م قال عن مشاهداته للقاهرة في العصر العثماني، "لا يتوقع الإنسان أن يكون فى مصر تمثيليات، والحق أن القاهرة فيها فرق تمثيلية كبيرة تتكون من مسلميين ومسحيين ويهود يدل مظهرهم على أن مثل هؤلاء لا يربحون إلا القليل في هذه البلاد وكانوا يأتون إلى بيت كل من يستطيع دفع أجورهم ويتخذون من الفناء الواسع بالبيت مسرحا لهم يصنعون في ركن منه ساترا يغيرون وراءه ملابسهم. 

وأكد فوزي أن هذه الفرقه التمثيلية لم تظهر  فجأة حينما أتى نيبور إلى مصر بل بالتأكيد لها جذور قديمة فخيال الظل وإن كان من العرائس فقد كانت له مسرحياته المؤلفة منذ عهد الفاطميين وانتشر أكثر منذ عصر الظاهر بيبرس السلطان المملوكي. 

وأكمل أن أعضاء الحملة الفرنسية ١٧٩٨ - ١٨٠١ م في كتاب وصف مصر ذكروا مشاهدتهم لإحدى التمثيليات في المحلة الكبرى ببيت أحد أعيانها، حيث  صادف وجودهم أثناء عُرس كبير خدم هذا الشخص، والذي أطلعهم على تفاصيل الفرح.

وأشار فوزي أن ضمن ما سجلوه هو نزول اثنتين من العوالم إلى فناء المنزل وقامتا بالرقص وأداء تمثيلية عن الحب بين رجل وامرأة قامت أحدهن بآداء دور الرجل وقد ذكر أعضاء الحملة مدى اعجاب المصريين بتلك التمثيليات ومشاهدتها وحضور الشبان لها من كلا الجنسين بحريه تامة.

ونلاحظ سواء فيما سرده نيبور أو أعضاء الحملة الفرنسية هو عشق المصريين لتلك التمثيليات وحضور كلا الجنسين كما ذكروا فى فرح المحلة الكبرى أيضا انتشار تلك التمثيليات فى الحضر أو المدن وكذلك الريف، ونلاحظ أيضا قيام النساء بدور الرجال وقيام الرجال بدور النساء وقد كان يحدث هذا ايضا فى مسارح اوربا المعاصرة.

وأضاف فوزي أن المسرح الأوروبي وجد مع الحملة الفرنسية ومن بعدهم في عهد محمد علي ثم خلفائه حتى ازدهر فى عصر اسماعيل حيث أسس المسرح الكوميدى في الأزبكية،  حتى أنشأ يعقوب صنوع فرقه مسرح مصرية عام ١٨٧٠ م 

وختم فوزي بأن التمثيليات المسرحية الشعبية في العصور الفاطمي والمملوكي وحتى نهاية العثماني، لم تكن بالإجادة الكاملة مثلما حدث فى مسرح يعقوب صنوع ومن جاء بعده نظرا لتوافر المسارح وأدواته واهتمام الدولة خاصة فى عصر إسماعيل.

فعذرهم أنه لم تكن لديهم الأدوات المسرحية ولا المسارح فكانوا يعرضون في أفنية البيوت والشوارع والجرن في القرية لكن الواضح أن موهبة التمثيل والتمثيليات لدى المصريين كانت موجوده وبشدة لولا الامكانيات وقتها لسبقوا الجميع في هذا الفن.